الصحة والرشاقة | توجيهات مهمة للتعامل مع حيوانك الأليف خلال السفر: دليل شامل

لم تبدأ الدراسات إلا مؤخرًا في استكشاف فوائد الرابطة بين الإنسان والحيوان علميًا؛ ولا يزال الكثير منا غير مدركين لفوائد الصحة البدنية والعقلية التي ستعود على صحتنا من اقتناء وتربية الحيوانات الأليفة.

لقد تطورت الحيوانات الأليفة لتصبح مُنسجمة بشكل حاد مع سلوكنا وعواطفنا؛ فعل سبيل المثال: سنجد الكلاب، قادرة على فهم العديد من الكلمات التي نستخدمها ، لكنها أفضل في تفسير نبرة صوتنا ولغة الجسد والإيماءات. ومثل أي صديق بشري جيد، سينظر كلب مخلّص إلى عينيكِ لقياس حالتك العاطفية ومحاولة فهم ما تفكرين فيه وتشعرين به.

يُمكن للحيوانات الأليفة، وخاصة الكلاب والقطط، تقليل التوتر والقلق والاكتئاب ، وتخفيف الشعور بالوحدة ، وتشجيع ممارسة الرياضة والمرح ، وحتى تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

علاوة على ذلك، يُمكن أن تساعدنا على تربية أطفالنا وأن تكون أكثر أمانًا لرفقة كبار السن؛ فربما ستكون إضافةً حقيقية لنا لنشعر بالفرح الحقيقي والحب غير المشروط.

لذا دعينا نُطلعك عبر موقع ” هي ” على فوائد اقتنائنا الحيوانات الأليفة، وكيفية العناية بها من أجل الحفاظ على هذه العلاقة من دون تأثير تربيتها على صحتك وصحة عائلتك في المُجمل العام، وذلك من خلال أخصائية طب وجراحة الحيوانات الأليفة الدكتورة أميرة الخياط من القاهرة.

الحيوانات الألفية عالمٌ خفي لتحسين صحتك

بحسب الدكتورة أميرة، يُمكن لأي حيوان أليف تحسين صحتك؛ إذ أشارت الدراسات المتنوعة إلى أن الأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة، غالبًا ما يحصلون على فوائد صحية أكبر من أولئك الذين لا يقتنون حيوانات أليفة.

عمومًا ليس بالضرورة أن يكون الحيوان الأليف كلبًا أو قطة، بل يُمكن أن يكون الأرنب مثاليًا إذا كنتِ تعانين من حساسية تجاه الحيوانات الأخرى أو لديك مساحة محدودة؛ كذلك يُمكن للطيور تشجيع التفاعل الاجتماعي والمساعدة في الحفاظ على عقلك حادًا عبر مراحل الأعمار المتقدمة.

وربما يُمكن أن تصنع الثعابين والسحالي والزواحف الأخرى رفقاء غريبين؛ حتى مشاهدة الأسماك في حوض السمك يُمكن أن يساعد في تقليل توتر العضلات وخفض معدل النبض بصفة عامة.

فوائد تربية الحيوانات الأليفة من منظور علمي

أضافت الدكتورة أميرة، أن الدراسات الحديثة المعّنية بأهمية تربيتهم أظهرت التالي:

• مالكي الحيوانات الأليفة أقل عرضةً للإصابة بالاكتئاب، مقارنةًبأولئك الذين ليس لديهم حيوانات أليفة.
• يعاني الأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة، من انخفاض في ضغط الدم في المواقف العصيبة مقارنةً بمن ليس لديهم حيوانات أليفة. حتى أن إحدى الدراسات وجدت أنه عندما يتبنى الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم الحدودي الكلاب، ينخفض ضغط الدم لديهم بشكل ملحوظ في غضون خمسة أشهر.
• يُمكن أن يؤدي اللعب مع كلب أو قطة أو حيوان أليف آخر إلى رفع مستويات السيروتونين والدوبامين، وبالتالي الشعور بالهدوء والاسترخاء الطبيعي.
• أصحاب الحيوانات الأليفة لديهم مستويات أقل من الدهون الثلاثية والكوليسترول “مؤشرات لأمراض القلب” من أولئك الذين ليس لديهم حيوانات أليفة.
• يعيش مرضى النوبات القلبية مع حيوانات أليفة لفترة أطول من أولئك الذين لا يعانون من نوبات قلبية.
• يقوم أصحاب الحيوانات الأليفة الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، بزيارات أقل بنسبة 30 % لأطبائهم مقارنة بمن ليس لديهم حيوانات أليفة.

تربية الحيوانات الألفية لها دور موجه تجاه كبار السن ومرضى الزهايمر في الآونة الأخيرة

من ناحية أخرى، أكدت الدكتورة أميرة، أن امتلاك كبار السن أو المصابين بالزهايمر حيوانًا أليفًا؛ قد يلعب دورًا مهمًا في تحسين صحتهم وفقًا لما أقرته الدراسات الحديثة من فوائد الحيوانات الأليفة لكبار السن، وذلك على النحو التالي:

• توفير الرفقة الحيوية.
• رفع المعنويات والتفاؤل بالحياة وتقدير الذات.
• زيادة الشعور بالرضا مع التقدم في العمر.
• إثارة المحادثات والتعرف على أشخاص جُدد تُعيد بناء العلاقات الإنسانية بطرق مختلفة.
• خلص بحث في جامعة كاليفورنيا في ديفيس إلى أن مرضى الزهايمر يعانون من إجهاد أقل ولديهم نوبات قلق أقل، إذا كان هناك كلب أو قطة في المنزل.
• يُمكن أن توفر الحيوانات الأليفة مصدرًا للتواصل الإيجابي غير اللفظي.
• يُمكن أن يساعد التفاعل الممتع واللمسة اللطيفة من حيوان مدرب جيدًا وسهل الانقياد، في تهدئة مريض الزهايمر وتقليل السلوك العدواني.

نصائح ذهبية للاستمتاع بتربية الحيوانات الأليفة

أوضحت الدكتورة أميرة، أن امتلاك حيوان أليف يُمكن أن يؤدي إلى زيادة فرص ممارسة الرياضة، والخروج لاستكشاف أماكن جديدة، أو قد ترغبين في اصطحاب حيوانك الأليف معكِ عندما تسافرين. وبما أن السفر أو خروج الحيوانات الأليفة من المنزل قد يكون مرهقًا لكِ ولهم، إليك النصائح التالية:

الحفاظ على حيوانك الأليف آمنًا في السيارة

يتطلب القيام برحلة برية سلسة وآمنة مع حيوانك الأليف التحضير والتخطيط ، خاصةً إذا كنتِ تقودين مسافات طويلة. فيما يلي بعض النصائح حول السفر بالسيارة للمساعدة في الاستعداد لرحلة آمنة لكِ ولحيوانك الأليف:

• لتحضير حيوانك الأليف، اصطحبيه في سلسلة من الرحلات القصيرة وزيدي مقدار الوقت الذي يقضيه في السيارة تدريجيًا.
• تأكدي من التحقق من متطلبات اصطحاب الحيوانات الأليفة معك. إذا كان حيوانك الأليف يركب على المقعد، فإن إبقائه في المقعد الخلفي في حزام متصل بإبزيم المقعد سيساعد في المحافظة عليه من الإصابة، أو منعه من التجول خارج النافذة.
• عند احتفاظك بحيوانك الأليف في قفصه، فيجب أن تتأكدي من أنه يمكنه الوقوف والجلوس والاستلقاء والاستدارة أثناء وجوده داخل الصندوق.
•  تأكدي أيضًا من أن الصندوق جيد التهوية، وقومي بتأمين الصندوق حتى لا ينزلق عندما تتوقف السيارة.
• إحضري الكثير من الماء، والطعام، والوعاء، والمقود، وأكياس النفايات، ومستلزمات العناية الشخصية والأدوية والإسعافات الأولية وأي مستندات سفر بما في ذلك إثبات التطعيم ضد داء الكلب.
• أطعمي حيوانك الأليف ثلاث إلى أربع ساعات قبل المغادرة في رحلتك، لمنع دوار السيارة أو القيء.
• توقفي بشكل متكرر للسماح للكلاب على وجه التحديد بالذهاب إلى الحمام وتمديد أرجلهم.
• لا تتركي حيوانك الأليف بمفرده في مركبة متوقفة في الأجواء الحارة؛ فقد أشارت الدراسات المتنوعة أن تواجده في درجات الحرارة العالية يُمكن أن تسبب الوفاة، وكذلك في الأجواء الباردة يُمكن أن تتجمد الحيوانات المتروكة في السيارات حتى الموت.
• لا تسمحي لحيوانك الأليف التفاعل مع الحيوانات الأخرى، وخاصة كلاب الشوارع أو الحيوانات الضالة أو الحيوانات البرية.
• لا تدعيه يشرب الماء الراكد أو الماء الذي يبدو مشوهًا أو رائحته كريهة أو به رغوة أو حثالة أو حصائر طحلبية أو خطوط تشبه الطلاء على السطح.
• افحصي حيوانك الأليف بحثًا عن القراد بعد الخروج من المنزل، وتحدثي إلى طبيبك البيطري حول استخدام العلاج الوقائي المنتظم للبراغيث والقراد والطفيليات.

متعة السفر مع الحيوانات الأليفة لها شروط

أشارت الدكتورة أميرة، إلى أن معظم من يمتلكون الحيوانات الأليفة تزداد رغبتهم في السفر إلى الدول الآخرى، وعدم تركهم بمفردهم. لذا يجب اتباع شروط معينة، إذ يتطلب السفر مع الحيوانات الأليفة بالطائرة إعدادًا وتخطيطًا دقيقين وقد يكون مكلفًا أيضًا؛ لذا إن كان عليكِ إحضار حيوانك الأليف في رحلة طيران، فإليكِ بعض الاقتراحات للحفاظ على سلامة حيوانك الأليف:

• احجزي رحلة طيران مباشرةً عندما يكون ذلك ممكنًا، لتقليل فرص فصل حيوانك الأليف عنك أثناء الطقس القاسي أو فترات التوقف.
• تحققي من تطعيمات حيوانك الأليف للتأكد من أنها حديثة.
• احصلي على شهادة صحية من طبيبك البيطري مؤرخة في غضون 10 أيام من مغادرتك.
• قد يكون هناك حاجة إلى متطلبات إضافية للتخطيط والرعاية الصحية أثناء سفرك الدولي، لذا ابحثي عن متطلبات الحيوانات الأليفة لبلد وجهتك.
• بالنسبة للحيوانات التي يتم تخزينها في منطقة شحن الطائرة، يجب أن تقومي بشراء صندوق شحن معتمد، وأن يكون الصندوق كبيرًا بما يكفي ليقف ويجلس ويستدير بشكل مريح.
• قبل السفر، حددي حيوانك الأليف بشكل صحيح في حالة انفصالك عنه أثناء رحلتك، وذلك من خلال شريحة إلكترونية لتحديد الهوية تتضمن اسمك وخاتفك الخلوي، ورقم هاتف الوجهة.
• قبل التوجه إلى المطار، قومي بتغطية صندوق الشحن بنوع من الفراش”ورق أو مناشف ممزقة” لامتصاص الحوادث المحتملة، وضعي طبقًا صغيرًا من الماء في الصندوق، وتحققي من أن باب الصندوق مغلق بإحكام ولكن ليس موصودًا، بحيث يمكن لموظفي شركة الطيران فتحه في حالة الطوارئ.
• على متن الطائرة، إذا تم حمله يدويًا، فلا تضعيه أبدًا في صندوق علوي؛ بل يجب تأمينه في صندق أسفل المقعد أمامك وفقًا لسياسات شركة الطيران.
• في المطار، سواءً قبل المغادرة أو بعد الوصول، امنحي كلبك فترة راحة قبل وضعه في الصندوق للسفر.

الأنواع الرئيسية من أغذية الحيوانات الأليفة الآمنة

بحسب الدكتورة أميرة، طعام الحيوانات الأليفة الخام ليس بالضرورة أكثر صحةً؛ إذ يُمكن صنع طعامهم النيء والمطبوخ بمكونات عالية الجودة أو منخفضة الجودة. وعمومًا كلاهما يُمكن أن يكون متوازنًا من الناحية الغذائية أو غير كافٍ؛ وكلاهما يُمكن أن يكون قابلًا للهضم، ويُمكن هضم بعض العناصر الغذائية بسهولة أكبر بعد طهي الطعام، بينما قد تكون بعض العناصر الغذائية أكثر قابلية للهضم في الطعام النيء.

لذا يُفضل التحدث إلى طبيبك البيطري أو اختصاصي التغذية البيطري، للتأكد من أنك تقدمين نظامًا غذائيًا كاملًا ومتوازنًا لحيوانك الأليف. والجدير بالذكر، أنه يجب تبريد أطعمة الحيوانات الأليفة الطازجة ، ولا يتم الاحتفاظ بها مثل الأطعمة المُعلبة المُخصصة لهم.

وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة أميرة على تطبيق المعايير التالية عند تحضير طعام الحيوانات الأليفة بصفة عامة، وذلك على النحو التالي:

• نظفي أوعية الطعام والماء، وحصائر التغذية والمفارش بشكل مُتكرر.
• اتبعي تعليمات التخزين على ملصقات طعام الحيوانات الأليفة.
• اغسلي يديك بالماء والصابون قبل وبعد تناول الحيوانات الأليفة الطعام أو المكافآت.
• تأكدي من أن أطفالك يغسلون أيديهم بشكل صحيح.
• لا تدعي حيوانك الأليف يلعّق جروحك المفتوحة أو المناطق ذات الجلد المكسور، وحاولي ألا تدعيه يلعّق فمك أو وجهك فور تناوله الطعام.

وأخيرًا، تشمل المكونات الشائعة في أغذية الحيوانات الأليفة النيئة “لحم عضلي غير مطبوخ مثل الفخذ والصدر، لحوم الأعضاء غير المطبوخة مثل الكبد والكلى، عظام غير مطبوخة، بيض غير مطبوخ، وحليب غير مبستر”.

ولكن احذري إصابتهم بالتسمم الغذائي،  وذلك لأن اللحوم النيئة والبروتينات النيئة الأخرى من الحيوانات يُمكن أن تحوي جراثيم مثل “السالمونيلا والليستيريا”

عمومًا، قد يقلل تجميد أو تجفيف أو تجميد البروتين الخام من الحيوانات من كمية الجراثيم، ولكن هذه العملية لا تقتل كل الجراثيم التي قد تكون على الطعام.