السفر والرحلات | أفضل وجهات سياحية في باريس لعطلة شتوية رائعة

باريس مدينة النور تُعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، حيث تجمع بين المعالم الشهيرة والمأكولات الراقية والأجواء الرومانسية التي لا مثيل لها، وبإعتبارها مركزًا ثقافيًا وفنيًا تستقطب باريس ملايين الزوار سنويًا ممن يتطلعون لاستكشاف سحرها الأبدي وعظمتها.

ونتعرف اليوم على أفضل الأنشطة والمعالم السياحية التي تستحق الزيارة في باريس، مع تسليط الضوء على وجهات لا تُنسى ستضيف الكثير من الروعة إلى رحلتكم، وتقدم لحظات مليئة بالذكريات السعيدة والدهشة.

برج إيفل

يُعتبر برج إيفل الرمز الأبرز لباريس وأحد أعظم الإنجازات الهندسية في التاريخ، وبإرتفاعه البالغ 330 مترًا يتيح البرج للزوار إطلالات خلابة على المدينة من منصاته الثلاث، ويمكنك زيارته خلال النهار للاستمتاع بتفاصيل تصميمه أو في الليل حيث يتلألأ بأضوائه المبهرة، كما يمكن لعشاق الطعام الاستمتاع بتجربة فريدة في مطعم “58 تور إيفل” أو مطعم “جول فيرن” الحائز على نجمة ميشلان، حيث تترافق الأطباق الفاخرة مع إطلالة ساحرة على أفق باريس.

وعلى مقربة من البرج يقدم منتزه “شامب دو مارس” مساحة خضراء هادئة مثالية للنزهات أو المشي المريح، بينما يوفر نهر السين فرصة للاستمتاع بجولات بالقوارب تتيح رؤية البرج من زوايا مختلفة، ويجسد برج إيفل روح الابتكار والجاذبية التي تشتهر بها باريس، ما يجعله وجهة لا غنى عن زيارتها.

متحف اللوفر

يُعد متحف اللوفر الذي يقع في قصر ملكي سابق أكبر متحف فني في العالم وأحد أبرز المعالم الثقافية في باريس، ويضم المتحف أكثر من 35,000 قطعة فنية من بينها أعمال شهيرة مثل لوحة الموناليزا وتمثال فينوس دي ميلو و”انتصار ساموثراكي”، ويتميز مدخل المتحف بهرم زجاجي يُعتبر من رموز المزج بين الأصالة والحداثة.

ويُعتبر استكشاف اللوفر رحلة مشوقة تأخذ الزوار عبر عصور الحضارات القديمة والفنون النهضوية والرومانسية الفرنسية، كما يمكن الاستعانة بجولات إرشادية أو دليل صوتي لفهم أعمق للمقتنيات، وبجوار المتحف تُضفي حديقة “التويلري” جمالًا إضافيًا، حيث تتزين بالنوافير والمنحوتات التي توفر أجواء مريحة، حيث يُمثل اللوفر تجربة ثقافية غنية تتيح التعمق في الفنون والتاريخ الذي يُعرّف باريس.

كاتدرائية نوتردام

تُعد كاتدرائية نوتردام تحفة معمارية قوطية تجسد تراث باريس المعماري والثقافي، وقد شُيّدت الكاتدرائية بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر، وتشتهر بنوافذها الزجاجية الملونة وتصاميمها المنحوتة الدقيقة وأبراجها الشاهقة، ويمكن للزوار صعود الكاتدرائية للاستمتاع بإطلالات بانورامية على المدينة ومشاهدة تماثيلها الشهيرة عن قرب.

وداخل الكاتدرائية تُبرز الأجواء الفخامة من خلال الأسقف المرتفعة ونوافذ الورود المذهلة، ورغم الأضرار التي لحقت بها جراء الحريق في عام 2019، تستمر أعمال الترميم لضمان بقاء الكاتدرائية كمصدر إلهام للأجيال القادمة، والمنطقة المحيطة بالكاتدرائية مثل جزيرة “إيل دو لا سيتي” توفر شوارع مليئة بالمقاهي والأجواء الباريسية الأصيلة.

مونمارتر وكنيسة القلب المقدس

يقع حي مونمارتر على تل يُطل على باريس ويشتهر بتاريخه الفني وأجوائه الساحرة، وهذا الحي كان موطنًا لفنانين بارزين مثل بيكاسو وفان جوخ، وما زال ينبض بروح الإبداع في ساحاته ومعارضه المتنوعة، ويُعد ميدان “بلاس دو تيرتر” مكانًا حيويًا حيث يُظهر فنانو الشوارع براعتهم في التقاط روح باريس في أعمالهم.

وعلى قمة التل تبرز كنيسة القلب المقدس بقبابها البيضاء المميزة وهي تقدم إطلالة استثنائية على المدينة، وداخل الكنيسة تُزين الفسيفساء الفريدة الجدران، بينما توفر الأجواء الهادئة شعورًا بالسكينة بعيدًا عن صخب المدينة، ويُمكن للزوار التجول في شوارع مونمارتر التي تزينها المقاهي الدافئة والمتاجر العتيقة، بالإضافة إلى معالم مثل “مولان روج” مما يُضفي طابعًا فريدًا على هذا الحي.

متحف أورسيه

يقع متحف أورسيه داخل محطة قطارات قديمة بتصميم فنون بوزار ويُعد وجهة مثالية لعشاق الفنون، ويختص المتحف بالفنون الفرنسية من منتصف القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين، ويعرض أعمالاً لفنانين بارزين مثل مونيه ورينوار وفان جوخ وديغا، كما يُعد قسم اللوحات الانطباعية وما بعد الانطباعية من أبرز أقسام المتحف، حيث يُظهر فترة تحول مهمة في تاريخ الفن.

كما تُضيف هندسة المتحف المعمارية طابعًا مميزًا على التجربة، إذ يزينه ساعة كبيرة وسقف زجاجي يُضيء القاعات بأسلوب فريد، ويُمكن للزوار الاستمتاع بوجبة في مطعم المتحف الذي يطل على نهر السين، مما يُكمل تجربة ثقافية لا تُنسى في قلب باريس.

الشانزليزيه وقوس النصر

يمتد شارع الشانزليزيه الشهير من ساحة الكونكورد إلى قوس النصر، ويُعدّ من أبرز معالم باريس وأكثرها جذبًا للزوار، ويتميز الشارع بمحال فاخرة ومسارح ومقاهي راقية، مما يجعله وجهة مثالية للتسوق واستكشاف أسلوب الحياة الباريسي، وخلال موسم الأعياد يتحول الشارع إلى لوحة مضيئة بمصابيح الزينة والأسواق الاحتفالية التي تضفي أجواء ساحرة.

وفي نهاية الشانزليزيه يبرز قوس النصر كرمز لتاريخ فرنسا العسكري، ويُتيح القوس للزوار فرصة الصعود إلى أعلاه للاستمتاع بمشاهد بانورامية رائعة تشمل برج إيفل وأفق حي لاديفانس، وتحت القوس توجد الشعلة الأبدية التي تكرّم الجندي المجهول، مما يضفي لمسة عاطفية على هذا المعلم الشهير.

رحلة نهر السين

تُعتبر رحلة على متن قارب في نهر السين من أبرز الأنشطة الباريسية التي توفر منظورًا مختلفًا لمعالم المدينة، ويمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة معالم مثل برج إيفل وكاتدرائية نوتردام ومتحف اللوفر أثناء الانسياب برفق على مياه النهر، وخلال المساء تبدو المدينة في أبهى حلّة مع أضواء المعالم التي تنعكس على مياه السين، مما يضفي أجواء رومانسية فريدة.

وتتضمن العديد من الرحلات البحرية تعليقًا يروي حكايات عن تاريخ المدينة ومعمارها المميز، أما الباحثون عن تجربة راقية فيمكنهم اختيار رحلة عشاء فاخرة تتيح تذوق أطباق فرنسية شهية أثناء الاستمتاع بالإطلالات الخلابة، كما تبرز جسور النهر مثل جسر ألكسندر الثالث وجسر بون نوف كإضافة جمالية تعزز من روعة التجربة.

قصر فرساي

يقع قصر فرساي على مشارف باريس ويجسد فخامة العصور الملكية الفرنسية، وكان القصر مقر إقامة الملك لويس الرابع عشر، ويضم داخله قاعات مزخرفة مثل قاعة المرايا الشهيرة والصالونات الملكية والشقق الفاخرة التي تعكس ذروة فن الباروك الفرنسي.

أما الحدائق الشاسعة التي تحيط بالقصر فتتميز بتصميم هندسي بديع، وتضم نافورات وتماثيل تضفي طابعًا فريدًا على المكان، ويمكن للزوار أيضًا استكشاف القصور الأصغر داخل المجمع، مثل قصر تريانون الكبير وقرية ماري أنطوانيت، لاكتشاف المزيد عن حياة العائلة الملكية.

سانت شابيل

تُعد كنيسة سانت شابيل واحدة من أجمل روائع الطراز القوطي في باريس، وتُخبئ بين جدرانها نوافذ زجاجية ملونة تسرد أكثر من ألف مشهد من القصص بألوان زاهية، وهذا العرض البصري المذهل يُضفي أجواء مهيبة تجعل كل زيارة للكنيسة تجربة استثنائية.

وبُنيت الكنيسة في القرن الثالث عشر لإيواء بعض الآثار المقدسة، وتُعتبر مثالاً فريدًا على الإبداع الفني والمعماري لتلك الحقبة، وتوفر سانت شابيل للزوار تجربة أكثر خصوصية مقارنة بغيرها من المعالم الكبرى، مما يتيح لهم استكشاف جمالها وروحانيتها في أجواء هادئة.

حدائق لوكسمبورغ

تقع حدائق لوكسمبورغ في قلب باريس وتُعد واحة من الهدوء والجمال الطبيعي، حيث تتميز هذه الحدائق بتصميمها الفرنسي الكلاسيكي، و تنتشر بها المساحات الخضراء والزهور الملونة والنوافير المزخرفة، وتُعد نافورة ميديسي إحدى أبرز معالمها التي تجذب عشاق التصوير.

وتوفر الحدائق فرصًا متعددة للترفيه والاسترخاء، مثل التنزه وتناول وجبة خفيفة في الهواء الطلق أو الاستمتاع بالأنشطة العائلية كعروض الدمى وقوارب الأطفال الصغيرة في البركة، كما يمكن لعشاق الفن زيارة متحف لوكسمبورغ القريب للاستمتاع بمعارضه المميزة.

حي الماريه

يُعتبر حي الماريه أحد أعرق الأحياء الباريسية، ويمثل نقطة تلاقي بين التاريخ والحداثة، ويتميز هذا الحي بشوارعه الضيقة المرصوفة بالحجارة، وقصوره التاريخية التي تحولت إلى معارض فنية، ومتاجره التي تعرض أزياء ومقتنيات مميزة، وتُعد ساحة فوج أقدم ساحة مخططة في باريس من أبرز معالم الماريه، حيث تحيط بها مبانٍ ذات تصميم معماري رائع، ويزخر الحي بالأنشطة الثقافية مثل زيارة متحف كارنفاليه أو التجول في الحي اليهودي للتعرف على تنوعه الثقافي.

أوبرا غارنييه

تمثل أوبرا غارنييه تحفة معمارية من القرن التاسع عشر تجمع بين الفخامة والتاريخ، وتتميز الواجهة الخارجية بتفاصيل منحوتة بدقة، بينما يتألق الداخل بزخارفه الذهبية وسلالمه الكبرى ولوحة السقف التي أبدعها مارك شاغال.

ويمكن الاستمتاع بحضور عرض موسيقي أو الانضمام لجولة إرشادية لاستكشاف تاريخ المبنى، كما يمكن التوجه إلى شرفة غاليري لافاييت المجاورة للاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة على باريس تضيف بُعدًا آخر لهذه الزيارة.