ازياء وموضة | نجمات خشبات عروض التسعينيات وتلميح لبداية العودة

حين دعت “دوناتيلا فرساتشي” في عام 2017 عارضات الأزياء الأيقونيات المفضّلات لدينا، وطلبت منهن أن يلعبن دور البطولة في ختام العرض الذي كان تحية إلى الذكرى العشرين لرحيل شقيقها مؤسس الدار “جياني فرساتشي“، لفتت أنظار قطاع الأزياء الذي تأثرت كل جهاته بهذه المبادرة. وكان هذا الاجتماع الرائع والمتألق بأسمائه ومعناه تلميحا لبداية العودة الكبرى لنجمات خشبات عروض التسعينيات.

صدمت هذه الخطوة الجريئة متابعي أسابيع الموضة، خصوصا أن الـ“سوبرمودلز” الأصليات ما زلن يجلسن على عرش عالٍ جدا في سماء الموضة. ومن خلال تسليط الضوء على خمس نساء في ليلة مكرسة لذكرى أخيها، حرصت “دوناتيلا فرساتشي” على أن يكرّم العرض الباهر “ولاء” شقيقها الراحل للنساء وإخلاصه لهن.

لقاء النخبة الأصلية من عارضات الأزياء النجمات احتفل بالماضي، وكرّم جمال النساء في مختلف أعمارهن. وفي الآونة الأخيرة، اجتمعت بعض أهم أسماء مجال عرض الأزياء في باريس للسير على منصة عرض خريف وشتاء 2022 من علامة “أوف–وايت“، وهي تكرّم مؤسسها “فيرجيل أبلوه” الذي توفي في نوفمبر 2021. في تحية إلى المصمم الراحل، سارت على خشبة العرض كل من “نعومي كامبل“، و“هيلينا كريستنسن“، و“كلوديا شيفر“، و“كارلا بروني“، و“سيندي كروفورد“. وقد جسّد هذا اللقاء الجديد حس الاتحاد والألفة الذي يجمع بين الـ“سوبر” عارضات الأصليات وإخلاصهن لعالم الموضة، مرسّخا مكانتهن في هذا القطاع كأيقونات حقيقيات. لا شك في أن الجمال ينمو وينضج مع العمر، وما من طريقة أفضل للاحتفاء بذلك من عودة أيقونية في عالم الموضة.

“كيت موس” Kate Moss   

أعادت “كيت موس” التي تم اكتشافها وهي بعمر 14 سنة واشتهرت بإطلالتها الطبيعية وقامتها النحيلة، تحديد معايير القطاع خلال فترة التسعينيات التي شهدت صعودها نحو مكانة الأيقونة العصرية. فأطلقت “موس” عصرا جديدا في مجال عرض الأزياء، حين كانت العارضات “الخارقات” معروفات بأجسامهن المتقوسة والمنحنية وإطلالاتهن المتألقة. لا شك في أنها أثارت الجدل، لكنها سرعان ما أصبحت إحدى العارضات الأكثر طلبا والأعلى أجرا. وتابعت مسارها المهني مع وصول القرن الحادي والعشرين حين بدأت زميلاتها بالتقاعد والابتعاد عن هذا العالم. في الآونة الأخيرة، عادت إلى منصات العرض على خشبتي “فندي” و“بوتيغا فينيتا“، حاملة إطلالتها الطبيعية إلى هذا العصر

 

 

 

 

 

“نعومي كامبل” Naomi Campbell 

إحدى العارضات “الخارقات” (سوبرمودلز) الخمس الأصليات هي“نعومي كامبل“، التي انطلقت في رحلتها المهنية وهي بعمر 15 سنة، وكانت المثال الرائد الأعلى بالنسبة إلى العارضات ذوات البشرة السمراء. فصارت عام 1988 أول عارضة سمراء تكون على غلاف مجلة “فوغ” بنسختها البريطانية، وأول عارضة سمراء تظهر على غلاف “فوغ” الفرنسية، بعد أن قام صديقها ومرشدها “إيف سان لوران” بتهديد المجلة بسحب كل إعلاناته منها في حال استمرّوا في رفض تصوير عارضات سمراوات على الغلاف. من بين نخبة العارضات، “نعومي” صارت الأكثر طلبا في السنوات الأخيرة، فهي أكثر من تطل على الأغلفة ومنصات العرض مقارنة بكل زميلاتها من السوبرمودلز.

 

 

 

 

“هيلينا” Cheistensen Helena

حققت الجميلة الدنماركية البيروفية شهرة واسعة خلال التسعينيات، وانضمت بسرعة إلى جماعة السوبرمودلز بهويتها الفريدة وإطلالتها الخاصة. في فبراير، عادت “هيلينا” صاحبة ال 53 عاما إلى خشبة العرض لتسير في عرض باريسي مؤثر لدار “أوف–وايت” التي كرّمت من خلاله مديرها الإبداعي الراحل “فيرجيل أبلوه“. ولعبت دور البطولة في العرض إلى جانب زميلاتها الأيقونات “نعومي“، و“سيندي“، و“أمبر فاليتا” في تحية كانت بالفعل مثالية>

 

 

“كلوديا” Claudia Schiffer

بتوجيه من “كارل لاغرفيلد“، أصبحت المراهقة الألمانية عارضة أيقونية في تسعينيات القرن العشرين. لكن “كلوديا” لم تكن مجرّد وجه جميل، بل كانت اسما لمع خلال فترة بروز ظاهرة السوبرمودلز في التسعينيات وبعد ذلك حتى، إذ ساهمت في تحديد ما يمكن أن تكونه عارضة الأزياء، أي ممثلة أيضا، وسيدة أعمال، وأيقونة. تشابهها مع “بريجيت باردو” كان أحد أسباب رواجها في باريس. وفي “بوتيغا فينيتا” وجه العديد من الدور الكبرى، إلى جانب تصميمها مجموعتها الخاصّة لعلامة فرنسية.

 

 

“سيندي كروفورد” Cindy Crawford

رجعت حديثا إلى مشهد الموضة العارضة الأسطورة وأحد أشهر وجوه هذا القطاع، بعد أن لبّت دعوة دار “أوف–وايت” للسير مع زميلاتها السوبرمودلز الأيقونيات في العرض التحية إلى المصمم الراحل “أبلوه“. ولعل الجانب الأجمل من مشاركتها في العرض كانت أنها مشت فيه إلى جانب ابنتها “كايا غربر“، في تكريم للجمال الذي يختلف ويحلو مع العمر. وكم كانت اللحظة خالدة وأيقونية!

 

“ليندا إفانجيليستا” Evangelista Linda

 

السوبرمودل “ليندا إفانجيليستا” عادت إلى منصة العرض بعد سنين من غيابها وابتعادها عن الأضواء بسبب خضوعها لعملية تجميلية تسببت لها بتشويه حطّم ثقتها بنفسها. أطلّت صاحبة الـ 57 عاما في عرض “فندي” خلال أسبوع الموضة النيويوركي لربيع وصيف 2023، في أول ظهور لها على خشبة عرض منذ 15 عاما. ولعب غلاف “فوغ” البريطانية في سبتمبر الفائت دورا مهما في ترسيخ عودتها، التي يرحّب بها قطاع الأزياء أحرّ ترحيب.

صاحبة الجسم الشاهق والجمال الباهر الذي يتماشى طبيعيا مع كل الصيحات والإطلالات، قد عادت!

 

“كارلا بروني” Burni Carla

“كارلا بروني” تحوّلت من عارضة أزياء إلى مغنّية وبعدها إلى السيدة الفرنسية الأولى… والآن هي عارضة من جديد.

في منتصف التسعينيات، مشت العارضة الإيطالية في عروض “دولتشي أند غابانا“، و“فرساتشي“، و“جيفنشي“، و“كريستيان ديور“، وغيرها الكثير من الدور العالمية. غير أن “كارلا” تركت عالم الموضة في 1997 بعد أن أمضت 10 سنوات في ذلك المجال، لتكرّس حياتها المهنية للموسيقى. عام 2018، أطلّت من منصة عرض “دولتشي أند غابانا” في لحظة يبدو أنها أطلقت شرارة حبها لمهنة عرض الأزياء من جديد، إذ رأيناها بعد ذلك على منصتي “بالمان” و“تودس” خلال السنوات الأخيرة.

 

“فاليتا” Amber Valetta

“فاليتا” إحدى أشهر جميلات التسعينيات لم تختفِ يوما عن أعين الجمهور، بل انتقلت من عرض الأزياء إلى التمثيل، بعد عقد من لعب دور البطولة في الحملات الإعلانية ومن السير على كل المنصات التي قد تتخيلينها. وقد عُرفت العارضة المولودة في ولاية أريزونا الأمريكية والبالغة من العمر اليوم 40 عاما، بجمالها الكلاسيكي.

أحدثت “فاليتا” ضجة كبيرة حين افتتحت عرض “لانفان” لربيع وصيف 2015، وقد لمحناها منذ ذلك الحين على عدد هائل من منصات العرض. وكأن عالم الموضة يحتفي احتفاء حقيقيا بالجمال العابر للزمن الذي امتلكته وما زالت تمتلكه السوبر عارضات الأصليات.