الصحة والرشاقة | اكتشفي فوائد الجنسنج للكبد لطاقة متجددة وحيوية دائمة

تمثل أمراض الكبد عبئًا صحيًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم؛إذ يعدّ تليُف الكبد السبب التاسع الرئيسي للوفاة في الدول الغربية. علمًا أن التهاب الكبد الفيروسي المزمن B و C، وأمراض الكبد الكحولية، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، وسرطان الخلايا الكبدية هي الكيانات الرئيسية والعديد من المشاكل لا تزال من دون حل.

وغالبًا ما تكون العلاجات التي تم تطويرها وفقًا لمبادئ الطب الغربي محدودة الفعالية، وتحمل مخاطر الآثار السلبية، وغالبًا ما تكون باهظة التكلفة، وخصوصًا في العالم النامي.

لذا، يبدو علاج أمراض الكبد بمنتجات مشتقة من النباتات، والتي يُمكن الوصول إليها ولا تتطلب تركيبًا صيدلانيًا شاقًا جذابًا للغاية. علاوة على ذلك، على الرغم من التقدم في الطب التقليدي في العقود الأخيرة، فإن المهنيين وعامة الناس في البلدان المتقدمة يولون اهتمامًا متزايدًا للطب النباتي.

إذ أظهرت العديد من الدراسات الاستقصائية الأخيرة من أوروبا والولايات المتحدة ارتفاعًا حادًا في استخدام الأدوية النباتية في غضون بضع سنوات، ويتناول ما يصل إلى 65٪ من مرضى أمراض الكبد مستحضرات عشبية.

من هذا المنطلق، سنتطرق إلى الحديث عن فوائد الجنسنج للكبد عبر موقع el3rosa، والتي باتت من أهم النباتات العشبية الطبية لعلاج أمراض الكبد، بناءً على توصيات استشاري الطب البديل شكري عمرو من القاهرة.

نبذة مختصرة عن نبتّة الجنسنج

وبحسب دكتور شكري، اشتهرت نبتة الجنسنج في البداية لدى شعوب اليابان، والصين، وكوريا كعلاج للعديد من الحالات المرضية منذُ القدم. هو نبات يتكون من جذر فاتح اللون، وساق طويل نسبيًا، وأوراق خضراء بيضاوية الشكل، ويوجد 11 نوع من نبات الجنسينج تنتمي جميعها إلى جنس البانكس (Panax ) وعائلة الأرالية (Araliaceae)

هناك العديد من الأنواع للجنسنج، ولكن أشهرها هي: بانكس جنسنج Panax ginseng، الجنسنج الأمريكي American ginseng، والجنسنج السيبيري Siberian ginseng، ويتم استخدامه في العديد من الصناعات، مثل: “الصناعات الدوائية وصناعة مستحضرات التجميل”، وذلك لما تمتلكه هذه النبتة من فوائد، كما يتم استخدامه في صناعة مشروبات الطاقة لأنّه يعرف كمادة منشطة قوية.

يٌستخدم اسم الجنسنج للإشارة إلى الجنسنج الأمريكي (Panaxquinquefolius)، والجنسنج الآسيوي أو الكوري (Panax ginseng)، لكن الجنسنج الفعلي ينتمي فقط إلى جنس البانكس، وبالتالي فإن الأنواع الأخرى، مثل الجنسنج السايبيري (Siberian)  أوالهندي تمتلك خصائص مختلفة.

الجدير بالذكر، أن الجنسنج عشبة طبية قديمة ومشهورة في الشرق، تستخدم كمنشط قيّم ولعلاج أمراض مختلفة بما في ذلك اضطرابات الكبد. صابونينات الجنسنج، المعروفة باسم الجينسنوسيدات، هي المكونات الرئيسية ويعتقد أنها مسؤولة عن الفوائد الصحية المتعددة للجنسنج. هناك أكثر من 40 جينسنوسيدًا معزولًا من الجنسنج. حتى الآن، لا تزال خيارات العلاج لأمراض الكبد الشائعة مثل: “تليف الكبد، والكبد الدهني، والتهاب الكبد المزمن إشكالية”. في هذا الصدد، أظهرت مستخلصات الجنسنغ والجينسنوسيدات الفردية مجموعة واسعة من الأدوار المفيدة في تنظيم وظائف الكبد المنتظمة، وعلاج اضطرابات الكبد من السمية الكبدية الحادة والمزمنة، والتهاب الكبد والتليف الكبدي، وتليف الكبد، وسرطان الخلايا الكبدية، وما إلى ذلك في مسارات وآليات مختلفة.

فوائد الجنسج للكبد

ووفقًا للدكتور شكري، أفادت دراسة نشرت مؤخرًا أن تناول الجنسنج أدى إلى تحسن كبير في اختبارات وظائف الكبد، وخفض مستويات علامات الأورام، وخفض الحمل الفيروسي في مرضى التهاب الكبد C ؛ ما يدعم التأثيرات العلاجية القوية للجنسنج ضد التهاب الكبد C وسرطان الكبد، لكن مع ذلك يمنع مرضى الكبد عمومًا من تناول الجنسنج من دون استشارة الطبيب المعالج.

علاوة على ذلك، قد تُساعد نبتة الجنسنج في حماية الكبد من الإصابة بالالتهاب، وكذلك حمايته من الأضرار الناتجة عن الإصابة بالمرض.ولكن هناك بعض القلق من تسبب هذه العشبة في أضرار على الكبد، وخصوصًا عند تناولها مع أدوية أخرى، ولذلك يجب التحدث مع الطبيب واستعراض قائمة الأدوية التي تتناولها معه قبل استخدام الجنسنج.

مقتطفات علمية حول فوائد الجنسج للكبد

وتابع دكتور شكري، يلعب الكبد والأنسجة الدهنية دورًا مهمًا في كل من التمثيل الغذائي للدهون والسكر. وقد وجد أن الجنسنج له تأثيرات على الدهون والسكر عند إعطائه للفئران في الجسم الحي؛ وذلك بخلاف الدلائل العلمية التالية:

• تنخفض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الكبد وتزداد نسبة الفسفوليبيد عن طريق إعطاء الجنسنج للفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي الكوليسترول، مما يدعم تحسين الكبد الدهني. وفي دراسة أخرى، ينتج الجنسنج انخفاضًا في محتوى الجليكوجين الكبدي في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي دهني
• إن الآليات التي توفر التأثيرات الوقائية للكبد التي يوفرها الجنسنج ترجع بشكل وثيق إلى خصائص مضادات الأكسدة. فقد عزز الجنسنج آلية الدفاع المضادة للأكسدة، وزاد من أنشطة إنزيم مضادات الأكسدة الذاتية لإنزيم أكسيد الفائق ديسميوتاز (SOD)، والكاتالاز (CAT)، والجلوتاثيون بيروكسيديز (GPx)، والجلوتاثيون ريدوكتاز (GR)، والجلوتاثيون-S-ترانسفيراز (GSH)، والهيم أوكسيجيناز-1 في كبد الفئران المسنة، والأضرار الكبدية الناجمة عن السموم الكبدية في الفئران.
• لقد ثبت أن علاجات الجنسنج تعمل على تعطيل أضرار الإجهاد التأكسدي مثل: “أكسدة الدهون، والمالونديالدهيد، والمادة التفاعلية مع حمض الثيوباربيتيوريك، وألانين أمينوترانسفيراز (ALT)، وأسبارتات أمينوترانسفيراز (AST)، ولاكتات ديهيدروجينيز. وقد تمت مراقبة التأثيرات الوقائية نسيجيًا ونسيجيًا.
• في الآونة الأخيرة، وجدت دراسات آلية جزيئية أخرى أن الجنسنج يثبط إشارات بروتين كيناز المنشط بالمايتوجين، والعامل النووي كابا بي (NF-kB)، وتعبير بروتين أكسيد النيتريك القابل للتحريض مضادً للالتهابات.
• أظهر الجنسنج ومكوناته الرئيسية، الجينسنويدات، مجموعة واسعة من الأنشطة الدوائية بما في ذلك الدور المفيد في تنظيم وظائف الكبد، وعلاج اضطرابات الكبد الناجمة عن السمية الكبدية الحادة والمزمنة، والتهاب الكبد، والتليف الكبدي/تشمع الكبد، واستئصال الكبد، وزرع الكبد، وحتى فشل الكبد وسرطان الخلايا الكبدية. كما تم التحقيق في مسارات النشاط المحتملة للأفعال. هناك اهتمام متزايد بتأثيرات الجنسنج على وظائف الكبد.
• ومع ذلك، لا تزال الآليات الجزيئية الأكثر تفصيلًا لأنشطة الجنسنج والجينسنويدات، بالإضافة إلى المزيد من دراسات الفعالية والسلامة بحاجة إلى استكشاف.ومن المجالات المهمة الأخرى للبحث والتطوير الجمع بين الجنسنج والأدوية الأخرى النشطة للكبد للتحقيق في فعاليتها التآزرية المحتملة وخصائصها الدوائية. وبالنظر إلى هذه الأدلة المتراكمة مجتمعة، فإنها تدعم إمكانات فوائد الجنسنج للكبد، كما أن الدراسات الإضافية ستسهل تطبيقها فعالية على المدى الطويل.