ازياء وموضة | إغلاق المعطف بقبضة اليد.. هل هي فقط وضعية تصوير جذابة أو تأثير ممتد من أيقونة في عالم الأزياء؟

في معجم الموضة لطالما ما يتم تداول مصطلحات متقاربة في المعاني ومتجاورة في المفهوم، ولكنها مختلفة جوهرياً بتفاصيلها ووصفها.

من الأزياء والموضة والأسلوب الشخصي، جميعها تخدم كحلقة وصل ووسيلة وصف وشرح توصل الرسالة الكتابية لصورتها البصرية الأكثر تطابقاً.

في عالم الموضة لطالما ما كان هنالك صراع دائم ما بين الأزياء والأسلوب الشخصي حيث ينتهي بفوز الأسلوب الشخصي وترجيح كفة التناسب والملائمة مابين الشخصية واللباس، الجوهر والظاهر والمضمون وأهميته وانعكاسه للخارج.

تأخذنا هذه الزاوية للنظر الى أيقونات الموضة وتأثيرهم المستمر على الصناعة، حيث نجد أن التأثير لا يكون فقط نابع من خزانة ملابسهم الشهيرة وأبرز إطلالاتهم، ولكن التصاق جماليتها الظاهرية بمضمون شخصياتهم وسيرتهم المتفردة في مجالاتهم المختلفة وحتى حركاتهم وتعبيراتهم الشخصية تتطور من سمة وعادة إنسانية الى تفصيل محوري وإشارة واضحة لسيرة استثنائية وملهمة.

يأتي بنا هذا التحليل الى فهم حركة أو وضعية تصوير أخذتها بعض عارضات الأزياء على مُدرجات ومنصات العروض في بعض من مجموعات الأزياء الأخيرة بكونها ليست فقط قرارًا استراتيجيًا جماليًا أو يتبع مزاجية المجموعة ورسالتها، بل يُمكن أن تكون تلميحًا وتأثرًا بواحدة من أبرز الشخصيات والمصممات وقائدات الذوق ومحركات الصناعة “ميوتشا برادا” حيث رأينا العارضات تمسكن بقبضاتهن معاطفهن ليحكموها إغلاقاً في مجموعات علامات تجارية ودور أزياء أخرى.

وفي منظور آخر وزاوية أخرى يمكننا رؤية احتمالية اتخاذ الوضعية من عمق جمالي خارج تأثير “برادا” ولكنه يعود بنا لا محالة لنفس النقطة وهي تذكيرنا بها وبتأثيرها المهيمن في الصناعة.

ولكن ما هي إيماءة “ميوتشا برادا” الشهيرة هذه؟

ايماءة بسيطة وحركة تلقائية تحولت الى لفتة محملة بالتاريخ والأهمية الثقافية، ترجع أهميتها الثقافية لإنجازات المصممة الإيطالية وهويتها الفنية الراسخة التي غيرت مفهوم الجمال في الصناعة وأضافت أبعاد عميقة لمعنى الأناقة وكشفت عن طبقات ما يمكن أن تتجسد عليه البساطة.

إغلاق المعطف بقبضة اليد بأسلوب يحتوي على إشارات تدل على الخجل أو الرغبة في حماية الذات وحتى التخفي والتوتر، وهي وضعية ارتبطت بـ”ميوتشا برادا” ورسخت صورتها حين تظهر في نهاية عروض أزياءها ختامية مجموعاتها لتحيي الجمهور والحاضرين في انحناءتها الأخيرة على مر العقود.

الإيماءة لا تعني فقط السيدة “برادا” بل تؤشر الى إرث العلامة الايطالية وأرشيفها وأيقونية المصممة في احتمالية انتقال هذه الوضعية الاستراتيجية كدلالة عليها، فظهرت عارضة الأزياء “كريسين أوين” في أول إطلالة لـ”برادا” في مجموعة خريف و شتاء 1987 مُغلقةً معطفها بيدها.

التأثير يفوق الموضة أهمية ويتغلغل في التاريخ لقوة معانيه الداخلية والضمنية مدفوعة من قبل الأسلوب الشخصي عندما يكون العامل المؤثر هو شخصية عامة وبارزة.