معلومة صحية | الأكل بوَعي.. ما هو؟ وما أهميته؟ ولماذا عليكِ تجربته الآن؟

لحظة التفكير في الكتابة عن الأكل بوعي “Mindful Eating” قادمة بعد مجموعة من التراكمات عن التفكير في الطعام وشكل الحياة التي أعيشها شخصيًا في الوقت الحالي. أدرك تمامًا أن عاداتي الغذائية في الفترة الأخيرة خاطئة في معظمها، ولا أملك القدرة الكافية على إيقاف التتابُع المستمر لها. قبل بدء الكتابة مباشرة، كنت أتناول طعامي في المكتب أمام شاشة اللابتوب أثناء البحث في موضوع ما، وفي نفس الوقت أتفحّص بعض الرسائل والإشعارات على الهاتف والإيميل بينما أتناول طعامي غير مدركة لما أأكل، غير مدركة لطعمه أو كميته أو مدى استجابة جسمي للأكل.. لا أعرف متى شعرت بالشبع، أتوقّف لإستكمال العمل، ثم أرجع ثانية لأخذ قطمة قبل أن أكمل ما أفعله، وهكذا حتى ينفذ الطعام نفسه..

إذا فكرتِ قليلًا.. هل تدركين كم مرة تناولتي فيها طعامك بينما تفعلين شيئًا آخر مثل مشاهدة فيلم أو مسلسل، أو بينما تُنجزين مهام المنزل، وتحاولين الاعتناء بأطفالك؟ هل تتذكرين كم مرة دخلتي فيها للمطبخ، فتحتي الثلاجة، أكلتي شيئًا بدون تفكير ثم خرجتي لتكملة يومك؟

١٨ طعامًا يعمل على تقوية مناعة جسمك

كل هذه الأمثلة هي التعريف لمصطلح ال “Meaningless Eating” أو الأكل الطائش.. ما أريد التوقُّف عنده هو العكس “Mindful Eating” أو الأكل بوعي (الأكل اليقظ).

مصدر الصورة: موقع بنترست

ما هو الأكل بوعي أو الأكل اليقظ؟ Mindful Eating

مصدر الصورة: موقع بنترست

تأتي فكرة الأكل الواعي من فلسفة اليقظة الواسعة وهي قائمة بالأساس على فكرة التباطؤ، وممارسة التركيز المُتعمّد على ما تفعليه، مُعتمدة على أفكارك وعواطفك وحواسك، أو إحساسك الجسدي في الوقت الحالي. الأكل الواعي يُركّز على تجربة الأكل، والأحاسيس المُتعلقة بالجسم والأفكار والمشاعر حول الطعام.. دون تحكُّم. لماذا نأكل؟ ماذا نأكل؟ كمية الطعام، وكيف نأكلها؟

لماذا يزداد وزن النساء بعد الزواج؟ السبب ليس الهرمونات

أتذكّر نفسي في مرحلة سابقة، كنت أهتم جدًا بفكرة تحضير الوجبة، خاصة وجبة الإفطار.. كنت واعية لما أفعل بداية من لحظة التفكير في الإفطار وتحضيره ثُمّ تقديمه لنفسي بشكل جيّد، مع الحرص على أن يكون شكله مُبهج ومُرتّب ويحتوي ألوان مُتعددة. أتأمله للحظات، ألتقط صورة له أحيانًا، ثم أبدأ في تناوله ببطء وباستمتاع.. كنت أمارس الأكل بوعي بدون أن أعرف اسمه، وعلى الرغم من بساطة الفعل، إلا أنّ تأثيره الإيجابي على نفسي وأفكاري كان عظيمًا!

لماذا يجب عليكِ تجربة الأكل الواعي ولو لفترة وجيزة (Mindful Eating)؟

مصدر الصورة: موقع بنترست

-الوعي بالجوع والشبع ومقاومة الشراهة

ستنتبهين أكثر لاحتياجاتك الحقيقية، وستقل شرهتك للأكل العاطفي أو الأكل لمجرد الملل.

-التحكم في الوزن ومراقبة التغيُّرات

ستعرفين ما يدخل جسمك كل يوم، وتصبحين واعية للتغيرات في جسمك ووزنك وشكلك وصحتك تبعًا لنوع طعامك.

-الشعور بامتلاك قراراتك، واحترامها

ستشعرين بالسيطرة على حياتك. جزء كبير من قلقنا هو الشعور بفقدان السيطرة. ستُساعدك عادات ممارسة الأكل الواعي على الشعور بامتلاك حياتك، وعلى احترام أي قرار تتخذينه حتى ولو كان القرار بتحديد نوع وجبتك أو توقيتها.

-مُمارسة الامتنان والتأمُّل

ستُمارسين عادة التامل والتي ستنتقل تلقائيُا لجوانب أخرى في حياتك، وبالتبعيّة، ستشعرين بالامتنان للنعم المحيطة بكِ وللتفاصيل الصغيرة التي تفقديها خلال الرتم السريع لحياتك. ستُقدرّين أكثر ما تملكينه وتشعرين بالطمأنينة والرضا.

للحفاظ على عظامك: لا تهملي هذه الأطعمة في غذائك

كيف تبدأين الأكل الواعي (Mindful Eating)؟

أدرك أن الاهتمام بكيفية تناول الطعام قد تكون رفاهية كبيرة وسط الحياة السريعة التي نعيشها، وأشعر كثيرًا بأني غير قادرة عل العودة مرة أخرى لممارسة البطء والوعي الذاتي في العادات اليومية كالأكل، فأغلبنا يأكل “on the go” لأنه دائمًا ما نكون متأخرين عن شيء ما، ولا نُخصص وقتًا للأكل فقط إلا في المناسبات أو الأعياد مثلًا.. لكن، يُمكنك اتبّاع طريقة الأكل بوعي لمدة أسبوع كتجربة، وملاحظة التغيير الذي سيطرأ على حياتك خلال التجربة وبعدها.. أؤكد لكِ، قد يُغيّرهذا الأسبوع نمط حياتك كله.

مصدر الصورة: موقع بنترست

اتبّعي القاعدة “BASIC”

 تنفّسي، وتفقّدي شعورك بالجوع – Breathe and Belly Check 

قبل أن تأكلي، خذي نفسًا عميقًا وحاولي استشعار العلامات الجسدية لكِ. هل فعلًا تشعرين بالجوع؟ أم تحتاجين للحركة؟ أم تشعرين بالتوتر؟ وإذا كنتِ جائعة فعلًا.. ما نوعية الطعام الذي تُريدين أكله؟ ما مصدره؟ هل هو مفيد لصحتك أم تُريدين فقط سّد الشعور بالجوع؟ امنحي نفسك الوقت الكافي للتفكير.

قيّمي طعامك – Assess Your Food

ما هو شكل طعامك؟ ما رائحته؟ ما مصدره؟ هل هو طبيعي أم مُعَالج بدرجة كبيرة؟ هل هذا الطعام هو ما تُريدين أكله فعلًا؟

مارسي البطء – Slow Down

بعد مرحلة الاختيار والتأكد من الشعور بالجوع، ابدأي في تناول طعامك ببطء.. لاحظي كل قطمة وأتمّي مضغها بالكامل، ثم خذي استراحة لثواني قبل تناول القطمة أو الملعقة التالية.

 تحقّقي من شعورك أثناء الأكل – Investigate Your Hunger Throughout the Meal

انتبهي للإشارات أثناء تناول طعامك. هل ما زلتِ تشعرين بالجوع أم تواصلين الأكل فقط لأن طبقك ما زال مُمتلئًا؟ هل تشتّت انتباهك؟ حاولي العودة مُجددًا للتركيز فقط على طعامك وطعمه ورائحته.

 امضغي طعامك ببطء – Chew Your Food Thoroughly

انتبهي لما يحدث أثناء مضغك للطعام.. إذا مضغطِ طعامك ببطء، سيستفيد جسمك أكثر بالقيمة الغذائية للطعام، وستتجنبين مشاكل عُسر الهضم والشعور بعدم الراحة بعد انتهاء وجبتك.

 كوني مُمتنّة – Savor Your Food

الأكل نعمة كبيرة في حياتنا.. قدّريها وامنحي نفسك الوقت الكافي للشعور بطعمه وتذوّق نكهاته. اختاري الطعام المُفيد لجسمك، والمريح لعينك، والمُرضي لكِ نفسيًا..

وأخيرًا، قدّري نفسك وامنحيها الوقت والرعاية اللازمين. الطعام السريع والمُعالَج ليس طعامًا حقيقيًا.. لا مقارنة بين وجبة طعام سريع رديئة المكونات، وبين وجبة طعام حقيقية تتوفّر فيها العناصر الغذائية اللازمة لك. صحّتك أمانة.

مصدر الصورة الرئيسية: موقع بنترست