السفر والرحلات | تعرف على التقاليد المختلفة والتنوع الثقافي لاحتفالات عيد الفطر

عيد الفطر هو أحد العيدين الرئيسيين في التقويم الإسلامي، وعيد الفطر هي الفترة التي تلي شهر رمضان، وتستمر يومين إلى ثلاثة أيام من الاحتفالات.

ويحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بهذه المناسبة وفقًا لتقاليدهم الفريدة، لذا، إذا كنتِ تريدين أن تعرفي كيف يتم الاحتفال بالعيد حول العالم، إليكم مجموعة مفصلة من احتفالات العيد حول العالم:

احتفالات العيد حول العالم

عادة ما يعني عيد الفطر ارتداء الملابس الجديدة، وتناول الطعام اللذيذ، وتبادل الهدايا، وحضور التجمعات العائلية، حيث يفرح الصغار والكبار ويشكرون الله على نعمه.

بعض تقاليد العيد حول العالم تختلف حسب المنطقة ولكنها تحمل نفس مشاعر الفرح في جميع أنحاء العالم، ويعد العيد من أكثر المناسبات التي ينتظرها المسلمون في العام الإسلامي، لأن الناس لديهم الكثير من التخطيط لهذه الأيام، حيث يبدأ اليوم بصلاة العيد، وغالبًا ما تكون في ساحات مفتوحة كبيرة، بحيث يتمكن أكبر عدد ممكن من المصلين من حضور الصلاة معًا، وبعد لقاء بعضهم البعض، وبمجرد انتهاء الصلاة، يعود الناس إلى منازلهم ويزورون الأقارب والأصدقاء مع أحبائهم.

وعادة ما يتم تخصيص اليوم الأول لأقارب العائلة المقربين، حيث يقوم كبار السن بإعطاء العيد – هدية مالية – للصغار في الأسرة، وتعتبر الأعياد العائلية جزءًا مهمًا من العيد حيث يجتمع غالبية أفراد الأسرة، إن لم يكن جميعهم، للاستمتاع بالاحتفالات معًا.

باكستان

عادة ما تبدأ الاستعدادات للعيد في باكستان في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، ولكن في الأسبوع الأخير تكون على قدم وساق، وتقوم معظم العائلات بتنظيف منازلهم جيدًا وغالبًا ما تقوم بتزيينها للمهرجان القادم.

بينما يشتري الناس ملابس جديدة ويرتدونها، والليلة التي تسبق العيد، والتي تسمى تشاند رات، هي عندما يتدفق الناس إلى الأسواق لشراء إكسسوارات اللحظة الأخيرة، وتصطف النساء خارج الصالونات أو يذهبن إلى منازل بعضهن البعض في تشاند رات لوضع الحناء على أيديهن، وهو ما يشبه الوشم المؤقت، ويعد ارتداء الأساور الزجاجية الملونة أمرًا شائعًا أيضًا بالنسبة للنساء في يوم العيد.

ويرحب الناس ببعضهم البعض بـ “عيد مبارك”، والذي يتبعه عادةً احتضان، ومن المعتاد أيضًا في العديد من المنازل تحية الأقارب الأكبر سنًا بتقبيل يدهم اليمنى كدليل على الاحترام، وفي المقابل، غالبًا ما يبارك الكبار الأطفال بصلاة سريعة، وعادة ما يتم تحضير شير خورما، وهي بودنغ الشعيرية، والبرياني، وهو طبق أرز حار، في المنازل الباكستانية، وعيد العيد هو عطلة لمدة ثلاثة أيام في البلاد.

وغالبًا ما تكون الشوارع مليئة بالناس في أيام العيد، مع إقامة جولات خارجية للأطفال في الأحياء، كما أن هناك العديد من البرامج التي تبث على شاشة التلفزيون، وتركز بشكل خاص على الاحتفالات، ويختار العديد من الأشخاص أيضًا التوجه إلى مراكز التسوق أو المتنزهات أو الشواطئ لقضاء أمسية مليئة بالمرح مع العائلة.

إندونيسيا

وتبدأ احتفالات العيد، المعروفة باسم ليباران في إندونيسيا، في الليلة التي تسبق العيد حيث ينغمس الناس في بعض التسوق في اللحظة الأخيرة، بينما تحتفل الحشود بأصوات الطبول والمفرقعات النارية، كما يقوم الناس بإشعال المشاعل وحملها في الشوارع في بعض أجزاء البلاد، وكما هو الحال في باكستان، يعود معظم الأشخاص الذين يعملون في مدن أخرى إلى بلداتهم الريفية، وهو تقليد يسمى موديك أو العودة للوطن.

وأرز الخيزران المطبوخ، والمعروف محليًا باسم ليمانج، ولابيس ليجيت، وهي كعكة مكونة من ألف طبقة، هما من الأطعمة التقليدية المطبوخة لهذا اليوم، وتشمل المواد الغذائية الأخرى التي يتم إعدادها في العيد الكتوبات، وأوبور أيام، والكعك المصنوع من حشوات الزبدة ومربى الأناناس.

وبعد صلاة العيد في الصباح، يحيي الناس أحدهم بكلمات “سلامات عيد الفطر”، أي عيد مبارك أو عيد سعيد، ويسعى المسلمون أيضًا إلى المغفرة لبعضهم البعض في يوم العيد، بما في ذلك عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم – وهو تقليد يُعرف باسم حلال بهالال في إندونيسيا.

ويتم منح الأطفال مظاريف ملونة من المال من قبل شيوخهم عند زيارتهم لهم، ويرتدي معظم المسلمين الإندونيسيين ملابس ثقافية في يوم العيد، ويختلف أسلوبها بين الرجال والنساء، كما يقوم الأقارب بزيارة قبور أحبائهم خلال عيد العيد.

ماليزيا

العيد في ماليزيا هو مناسبة سعيدة مثل أي مكان آخر، ويسافر معظم الناس إلى مسقط رأسهم ليكونوا مع عائلاتهم، ويزين الناس منازلهم بمصابيح الزيت المعروفة باسم بيليتا ويطهون الأطعمة التقليدية للعيد، بما في ذلك كيتوبات أو فطائر الأرز، وريندانج، وهو طبق لحم شعبي لتكريم الضيوف في دول جنوب شرق آسيا.

ويُعرف محليًا باسم هاري رايا عيدفيتري، ويعني يوم الاحتفال بعيد الفطر، وهو اليوم الذي يرتدي فيه الجميع الملابس التقليدية.

ولطالما كانت احتفالات عيد الفطر بمثابة البيت المفتوح في ماليزيا، حيث يتم الترحيب بالجميع في كل بيت وأجواء احتفالية مفتوحة ترحب بالناس للاستمتاع بالوجبات وقضاء وقت ممتع، دون تفريق بينهم على أساس اقتصادي. الوضع أو الدين أو الطبقة، وعادة ما تتناوب العائلات في فتح منازلهم للضيوف طوال اليوم.

وعلاوة على ذلك، خلال أيام العيد، تنتشر الزخارف والاحتفالات في جميع أنحاء البلاد مما يجذب أيضًا المزيد من الزوار والسياح خلال هذا الجزء من العام، والمدن الكبرى مثل كولا لمبور وغيرها أقل ازدحاما نسبيا وخالية تقريبا لأن الكثير من الناس يسافرون إلى مسقط رأسهم للاحتفال بهذه المناسبة مع عائلاتهم.

ويصلي المسلمون ويبتهجون ويطلبون المغفرة لبعضهم البعض في هذا اليوم بينما يتلقى الأطفال هدايا نقدية صغيرة من كبارهم تسمى دويت رايا – نسختهم من العيدي.

المملكة العربية السعودية

وتعد المملكة العربية السعودية مركزًا لاحتفالات عيد الفطر حيث يسافر المسلمون من جميع أنحاء العالم إلى مكة والمدينة لأداء العمرة خلال شهر رمضان، ويختار معظمهم البقاء حتى العيد قبل العودة إلى ديارهم لأحبائهم.

ومع ذلك، يجتمع السكان المحليون في منزل أحد أفراد الأسرة ويحتفلون بالاحتفالات معًا على وجبة بعد صلاة العيد، كما يتلقى الأطفال الهدايا من كبار السن في الأسرة، على شكل نقود أو أكياس هدايا تحتوي على ألعاب وحلويات.

ويختار العديد من المسلمين أيضًا التبرع للجمعيات الخيرية وتقديم الهدايا إلى الأشخاص الأقل حظًا خلال عيد العيد، وغالبًا ما يكون ذلك دون الكشف عن هويتهم، حتى يتمكنوا أيضًا من الاحتفال باليوم مع عائلاتهم، كما تظهر الأجواء الاحتفالية في الشوارع حيث يسلم كل مسلم على غيره دون تمييز.

وفي بعض أجزاء المملكة العربية السعودية، يقوم الناس أيضًا بتزيين منازلهم بالسجاد الترحيبي خارج أبوابهم ويتشاركون وجبات الطعام التي تشتمل على المطبخ العربي التقليدي مع جيرانهم والمسلمين الآخرين.

تركيا

يُطلق على عيد الفطر اسم سيكر بيرامي أو رمضان بيرامي أو عيد الحلويات في تركيا، وتركز احتفالات عيد الفطر على الحلويات الحلوة التقليدية مثل البقلاوة والبهجة التركية، ويتم تقديم الحلوى لجميع أفراد العائلة والأصدقاء في هذا اليوم عندما يزورون بعضهم البعض بعد صلاة العيد، ويقوم معظم المسلمين الأتراك بتحية كبار السن من خلال تقبيل يدهم اليمنى ولمسها على جبهتهم وفقًا للقيم الثقافية والتقليدية كدليل على الاحترام.

وفي حين أن احتفالات العيد في جميع أنحاء العالم ليست عطلة رسمية في الدول ذات الأقليات المسلمة، فإن تركيا هي من بين الدول التي تحتفل بعطلة لمدة ثلاثة أيام بهذه المناسبة، ويرتدي الناس ملابس جديدة ويقدمون الهدايا لأحبائهم ويزورون المقابر لإبداء احترامهم لأفراد الأسرة المتوفين.

بينما يُمنح الأطفال المال والحلويات والشوكولاتة عند تحية كبارهم باحترام، وغالبًا ما يذهبون من باب إلى باب في حيهم للقيام بذلك، وسوف تجدين أيضًا فنانين في الشوارع في العيد، يؤدون عروض الدمى لتسلية الصغار، حيث تكون المدارس مغلقة بسبب المهرجان.

دولة الإمارات العربية المتحدة

وبينما يلتزم الإماراتيون المحليون بالطريقة التقليدية للاحتفال بالعيد بدءًا من صلاة الصباح وصلاة العيد يليها إعداد المأكولات الإقليمية والاستمتاع بوجبات الطعام في منزل أكبر أفراد الأسرة، وهناك نسبة عالية من المهاجرين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعظمهم غير قادرين على العودة إلى وطنهم لحضور المهرجان.

ونظرًا لأنها عطلة رسمية ومناسبة احتفالية، عادة ما يجتمع المغتربون في منزل أحد الأصدقاء لتناول وجبات تقليدية مُعدة من الخلفية الثقافية لكل شخص ويقضون اليوم معًا بروح العيد.

وهناك أيضًا الكثير من الفعاليات والعروض التي يتم استضافتها في الحدائق العامة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة خلال عطلة العيد حتى لا يُترك أولئك الذين ليس لديهم عائلة في الإمارات العربية المتحدة بمفردهم ويمكنهم الانضمام إلى المجتمع خلال هذا المهرجان البهيج.