كيف تطوّرت طرحة العروس عبر الزمن وما دور الليدي ديانا في تغييرها؟
#el3rosa #العروسة #نصائح #نصائح_العروسة
عندما نفكّر في طرحة الزفاف اليوم، نتخيّل أكسسوارًا أبيض أنيقًا، ربما مزينًا بالدانتيل، أو مزخرفاً بحبات اللولو والأحجار الكريمة، في نمط أنيق يضيف طابعاً نخبوياً إلى الفستان. لكن لو عدنا إلى الوراء لمئات السنين، قد نتفاجأ عندما نكتشف مدى اختلاف الواقع في ذلك الوقت.
الجدير ذكره أنّ طرحة العروس هي العنصر الأقدم في إطلالة العروس (نعم، حتى أقدم من فستان الزفاف). كانت الطرحة حينها عبارة عن حجاب يرمز إلى تاريخ غنّي، لا علاقة له بالزينة ولا الأكسسوار ولا حتى المجوهرات.
في السطور التالية سنغوص في مراحل تطوّر طرحة العروس من الأزمنة الغابرة حتى اليوم.
تاريخ الطرحة
لا حقيقة مطلقة في ما يتعلّق بتاريخ انطلاق طرحة العروس، فيما يتفق خبراء الموضة على أنّ جذورها تعود إلى العاصمة الإيطالية، مدينة الرومانسية، روما؛ حينها كانت العروس تسير في الممر مع “حجاب” على وجهها، من أجل حماية نفسها من أيّة أرواح شريرة أو عيون حاسدة قد تحبط سعادتها في يومها الكبير.
إلى ذلك، ارتدت نساء النخبة في بلاد ما بين النهرين القديمة وفي الإمبراطوريتين اليونانية والفارسية الطرحة_الحجاب، كدليل على الاحترام والمكانة الرفيعة.
هذا، وتم العثور على أقدم مرجع موثق للطرحة في قانون القانون الآشوري الأوسط الذي يرجع تاريخه إلى ما بين 1400 و 1100 قبل الميلاد.
إذن، انطلقت فكرة الطرحة كحجاب يرمز إلى الحياء والطاعة؛ وكانت تُعتبر حينها رمزاً للعفة من خلال تغطية الرأس خلال ارتداء فستان الزفاف الأبيض.
أصول الطرحة قديماً
يسود تناقض واضح حول أصل الطرحة، وما إذا كانت قد انطلقت في الإمبراطورية الرومانية أو في وقت سابق من الحضارة اليونانية القديمة؛ مع ذلك، فإنّ ما تم توثيقه، يشير إلى أصول رومانية للطرحة. حينها كان الرومان يعتقدون أنّ الأرواح الشريرة ستفترس العرائس أثناء سيرهن في الممر. لذلك، ارتدت العروس “الحجاب” لإخفاء هويتها وحماية نفسها؛ في السياق، اعتبر مؤرخون حول هذا الشأن، أنّ الطرحة كانت تُعتمد لصدّ أي ضرر قد يهدّد سعادة العروس أو يسبب لها الأذى.
ألوان ومغزى الطرحة في العصور القديمة
لم تكن الطرحة (وفساتين الزفاف) بيضاء دائماً. في العصور القديمة، كانت الطرحة تُعتمد باللون الأحمر أو أرجوانية مع خطوط لتمييز العرائس عن النساء الأخريات، كدليل على الإشعاع والتميّز. المفارقة أنّ هذه الطرحة لا تزال معتمدة حتى يومنا هذا في الهند؛ حيث لا زلنا نشاهد عرائس بفستان أحمر وطرحة حمراء.
كما ذكرنا، صُنعت الطرحة في العصور القديمة لتبدو فيها العروس وكأنّها مشتعلة بالنيران لدرء الأرواح الشريرة؛ وكان من الصعب أن ترى العرس طريقها عن السير بسبب الطرحة، فكان على والد العروس مرافقتها إلى المذبح، وهكذا وُلد تقليد “تقديم العروس إلى العريس”.
تطوّر الطرحة في الحقبات الزمنية
تغيّرت الطرحة اليوم، كما تغيّر المفهوم والشكل واللون. فكيف تطوّرت طرحة العروس عبر الزمن؟
عشرينات القرن الماضي
كانت الطرحة في عشرينات القرن الماضي تدور حول أغطية الرأس المصنوعة من الدانتيل، مصنوعة من خامات الحرير وبعضها مزيّن بالورود وأوراق الشجر التي تتناسب مع باقة الزفاف.
كانت طرحة “جولييت” رائجة حينها، وأتت عبارة عن قبعة تحظى بشعبية كبيرة لأنّها تكمل تسريحات الشعر القصير.
حقبة الثلاثينات
استمرت أنماط قبعة جولييت في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي، مع قليل من الزخرفات.
حقبة الأربعينات
خلال سنوات ما بعد اعتماد الطرحة، أصبحت الطرحة عبارة عن قفص عصافير صغير. حينها كان يتم اجبار العرائس على اعتماد الزخرفات، وغالبًا ما كنّ يستخدمن ستائر الدانتيل وأقمشة المفروشات لصنع الفساتين والطرحة. كما كان يتم اعتماد القبعة من قبل العرائس اللواتي يتزوجن بوقت قصير تزامناً مع عودة رجالهن المؤقتة والسريعة من الحرب.
اللافت أنّ في هذه الحقبة تم اعتماد التاج كأول مرّة في طرحة العروس.
في هذه الحقبة أصبحت تصاميم العباءات (فساتين الزفاف حينها) أكثر بساطة من الثلاثينيات، كذلك أصبحت الطرحة واسعة وفضفاضة.
حقبة الخمسينات
ظهر النقاب ذات القلنسوة الضيقة في الخمسينات من القرن الماضي، وكانت الطرحة حينها بطول الخصر. حينها ظهرت موضة العباءات الصغيرة المخصّرة وأصبحت سائدة. كما ظهرت الطرحات القصيرة مع الشبك في أناقة موصوفة.
حقبة الستينات
في الستينات شهدت فساتين الأعراس والطرحات ثورة في الموضة، وأصبحت الطرحة فضفاضة تُصنّع من قماش التول. كما كانت الطرحة عالية عند الرأس كي تظهر تسريحات الشعر على شكل خلية نحل.
حقبة السبعينات
بعد ثورة الموضة في الستينات، شهدت حقبة السبعينات ثورة في الزهور التي طغت على جمال الطرحة. في تلك الفترة، بدأت العرائس تبحثن عن أنماط لطرحات طويلة مع الحدّ الأدنى من الزخرفات، بل البعض استغنى عن الطرحة كليّاً لصالح أكاليل الزهور أو القبعات ذات الحواف العريضة.
كما عادت قبعة جولييت إلى الظهور أيضًا، مع حواف الدانتيل.
حقبة الثمانينات
اتخذت حقبة الثمانينات شعار “الحجم الأكبر هو الأفضل”، وطرحة الزفاف لم تكن استثناءً.
قادت هذه الحملة التغييرية الأميرة ديانا، من خلال طرحتها الملحمية التي بلغ طولها سبعة أمتار. منذ ذلك الحين، أصبحت الطرحة الطويلة لأمتار هي عنوان للعروس النخبوية؛ وهذا الأمر ليس مستغرباً، فالليدي كانت محبوبة الجماهير في العالم وأيقونة في الموضة، ومؤثرة كبيرة في صناعة الأزياء على صعيد المصممين والسيدات.
حقبة التسعينات
يمكن وصف حقبة التسعينات بحقبة البساطة والإنسيابية في التصاميم، والطرحة ضمناً. شهدت هذه الحقبة نغمات ناعمة وأنماطاً بسيطة للطرحة، حلّت مكان الطرحات القديمة.
طرحة 2000
أصبح لدى العرائس في حقبة الألفين عدد كبير من الأساليب التاريخية للإستفادة منها كما الحريّة في الابتعاد عن اتباع التقاليد؛ حرفياً، بدأ في هذه الحقبة المزج بين الإرث التاريخي والطابع العصري للطرحة.
وفيما أخذ البعض إشارات من الماضي، وضع البعض الآخر قواعدهن الخاصة عن طريق اختيار قطعاً بسيطة أو أغطية رأس لامعة، بينما اختار البعض الآخر عدم اعتماد الطرحة إطلاقاً.
العرائس اللواتي اخترن اعتماد الطرحة، كنّ يدمجن معها تفاصيل منسوجة، وخرزاً معقّداً، وحبات لولو فاخرة، لإضافة أكسسوارات ومجوهرات فخمة على طلّة الزفاف.
طرحة 2010
شهدت هذه الحقبة حفل زفاف ملكي آخر، وهو حفل زفاف كايت ميدلتون إلى الأمير ويليام في عام 2011، فعادت الطرحة الطويلة المتدلية مرة أخرى. بعبارة أخرى، أعادت أميرة وايلز اتجاه الأميرة ديانا من جديد.
تم تصنيع طرحة كايت من الحرير العاجي بمقاس 72 بوصة، فيما ظهرت حوافها من الدانتيل، وهو نمط ملكي بدأت الكثير من العرائس تقليده.
ولكن في هذه الحقبة، أكثر من أي وقت مضى، أصبحت العرائس تتمتع بحرّية كاملة في اختيار ما يفضلنه ليوم زفافهن، وأصبح الأمر كلّه يتعلّق بالستايل الشخصي للعروس.
يمكن وصف هذه الفترة بالحقبة الذهبية لكلّ من مصممي فساتين الزفاف والنساء اللواتي يستعدن للسير في الممر في اليوم الكبير.
حقبة 2020
مع التطوّر الحاصل في الحضارات والثقافات وأساليب العيش كافة، وصناعة الأزياء ضمناً، أصبحت الطرحة مختلفة جداً لناحية التصاميم والحجم والزخرفة.
ورغم جمالية الطرحات اليوم، يرى خبراء في تصميم فساتين الأعراس أنّ الطرحة فقدت رمزيتها التاريخية، وأصبحت عبارة عن أكسسوار شعر يبرز جمال التسريحة والطلّة في يوم الزفاف. على سبيل المثال، في المجتمع الأميركي الحديث، أصبح لا ضرورة لارتداء الطرحة في الزفاف، ولم تعد جزءًا أساسيًا أو مطلوبًا من الحفل. حتى في كافة أقطار العالم، أصبحت العديد من العرائس تختار التخلّي عن ارتدائها بالكامل.