من عقد مالي إلى احتفلات نخبوية… هكذا تطوّرت عادات حفل الزفاف عبر الأزمنة
#el3rosa #العروسة #فسان_الفرح #ازياء_العروسة
تنطلق الحياة الزوجية في حفل الزفاف، الذي يجمع لأول مرّة ثنائياً قرّرا عقد الرابط الأبدي. فالاحتفال بهذا اليوم الكبير هو عنصر أساسي لانطلاقة الحياة المشتركة، يسعى خلالها أي زوجين إلى تنظيم الحفل بشكل دقيق ومميّز،لتبدأ التحضيرات المكثّفة يرافقها الكثير من الضغط النفسي لإتمام العناصر كاملة، من ورود وصالة وزينة وتموين وإضاءة وغيرها، لذكرى تدوم مدى العمر. المفارقة أنّ إجراءات العصر الحديث تختلف عن العادات القديمة، رغم أنّ حفلات الزفاف اليوم مرتبطة ببعض الممارسات التاريخية في كثير من الأحيان. فكيف تطوّرت عادات حفل الزفاف؟
el3rosa ستعيدكم في جولة إلى الأزمنة الغابرة في رحلة توثيق لأصول وتطوّر حفلات الزمان عبر الوقت.
أصول حفلات الزفاف
تعود أصول حفلات الزفاف إلى العصر الفيكتوري عندما تزوجت النساء في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات. كانت تتم استضافة حفلات الزفاف وتمويلها في الغالب من قبل والد العروس الذي يدير كافة التفاصيل وقائمة المدعوين، وكانت حفلات الزفاف تعكس الوضع الاجتماعي للأسرة.
في عودة إلى ما قبل العصر الفيكتوري، كان الزواج في العصور القديمة عبارة عن معاملة مالية يتم ترسيخها في تبادل اجتماعي يُسمّى الزواج. وكان ضيوف الزفاف يُعتبرون كشاهد حيّ على عملية “التبادل”، مما يجعل العقد شرعيًا. يأتي الخاطبون أولاً إلى والد الفتاة ويقدّمون له الهدايا مقابل يد ابنته للزواج.
هذا، ويعود أول دليل مسجّل على مراسم الزواج التي جمعت امرأة ورجل إلى حوالي 2350 قبل الميلاد، في بلاد ما بين النهرين.
على مدى عدة مئات من السنين التالية، تطوّر الزواج إلى شراكة واسعة الانتشار احتضنها العبرانيون (اليهود) واليونانيون والرومان والمصريون القدماء.
عادات قديمة لا تزال مستمرة
بين العادات القديمة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم في الكثير من البلدان، هي رمي الحبوب (الرز) على العروسين، وقد أطلق المصريون هذا التقليد كرمز للخصوبة. لا يزال هذا الأمرتقليدًا شائعًا إلى حد كبير، مع بعض الإضافات كالأشرطة، والقصاصات البرّاقة، والبالونات، والفقاعات وغيرها.
بالنسبة لخاتم الزواج، اختار الرومان القدماء استخدام الإصبع الثالث لوضع الخاتم، واعتقدوا أن الإصبع متصل مباشرة بالقلب. كان هناك وقت اختلف فيه التقليد من اليسار إلى اليمين، لكن إدوارد السادس أمر بوضع الخاتم في اليد اليسار حينها.
في ما يتعلّق بقطعة الكايك، كان هذا مجرد تقليد اتبعته في الغالب مجموعة الأثرياء من الأزمنة القديمة. اليوم، لا يزال هذا التقليد جزءًا كبيرًا من احتفالات الزفاف ولكنه تطوّر أيضًا من قالب حلوى فخم ونموذجي متعدد الطبقات إلى قالب بسيط بطبقة واحدة، وأصبح عنصراً أساسياً في الإحتفال على اختلاف الوضع المادي للعروسين.
أمّا باقة الزفاف، فكانت في السابق موكلة بوصيفة العروس التي يتحتم عليها تحضيرها؛ بينما في الوقت الحاضر، يتم التعاقد مع بائعي الزهور الموهوبين لتصميم الباقة في أبهى حلّة.
بالنسبة لخاتم الماس،انطلق منذ عصور من قبل الإيطاليين، الذين اعتقدوا أن الماس مصنوع من النار. في ما بعد، أصبحت هذه الصخرة الثمينة عنصرًا أساسيًا في حفلات الزفاف والخطوبة، بفضل العقل اللامع للمصمم الأميركي فرانك جيريتي، الذي ابتكر شعار “الماس للأبد”.
عادات تغيّرت في الزفاف
في الأزمنة القديمة، كان والد العروس يدفع كافة نفقات الزفاف. ومع ذلك، في العصر الإليزابيثي، ساعدت العروس والدها في دفع تكاليف حفل زفافها عن طريق بيع البيرة في القرية.
اليوم، يرى الكثيرون في العالم أنّه يجب على الزوجين دفع تكاليف حفل زفافهما، خاصة إذا كانا قد عاشا بمفردهما لبعض الوقت.
في الأزمنة القديمة، كان يتم اعتماد الثوم والأعشاب لدرء الأرواح الشريرة والحسد. الآن، نلاحظ نماذج مختلفة في باقات الزفاف، من الزخارف الماسية، إلى الدانتيل العتيق، والزهور الورقية أو القماشية. وتحوّل دور وصيفات الشرف أيضًا إلى وظيفة ممتعة تتمثل في التخطيط لحفلة العروس أو حفلة توديع العزوبية.
بالنسبة لموقع الزفاف، كانت الحفلات تُقام عادة في منزل الأسرة أو صالة القرية. اليوم، يمكن أن يحدث الزفاف في منزل أو فندق أو حديقة أو شاطئ أو حتى تحت الماء؛ كما سمعنا أن هناك عددًا قليلاً من الأزواج يرغبون في الزواج في الفضاء الخارجي!
تطوّر عادات حفل الزفاف عبر الأزمنة
كيف كانت طقوس حفلات الزفاف منذ القدم؟ وكيف تغيّرت؟ في ما يلي سرد مقتضب عبر الأزمنة:
القرن الثامن عشر
كان على عروس أواخر القرن الثامن عشر ألا تخيط آخر غرزة من فستان زفافها حتى يحين وقت المغادرة إلى مكان الزفاف؛ كما كان من الخطأ النظر إلى مرآتها قبل اتمام مراسم العرس؛وكانت العروس ترتدي ملابس مشابهة للوصيفات حتى لا يتم تمييزها عنهن بهدف حمايتها من الأرواح الشريرة. كان يوم الأربعاء أكثر الأيام ملاءمة للزواج، فيما كانت تُعتبر أيام الجمعة والسبت جالبة للحظ السيء. بالمقابل، كان من المحبذ الزواج بفصل الشتاء، حيث يجذب تساقط الثلوج الخصوبة والثروة.
القرن التاسع عشر
بدأت العرائس في هذه الحقبة التركيز على فستان الزفاف كما الحفل الذي غالباً ما كان يُقام في منزل العروس، وعادةً كان ما يتم في وقت الظهيرة.كان الزفاف سريعاً عبارة عن تبادل النذور ووليمة عشاء تليهما حفلة راقصة قصيرة بعد ذلك.
حقبة القرن العشرين
عندما عقد الناس قرانهم في أوائل القرن العشرين، كان من المعتاد إقامة حفل الزفاف ظهرًا في أحد أيام الأسبوع. اُعتبرت أيام السبت حظًا سيئًا وفقًا للفولكلور الإنجليزي. خلال هذا الوقت، تم تصنيف الأيام كالتالي: الزواج يوم الاثنين للصحة، الثلاثاء للثروة، الأربعاء أفضل يوم على الإطلاق، الخميس للصليب، الجمعة للخسارة والسبت بدون حظ على الإطلاق.
حقبة 1910
خلال الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914، كان من الشائع أن تبدأ العلاقات الرومانسية من خلال الرسائل. بينما كان الرجال من الولايات المتحدة في بريطانيا بسبب الحرب العالمية الأولى، كانت تتم الخطوبة عن طريق كتابة الرسائل. في معظم الأوقات لم يكن يلتقي الثنائي قبل الزواج، وكان الاحتفال مقتضباً وبسيطاً بسبب الظروف التي خلقتها الحرب.
حقبة 1920
في هذه الحقبة انطلقت عقود الزفاف الكلاسيكي (من 1920 إلى 1970)؛ وأصبحنا نشاهداً تغييرات جذرية في حفلات الزفاف.
فقد شهدت عشرينات القرن الماضي اتجاهاً نحو حفلات الزفاف الأكثر رسمية. كانت فكرة الهروب مع العريس شائعة، كما كان حفل الزفاف يتم في قاعات المدن.
حقبة 1930
كانت حقبة تاريخية شهدت انتهاء الحرب العالمية الأولى؛ وقد أثّرهذا الأمر على اختيارات الزواج في ذاك العصر. مع ذلك، وكما هو الحال في زمن الحرب، غالبًا ما يستخدم الناس حفلات الزفاف لإظهار الثقة في المستقبل، فكان الأزواج ينفقونالكثير من المال في يومهم الكبير، فأخذت حفلات الزفاف طابع البرذخة.
حقبة 1940
لم تكن حفلات الزفاف في الأربعينيات رسمية كما كانت قبل العقد أو بعده، إذ تخللت هذه الحقبة الحرب العالمية الثانية. كانت معظم حفلات الزفاف تتم خلال فترة الغداء من الساعة 10 إلى 1 مساءً، مع وجبة خفيفة وكايك يُقدمان بعد انتهاء المراسم. تنوّعت فساتين الزفاف وملابس العريس في الأربعينيات من ملابس العمل إلى الملابس الرسمية للغاية.
حقبة 1950
مع سلامة العالم من جديد، وُلد حفل الزفاف الباهظ. إذ بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية وعودة الاقتصاد إلى طبيعته في الخمسينيات من القرن الماضي، كان العروسان وعائلاتهما أكثر من سعداء لدفع أموال مقابل حفل زفاف مثالي. في السياق، تم تشجيع العرائس على أن يصبحن مثل أيقونات هوليوود، وأن يرتدين فساتين باهظة الثمن.
حقبة 1960-1970
تأثرت حفلات الزفاف في الستينات والسبعينيات بالعديد من الاتجاهات المختلفة – مثل أسلوب الهبي، وموسيقى الروك اند رول على عكس الأسلوب السائد، وبدأ التراجع عن التمسّك بالأعراف الاجتماعية، فأصبحت حفلات الزفاف أقل تقليدية بكثير. بدأت العرائس تتخلى عن الطرحة التقليدية وفستان الزفاف الكلاسيكي؛ ومع ذلك، فقد كان وقت التغيير بالنسبة للعديد من الأزواج، فأصبحت البدلات الرسمية الملوّنة للرجال شائعة في السبعينيات.
حقبة 1980
اتبعت حفلات الزفاف في الثمانينيات تدفقًا تقليديًا للغاية: أقيمت معظم الاحتفالات في مكان ديني مثل الكنيسة وكان يتم تنظيم حفلات الاستقبال في قاعة حفلات فندق قريبة.
حقبة 1990
بدأ التوجه نحو إقامة حفلات الزفاف في بلد غير البلد الذي يقيم فيه العرسان، كما بدأت ظاهرة تعيين منظم لحفلات الزفاف بالانتشار.
حقبة الألفين
أصبحت حفلات الزفاف أكثر عصرية مع مرور الوقت، وأصبح الاهتمام ينصب على تنظيم تفصيلي لحفلات الزفاف تشبه الاحلام.
حقبة الـ 2010
لا يمكن تجاهل تأثير Pinterest على حفلات الزفاف؛ حيث تم إطلاق منصة مشاركة الصور في عام 2010، وسرعان ما أصبحت كنزًا لإلهام الزفاف. أدى هذا التبادل الواسع للأفكار إلى تنويع موضوعات الزفاف، لأنه أصبح من السهل جدًا رؤية أنماط مختلفة في جميع أنحاء البلاد وحول العالم. فتعددت طرق الاحتفال وأصبحت أكثر تعقيداً وفخامة.
حقبة 2020
شهدت هذه الحقبة انغلاقاً شاملاً في العالم بسبب جائحة كوفيد، ما أثر على حفلات الزفاف التي أصبحت مقتصرة على أهل العروسين دون تكاليف تُذكر.