ازياء وموضة | البصمة المتميزة التي تركتها المديرة الفنية “فيرجيني فيارد” في دار شانيل CHANEL

في خبر مفاجئ يحمل في طياته العديد من المشاعر وردود الأفعال من الصدمة إلى الحنين والتَرقب لما سيأتي مستقبلاً، تم الإعلان في السادس من يونيو عن مغادرة المديرة الفنية لدار “شانيل” “فيرجيني فيارد” العلامة الفرنسية بعد 5 سنوات من توليها منصب الإدارة الفنية وما يقارب 30 عاماً كلياً من العمل في “شانيل” بجانب المدير الإبداعي الراحل “كارل لاغرفيلد”. 

كما أصدرت “شانيل” بياناً عن القرار تؤكد به “رحيل “فيرجيني فيارد” بعد تعاون غني دام خمس سنوات كمديرة فنية لمجموعات الأزياء، تمكنت خلالها من تجديد قواعد الدار مع احترام التراث الإبداعي لـ”شانيل”، وما يقرب من ثلاثين عامًا داخل الدار.”

احتلت “فيارد” واحدة من أقوى مناصب صناعة الأزياء والفخامة حيث تعتبر المديرة الفنية لعملاق الموضة الراقية والفخامة الفرنسية “شانيل” وهو منصب له القدرة على إحداث تغيير وتحريك يؤثر في اتجاهات الموضة و الأزياء بجانب كونها المصممة الثالثة فقط التي تعتلي هذا المنصب لدار يمتد تاريخها الى أكثر من 114 عاماً تابعةً به “كارل لاغرفيلد” الذي كان المدير الإبداعي الأول الذي أعاد إحياء الدار الفرنسية في الثمانينات الميلادية بعد المؤسسة الأيقونية “كوكو شانيل”.

مع أهمية المنصب تزداد المسؤولية التي تشمل احترام الإرث وإحياءه مع بث الروح الفنية المتفردة والبصمة المتميزة لرؤية المدير الإبداعي الاستثنائية، تميزت “فيارد” بخصائص مهمة ومميزة أبرزها توجهها الدائم والمُرَكز على الفئة الشبابية و الجيل الصاعد من النساء و الفتيات من خلال التصاميم الأنيقة و الناعمة و التفاصيل اليافعة التي تستكشف بها الجانب الحديث و الحيوي المبهرج لإرث عريق من الفخامة الكلاسيكية.

كما تَكمن من رأيي أهمية الفترة الإبداعية لـ”فيارد” في المحافظة على الهوية الفنية و الإرث الغني الذي تَركه المدير الإبداعي “لاغرفيلد” و الابتعاد عن التغيير الجذري عن طابع “شانيل” الذي انغرس في الصناعة و في مخيلة العملاء و الجماهير منذ الثمانينات الميلادية، المصممة الفرنسية لها القدرة على فَهم الأسلوب الذي عَمل به المصمم الألماني “لاغرفيلد” حيث قال ذات مرة في وصفها “ذراعي اليمنى وذراعي اليسرى”.

تحت إدارة “فيارد” الفنية سافرت “شانيل” حول العالم وعبر المحيطات 

استكملت “فيرجيني فيارد” مسيرة “لاغرفيلد” وتوجهه في عرض مجموعات الريزورت وMetiers d’art في مُدن مختلفة من العالم تنعكس أجواءها وثقافتها في مجموعة “شانيل” وتتلاعب بألوانها وتفاصيلها بأكواد الدار الكلاسيكية.

من جنوب فرنسا ومونتي كارلو، أفريقيا ولوس أنجلوس الأمريكية ومانشستر البريطانية الى مرسيليا الفرنسية. 

مفهوم العروض الضخمة لدار “شانيل” تأَلق مع “فيارد”

يُصاحب اسم العلامة الفرنسية المعاني المُطلقة للموضة الفاخرة وتاريخ من الأزياء الراقية وأيضاً مفهوم عروض الأزياء الضخمة التي تحتضن المجموعات المُرتقبة.

وهو بطبيعة تَقليد استمرت “فيارد” بممارسته بعد رحيل المدير الإبداعي “كارل لاغرفيلد” الذي اعتاد على تحويل Grand Palais الى عالم “شانيل” مُختلف، تتمحور عوامله وتفاصيله وطابعه وحتى أجوائه على مصدر الإلهام خلف المجموعة.

ففي فترة الإدارة الفنية لـ”فيارد” شهدنا عرض مجموعة ربيع و صيف 2023 للأزياء الراقية بين منحوتات حيوانية ضخمة بدت مصنوعة من الكرتون و الخشب و الورق بالتعاون مع الفنان “إكزافييه فيان”، حيث مشت العارضات حول المجسمات التي تلعب الدور الرمزي لمقتنيات المؤسسة “كوكو شانيل” في إعادة الفنان تصوّر أحد أهم العناوين ومصادر الإلهام بالنسبة إلى دار “شانيل”: شقة “مادموازيل كوكو شانيل” على شارع كانبون.

كما اختارت المديرة الإبداعية لدار “شانيل” موقعاً خارجياً لعرض مجموعة موسم خريف وشتاء ٢٠٢٣-٢٤ للازياء الراقية، على ضِفة نهر السين وفي منظر خلاب للسماء الصافية الزرقاء التي يتوسطها برج ايفل وعلى أرض Port de la conférence التي تم تلوين حجارته بدرجات من اللون الوردي، حَرك الهواء الطلق الأقمشة الرقيقة التي اكتسحت المجموعة مع نقيضها التويد، القماش الأكثر سُمكاً ووزناً والقماش الأيقوني للـدار. 

ولأحدث مجموعة للأزياء الراقية للدار ربيع وصيف 2024، عُرضت المجموعة تحت ديكور عظيم وفي مساحة العرض الاستثنائية حيث تم إنزال زر ضخم من السقف ليُلقي بظِله الهائل على مجموعة الأزياء الراقية.

الزِر، هنالك رموز عديدة واستراتيجية يمكننا فك شفراتها من زِر واحد سقط سهواً من أكمام جاكيت التويد الفاخر، فجميعها مرتبطة بهذه الدار الفرنسية العريقة. 

أزرار “شانيل” المُزينة كما لو كانت حُلي مرصعة تضفي للقطعة البريق الكافي لينقلها الى مستوى آخر من الرفاهية، وجاكيت التويد الأيقوني وتوريثه كإرث ثمين من جيلٍ الى جيل، فعندما تكون الملابس منفذة بحرفة الأزياء الراقية فهي تعاصر الأزمنة بجودتها وتتمثل كقيمة فريدة موروثة خُتمت بحَرفَي الـ C المتشابكين.