الصحة والرشاقة | أهمية الصيام المتقطع لصحة النساء

الصيام المتقطع بات موضوعًا شائعًا في الأوساط الصحية؛ إذيُعتبر وسيلة فعالة للتحكم في الوزن وتعزيز صحة الأيض. لكن استجابة جسم المرأة قد تختلف عن الرجل بسبب العوامل المتعلقة بالهرمونات والعمليات البيولوجية الخاصة بالنساء. لذا سنستعرض خلال السطور القادمة وعبر موقع ” هي”  متى يكون الصيام المتقطع مفيدًا أو غير مفيد للنساء، والعوامل التي يعتمد عليها، بناءً على توصيات أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مريم جمال لوقا من القاهرة.

العوامل التي تؤثر على استجابة النساء للصيام المتقطع

وبحسب دكتورة مريم، هناكِ عدّة عوامل مؤثرة على استجابة جسم المرأة للصيام المتقطع، أبرزها:

1. الهرمونات: الصيام المتقطع يؤثر على النساء بطرق مختلفة بسبب التقلبات الهرمونية التي تحدث على مدار الشهر. كما توضح Healthline، فإن هرمونات مثل الإستروجين تلعب دورًا رئيسيًا في استجابة الجسم للجوع والشبع .

2. الوراثة: الجينات قد تؤثر على كيفية استجابة الجسم للصيام المتقطع. وفقًا لNIH، بعض النساء لديهن استعداد وراثي لتحمل الصيام بشكل أفضل من غيرهن .

3. العمر والحالة الصحية: النساء في مراحل مختلفة من الحياة قد تكون لديهن استجابات مختلفة للصيام المتقطع. على سبيل المثال، النساء قبل انقطاع الطمث قد يواجهن تحديات أكبر مقارنة بالنساء بعد انقطاع الطمث  .

الصيام المتقطع له تأثيرات سلبية على هرمونات المرأة

وتابعت دكتورة مريم، النساء أكثر حساسية للتغيرات في التوازن الغذائي.  وبالتالي فإن الصيام المتقطع قد يؤثر سلبًا على هرمونات الغدة الدرقية (مثل T3) التي تتحكم في عمليات الأيض. وفقًا لموقع Healthline، هذا قد يؤدي إلى بطء الأيض بدلًا من زيادته.

بالإضافة إلى ذلك، الصيام المتقطع قد يتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية أو حتى غيابها تمامًا “انقطاع الطمث”، بسبب نقص السعرات الحرارية الشديد. وهنا يوضح موقع Mayo Clinic أن هذا التأثير يمكن أن يكون أكثر وضوحًا لدى النساء اللاتي يتبعن صيامًا شديدًا لفترات طويلة.

من ناحية أخرى، الصيام المتقطع قد يؤثر سلبًا على الخصوبة عند النساء؛ إذ يُقلل من إنتاج الهرمونات التناسلية مثل “الإستروجين والبروجسترون” وفقًا لتقرير من National Institutes of Health (NIH)، هذا الانخفاض في الهرمونات قد يؤدي إلى تقليل فرص الحمل.

الصيام المتقطع وعلاقته بصحة العظام

وتابعت دكتورة مريم، بالنسبة للنساء، خاصة مع تقدم العمر أو بعد انقطاع الطمث، قد يؤثر الصيام المتقطع سلبًا على صحة العظام. انخفاض السعرات الحرارية المستمر قد يقلل من كثافة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، خصوصًا لدى النساء اللاتي لا يحصلن على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D. بحسب NIH، النساء الأكثر عرضة لهذا التأثير هن من تجاوزن سن انقطاع الطمث.

تأثير الصيام المتقطع على صحة الجهاز الهضمي لدى المرأة

وأضافت دكتورة مريم، النساء اللاتي يتبعن الصيام المتقطع قد يواجهن مشكلات في الجهاز الهضمي مثل: “الإمساك أو النفخة”.كذلك تناولن وجبات كبيرة بعد فترة طويلة من الصيام المتقطع قد يؤدي إلى بطء الهضم، وخصوصًا عند عدم تناولن الألياف الكافية. ووفقًا لتقارير Healthline، من المهم أن تتضمن الوجبات خلال فترات الأكل مزيجًا متوازنًا من الألياف والبروتينات والدهون الصحية لتجنب هذه المشاكل.

تأثير صيام المتقطع على الجهاز المناعي لدى النساء

أشارت دكتورة مريم، إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي إذا لم يتم تناول ما يكفي من السعرات الحرارية أو المغذيات الأساسية خلال فترات الأكل. نقص الطاقة والمغذيات قد يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض. وفقًا لمقالة من Harvard Health Publishing، النساء اللاتي يعتمدن على أنظمة غذائية صارمة خلال الصيام المتقطع قد يعانين من ضعف في جهازهن المناعي.

الصيام المتقطع مرتبط  بالحالة المزاجية والصحة العقلية للمرأة

وأضافت دكتورة مريم، الصيام المتقطع يمكن أن يؤثر على مستويات الطاقة والمزاج عند النساء. فقد يؤدي نقص السعرات الحرارية إلى تقلبات مزاجية، اضطرابات في النوم، وقلق أو توتر. Harvard Health Publishing تشير إلى أن النساء قد يكنّ أكثر عرضة للتغيرات المزاجية من الرجال عند اتباع نظام الصيام المتقطع.

التأثير على الأداء الرياضي ومستوى الطاقة اليومية للمرأة

من ناحية أخرى، أكدت دكتورة مريم، أن الأداء البدني والرياضي قد يتأثر عند النساء اللاتي يتبعن الصيام المتقطع، خاصة إذا كان التوقيت أو نوع الصيام غير متوازن مع النشاط البدني. نقص التغذية في الفترات التي تتطلب طاقة عالية يمكن أن يقلل من القدرة على الأداء ويزيد من خطر الإصابة. Healthline تنصح النساء اللاتي يمارسن الرياضة بتعديل أوقات الصيام لتناسب احتياجاتهن من الطاقة.

علاوة على ذلك،قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة خاصة في الأيام الأولى من اتباع النظام، حيث يحتاج الجسم إلى التكيف مع النظام الغذائي الجديد. بالنسبة للنساء اللاتي يمارسن أنشطة بدنية أو عقلية مكثفة، قد يكون من الصعب الحفاظ على الأداء الأمثل خلال فترات الصيام. Healthline تقترح بدء الصيام المتقطع بفترات قصيرة وزيادتها تدريجيًا مع مراعاة النشاط اليومي.

الصيام المتقطع له دورًا جوهريًا على صحة جلد وشعر المرأة

أضحت دكتورة مريم، أن الصيام المتقطع يمكن أن يؤثر على صحة الجلد والشعر، وخصوصًا إذا كانت النساء لا يحصلن على ما يكفي من العناصر الغذائية الضرورية مثل: “الفيتامينات والمعادن”. نقص الفيتامينات A وE، والأحماض الدهنية الأساسية يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجلد وضعف الشعر. وهنا ينصح موقع Mayo Clinic النساء اللاتي يتبعن الصيام المتقطع بتناول مكملات الفيتامينات إذا كان النظام الغذائي غير كافٍ لتلبية احتياجات الجسم.

هل الصيام المتقطع مفيد للمرأة خلال فترة الحمل؟

بالطبع لا، إذ أكدت دكتورة مريم، أنهلا يوصي بالصيام المتقطع للنساء الحوامل. وفقًا لتوصيات National Institutes of Health (NIH)، الحوامل يحتجن إلى إمدادات ثابتة من السعرات الحرارية والمواد الغذائية لدعم نمو الجنين وصحته. الصيام خلال فترة الحمل قد يؤثر سلبًا على مستويات الطاقة والنمو الطبيعي للجنين.

ماذا عن الصيام المتقطع والرضاعة الطبيعية؟

وفقًا للدكتورة مريم، النساء المرضعات يجب أن يتجنبن الصيام المتقطع الصارم، لأن الرضاعة الطبيعية تتطلب كمية كبيرة من الطاقة والسعرات الحرارية. الصيام يمكن أن يؤثر على كمية الحليب وقدرة الأم على تلبية احتياجات طفلها الغذائية. NIH تؤكد على أهمية التغذية الكافية للنساء المرضعات للحفاظ على الصحة الجسدية والقدرة على إنتاج الحليب.

تنوع أساليب الصيام المتقطع للنساء

ووفقًا للدكتورة مريم، هناك عدة أنماط للصيام المتقطع يمكن أن تكون ملائمة للنساء بناءً على احتياجاتهن الفردية. من بين هذه الأنماط:

• الصيام 16:8: الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام في نافذة زمنية تبلغ 8 ساعات.
• الصيام 5:2: تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام في الأسبوع وتقييد السعرات الحرارية (500-600 سعر حراري) لمدة يومين غير متتاليين.
• الصيام المتناوب: الصيام الكامل في أيام معينة مع تناول الطعام بشكل طبيعي في الأيام الأخرى. وفقًا لـ Mayo Clinic، بعض النساء قد يجدن أن هذا النظام صعب الالتزام به على المدى الطويل.

متى يكون الصيام المتقطع مفيدًا للنساء؟

وهنا أكدت كتورة مريم، على أهميةالحفاظ على توازن السعرات. إذ أن النساء اللاتي يتبعن نظامًا متوازنًا للصيام من دون تقليل شديد في السعرات الحرارية يمكن أن يستفدن من الصيام المتقطع في تحسين إدارة الوزن . كذلك النساء في سن ما بعد انقطاع الطمث قد يجدن أن الصيام المتقطع يساعد في تحسين الأيض وحساسية الأنسولين، وفقًا لما جاء في Harvard Health Publishing .

كذلك تنصح دكتورة مريم، بأهمية شرب الماء بكميات كافية أثناء الصيام، للحفاظ على ترطيب الجسم. نظرًا إلى أن الجفاف قد يؤدي إلى الصداع والتعب، كما قد يؤثر سلبًا على صحة البشرة والجهاز الهضمي. Healthline توصي بشرب الماء والشاي الأخضر خلال فترات الصيام للحفاظ على مستويات الترطيب.

كذلك أهمية الراحة والنوم الكافي، لأن  الصيام المتقطع قد يؤثر على النوم، خاصة إذا كان الصيام متزامنًا مع فترات النشاط اليومي المكثف أو إذا تم تناول وجبات ثقيلة قبل النوم بفترة قصيرة. بعض النساء يواجهن اضطرابات في النوم عند اتباع الصيام المتقطع، وفقًا لتقرير من Mayo Clinic. الراحة الكافية والنوم الجيد ضروريان لدعم صحة الهرمونات وتحسين التوازن الأيضي.

توصيات مهمة  للنساء اللاتي يُعانين من مشاكل صحية

ووفقًا للدكتور مريم، النساء اللاتي يُعانين من حالات صحية معينة مثل: “اضطرابات الغدة الدرقية أو السكري” يجب أن يكنّ حذرات عند اتباع الصيام المتقطع. وفقًا لـ NIH، قد يؤثر الصيام على مستويات الهرمونات أو الجلوكوز في الدم، مما يتطلب مراقبة دقيقة واستشارة طبية قبل البدء في أي نظام غذائي يتضمن الصيام.

وأخيرًا، الصيام المتقطع يمكن أن يكون مفيدًا للنساء عند تطبيقه بشكل صحيح ومتوازن، خاصة عند مراعاة الاحتياجات الهرمونية والجينية الخاصة بكل امرأة. ومع ذلك، قد يسبب مشاكل صحية إذا تم تطبيقه بشكل غير ملائم.