الصحة والرشاقة | فوائد ممارسة الرياضة لصحة الجهاز العصبي

ستظّل الدراسات الحديثة تكّشف لنا عن مدى العلاقة بين ممارسة الرياضة وبين وظائف الجهاز العصبي؛ إذ أثبتت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها آثار إيجابية عديدة على الجهاز العصبي والوظائف العقلية.

تعمل ممارسة التمارين الرياضية على زيادة إنتاج الناقلات العصبية، وهي الرسائل الكيميائية التي تُسهل التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ. وهذا يؤدي إلى تحسين المزاج، وتقليل القلق، وزيادة الوظيفة الإدراكية، ونمو الخلايا العصبية والوصلات الجديدة، ما قد يعزز ذلك الذاكرة والتعلم.

بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن التمارين الرياضية تقلل الالتهاب في الدماغ؛ وبالتالي حماية المرأة من الأمراض التنكسية العصبية مثل: “مرض الزهايمر، ومرض باركنسون”.

بشكل عام، يمكن أن يكون للتمرين المنتظم تأثير عميق على صحة وعمل الجهاز العصبي والدماغ لدى المرأة.

من هذا المٌنطلق، سنُطلعك عبر موقع ” هي ” على فوائد ممارسة التمارين الرياضة لتعزيز وظائف جهازك العصبي، وذلك من خلال كل من استشاري المخ والأعصاب الدكتور عصام محمد، ومدرب اللياقة البدنية محمود عبد الحليم من القاهرة.

في البداية…ممارسة التمارين الرياضية تُحسن صحة الجهاز العصبي

وبحسب دكتور عصام، يُمكن أن يكون للتمارين الرياضية تأثير إيجابي على الجهاز العصبي بعدة طرق؛ أبرزها:

إنتاج المزيد من الإندروفين

تعمل التمارين المتنوعة على  تقليل التوتر والقلق، اللذين من المعروف أنهما يؤثران سلبًا على الجهاز العصبي؛ فعند ممارسة التمارين الرياضية، يفرز جسمك الإندورفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تعمل كمسكنات طبيعية للألم، وتُحسن المزاج، وتُعزز الشعور بالرفاهية.

زيادة تدّفق الأكسجين

تُساهم جميع التمارين الرياضية في تحسين وظيفة الجهاز العصبي؛ وذلك عن طريق زيادة تدّفق الدم والأكسجين إلى الدماغ. وهذا يمكن أن يساعد على تحسين الوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ، و تحسين نوعية النوم. وهو أمر مهم للصحة العامة والرفاهية، حيث يعتمد الجهاز العصبي بشكل كبير على النوم المريح ليعمل بشكل صحيح.

زيادة الحركة والإحساس بالجسم

تُساعد التمارين الرياضية على تحسين وظيفة الجهاز العصبي المحيطي، الذي يتحكم في الحركة والإحساس في الجسم؛ وبالتالي تحسين قوة العضلات ومرونتها وتنسيقها، ما قد يُعزز ذلك وظيفة الجهاز العصبي بشكل عام.

العلاقة طردية بين الناقلات العصبية وممارسة التمارين الرياضية

وأضاف دكتور عصام، أن التشاط البدني المٌنتظم، يُمكن أن يزيد من إنتاج الناقلات العصبية مثل:”السيروتونين، والدوبامين، والنورإبينفرين”، المسؤولة عن تنظيم المزاج والتحفيز والانتباه، وتعزيز نمو الخلايا العصبية وصيانتها، والوظيفة الإدراكية والذاكرة.

فضلًا عن ذلك، ثبت أن التمارين الرياضية تقلل من التوتر والقلق عن طريق خفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول؛ وبالتالي تحسين جودة النوم من خلال تعزيز النوم العميق والأكثر راحة.

العلاقة إيجابية بين صحة العقل العصبي وممارسة الرياضة

وهنا أكد دكتور عصام، أن ممارسة الرياضة لها تأثير إيجابي على صحة العقل العصبي؛ إذ ربطت الدراسات الحديثة بين أهمية النشاط البدني المنتظم، وبين التحسينات في الوظيفة الإدراكية، وتنظيم المزاج، وتقليل التوتر.

ويرجع ذلك، إلى أن التمارين الرياضية  تزّيد من تدفق الدم إلى الدماغ، ما يُعزز ذلك نمو خلايا عصبية جديدة والروابط بين الخلايا العصبية الموجودة. وهذا يُمكن أن يحسن الذاكرة والانتباه والوظيفة الإدراكية الشاملة. وبشكل عام، فإن دمج التمارين الرياضية بانتظام في نمط حياة المرأة يُمكن أن يكون له فوائد كبيرة لصحة العقل العصبي، وأيضًا الجهاز العصبي المركزي، والجهاز العصبي اللإرادي المسؤول المسؤول عن تنظيم وظائف الجسم، مثل: ” معدل ضربات القلب والهضم والتنفس”.

أبرز التأثيرات الإيجابية للممارسة الرياضية على صحة الدماغ والجهاز العصبي المركزي

وفي هذا السياق، أوضح دكتور عصام، أن تأثير التمرين على الجهاز العصبي المركزي كبير جدًا؛ بما في ذلك، التأثيرات الإيجاببية التالية:

• زيادة إنتاج الناقلات العصبية مثل: “الدوبامين والسيروتونين والنورإبينفرين”  المسؤولة عن تنظيم المزاج.
• تعزيز الوظيفة الإدراكية، بما في ذلك الذاكرة، والانتباه، والوظيفة التنفيذية.
• تقليل الالتهابات في الدماغ، وزيادة المرونة العصبية، والقدرة على التغيير والتكيف.
• تحسين أداء الأعصاب والتواصل بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم.
• تقليل خطر الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي، وهي حالة تسبب الضعف والخدر والألم في اليدين والقدمين.
• تقليل خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي أو غيرها من الاضطرابات العضلية الهيكلية.

تمارين فعّالة لتحسين صحة الجهاز العصبي للمرأة

من ناحية أخرى، أوضح كاببتن محمود أن ممارسة الرياضة هي لغة العصر لمخاطبة وظائف الجسم، فكل نوع من التمارين له فوائده وقادر على تحسين صحة المرأة العامة وليس الجهاز العصبي فحسب، وبما أن هناك ارتباط جوهري بين صحة الأعصاب وبين عمل وظائف الأعضاء الأخرى بكفاءة؛ لذا ننصح المرأة بضرورة ممارسة التمارين المُعززة لصحة جهازها العصبي، وذلك على النحو التالي:

تمارين التوازن

تساعد هذه التمارين على تحسين التوازن والتنسيق، وهي ضرورية للحفاظ على صحة الجهاز العصبي للمرأة؛ مثل”الوقوف على ساق واحدة، أو المشي على عارضة التوازن”.

تمارين اليوغا

تعتبر اليوغا طريقة رائعة لتحسين صحة الجهاز العصبي، وايضًا تمدد العضلات وتقويتها، ما يُساهم ذلك في تحسين وظيفة الجهاز العصبي.

تمارين التاي تشي

يُعتبر التاي تشي مثل اليوغا؛فهوطريقة رائعة لتحسين صحة الجهاز العصبي للمرأة. إذ يُساعدها على تحسين التوازن، والتنسيق، والمرونة. وكلها ضرورية لحسن سير العمل في جهازها العصبي.

تمارين البيلاتس

البيلاتس طريقة رائعة لتحسين صحة الجهاز العصبي للمرأة، وتقويةعضلات جسمها الأساسية.

تمارين السباحة

تُعتبر السباحة وسيلة رائعة لتحسين صحة الجهاز العصبي للمرأة، وأيضًا تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
وأخيرًا، اهتمي عزيزتي بصحة جهاز العصبي، ولا تترددي في تغيير نمط حياتك للأفضل؛ وبما أنكِ المُستفيدة الوحيدة من ذلك، ابدأي معنا من الآن فصاعدًا بتغيير عاداتك الغذائية السيئة، وانتظمي في ممارسة التمارين الرياضية المُناسبة لكِ؛ مع مراعاة ا استشارة الطبيب أو المعالج الطبيعي قبل البدء في أي تمرين روتيني جديد؛ وذلك من أجل الحفاظ لى صحتك العامة بما يتناسب مع طبيعة جسمك، وحالتك الصحية، واحتياجاتك الخاصة بشكلِ عام.