تطوير الذات | الكايزن… مهارة التحسين التدريجي لاتمام جميع مهامك… اجعليها حليفتك

يعود أصل هذا المفهوم إلى الثقافة اليابانية، حيث تعني كلمة “كايزن” أو “Kaizen” التغيير الجيّد باللغة اليابانية. وتنصّ هذه الفلسفة ببساطة على أن التغييرات البسيطة تؤدي إلى إحداث فرق كبير وإيجابي في المؤسسة أو في حياة الشخص الملتزم بهذا المبدأ.ويُعرف أيضًا بالـ “كايزن”. إنها مهارة تُطلق على عملية التحسين المستمر مع مرور الوقت.

واستكمالًا لحديثنا عن مهارة التطوير المستمر أو مبدأ الكايزن؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع ” هي ” لتعرف على مميزاته وكيفية اكتسابه لتطوير ذاتك ومستوى إنتاجيتك مدى الحياة، وذلك من خلال خبيرة تطوير الذات الدكتورة رشا عادل من القاهرة.

مبدأ الكايزن.. مميزاته نقلّة نوعية في حياتك

وبحسب دكتورة رشا، مبدأ الكايزن أو مهارة التطوير المستمر له العديد من الفوائد والمميزات؛ أبرزها:

التخلص من كل الحمّل الزائد

سواءً كان ذلك في حياتكِ الشخصية أو في عملك، فإنّك كلما رغبتِ في تحسين الأمور من حولكِ، ستحتاجين بدايةً للتخلص من كل الحمّل الزائد غير المفيد لضمان تحقيق نتائج أفضل. ومع اتباعك مبدأ الكايزن المعتمد على التغيير المستمر، ستجدين نفسكِ تتخلصي من النفايات “المادية والمعنوية” بشكل دائم؛ ممّا يقلّل الهدر ويساعدك لاستغلال الموارد بشكل أفضل على الدوام.

اكتساب مزيد من الوقت للممارسة هواياتك

مع تقليل الهدر، والتخلص من كل ما هوعديم النفع؛ ستتحسن إنتاجيتك، وترتفع تلقائيًا. سواءً كان ذلك إنهاء مهام أكثر في عملك، أو اكتساب مزيد من الوقت لممارسة هواياتك أو غيرها.

امتلاك رؤية واضحة

الكايزن أو التطوير المستمرّ هو عملية تركّز على النتائج بشكل أساسي. لذا فتطبيق هذا المبدأ في حياتك سيساعدك لامتلاك رؤية واضحة حول الهدف أو النتيجة النهائية التي تريدين تحقيقها، ومن ثم العمل بجدّ كل يوم للوصول إليها.

تقليل نسبة الخطأ ورفع الجودة

حينما تكون حياتك بأكملها معتمدة على مبدأ التحسين التدريجي المستمر، فلا شك إذن أن جودة ما تقومين به سترتفع وتتطور مع مرور الوقت. وسينعكس ذلك على جميع مناحي حياتك المختلفة، وسييجعلكِ بلا شك تقومين بكل أعمالك بدقة أكبر، ممّا يقلل نسبة الخطأ.

تقليل التكلفة

وهو أمر تلحظه على وجه الخصوص الشركات والمؤسسات التي تعتمد مبدأ الكايزن، حيث أنّه ومع التركيز على الإنتاجية والكفاءة العاليتين، تقلّ التكلفة على هذه الشركات، نظرًا لأنها تحقق مخرجات أعلى دون الحاجة إلى زيادة المدخلات.

رفع درجة التنافسية

تكتسب الشركات التي تتبع مبدأ التطوير المستمر “الكايزن” ميزة تنافسية أعلى، ذلك أنها تعمل على تحقيق نتائج أفضل باستمرار، ممّا يجعلها تنافس شركات أقوى وأفضل مع مرور الوقت؛ هذا الأمر لا ينطبق على الشركات فقط، فعندما تعيشين حياتكِ مؤمنة بضرورة التغيير المستمر نحو الأفضل، ستجدين أن مستواكي يرتفع تدريجيًا مع مرور الوقت، وستجدين نفسكِ تتنافسين مع أشخاص جدّد بمستويات أعلى طوال الوقت.

خلق بيئة عمل سعيدة

جميع الممّيزات المذكورة أعلاه، تقود في النهاية إلى خلق بيئة عمل إيجابية وسعيدة، لأن كل موظف يدرك ويؤمن بأنه قادر على إحداث تغيير في الشركة، وأنّ هذا التغيير مهما كان صغيرًا، فإنه مع مرور الوقت سيُحدث فرقًا كبيرًا.

استمرار التطور والتحسين

إنّ أفضل ما في مبدأ الكايزن، هو أنه عملية مستمرّة للأبد، ولا تنتهي. ممّا يعني أنكِ وبمجرد انتهاج هذا المبدأ واكتساب هذه المهارة، ستعتادين عليها، وسَتسعيعلى الدوام لتحقيق مزيد من التقدم والتطور في جميع مناحي حياتكِ، ممّا يخلق لكِ المزيد من النتائج الإيجابية.

الكايزن… مهارة مهمة للارتقاء بحياتك

وأضافت دكتورة رشا، بعد أن تعرفتنا على مفهوم الكايزن ومدى أهميته للارتقاء بحياتنا وفي تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف؛ ننصح كل امرأة باتباع النصائح التالية لاكتساب مهارة التطوير المستمر أو مبدأ الكايزن، وذلك على النحو التالي:

• تخلّصي من الأفكار المتحجرة، وكوني أكثر انفتاحًا على كل ما هو جديد.
• استثمري في أفكارك الإبداعية لتحقيق التحسّن المستمرّقبل الاستثمار في أموالك
• افعلي ما يقوله لكِ من هم أكبر منكِ، فهم يعرفون أفضل منكِ ويمتلكون خبرة أعلى
• مهما كانت العادات والتقاليد وأفضل الممارسات فعّالة ومُجدية، هنالك على الدوام مجال للتحسّن والتطور، فلا تتردّدي في التخلي عنها إذا ما وجدتِ ما هو أفضل.
• بدلًا من أن تنظري إلى العقبات التي تعترض طريقك على أنها مصائب تُعيدك للوراء؛ حاولي دومًا اكتشاف الحكمة منها والاستفادة منها لتحقيق مزيد من التقدم والنجاح.
• إن كنت تريدين اكتساب مهارات التطوير المستمر، وتحقيق تحسّن ملحوظ على الدوام؛ عليكِ بلا شك أن تحصلي على المزيد من الحكمة كل يوم. عمومًا، الحكمة هي ببساطة القدرة على التفكير والتصرف السليم اعتمادًا على المعرفة، الخبرة، الفهم العميق والمنطقي للأمور.
• الحفاظ على سلوك إيجابي هو أحد أهم قواعد الكايزن، والسبيل الأسرع لاكتساب مهارات التطوير المستمرّ.
• عندما تحرصين على إبقاء أفكارك إيجابيةً، حينها فقط سيصبح في وسعك رؤية الفرص واقتناصها، وبالتالي التطور والاستفادة منها.
• لا تستخدمي قوة عقلك الخارقة في خلق الحجج والأعذار الواهية؛ وبدلًا من التفكير في الأسباب التي تجعلك غير قادرة على القيام بأمر معيّن أو إنجاز مهمة ما، ابدأي بالبحث عن طرق وسبل مبتكرة لفعل ذلك.
• حاولي قدر الإمكان أن تكوني انتقائية في اختيارك للمعلومات؛ وبدلًا من أخذ الخبرة والحكمة من شخص واحد، اطّلعي على آراء متعددة.
• احرصي على أن يكون كل تغيير تقومين به في حياتك مبنيًا على معلومات وبيانات دقيقة؛إذ كيف لكِ أن تعرفي إن كان هذا التغيير هو للأحسن حقًا؟.
• لا يمكنكِ أن تزرعي التغيير، أو تكتسبي مهارة التطوير المستمر بالمعرفة النظرية فقط؛ لذاعليكِ أن تطبّقي على أرض الواقع ما تعلّمتيه..
• إحداث تغيير في حياتك أمر صعب حتمًا، لكن إحداث تغيير معقّد يبقى أكثر صعوبة إن لم يكن مستحيلًا أصلًا. لذا، كلّما واجهتكِ مشكلة ما، اختاري الحل الأبسط الذي يُمكنكِ البدء بتنفيذه على الفور.
• إن ارتكبتي خطئًا، قومي بإصلاحه على الفور. لا تنتظري أن يكبر أكثر فأكثر ويتحول إلى مشكلة خارجة عن السيطرة.

وأخيرًا، تذكري دومًا أن أفضل ما في ثقافة الكايزن هو كونها عملية مستمرة لا تنتهي. مهما بلغ حجم التغيير والتطوير الذي تحققينه في حياتك، هنالك على الدوام مجال للمزيد من التحسين. عمومًا، في ثقافة الكايزن، ليس هناك شيء مثل “الوصول إلى القمّة” أو “الاكتفاء بالموجود”. عليكِ دومًا السعي لتحقيق مزيد من التقدم والتطور.

فضلًا عن ذلك، لا تنسَي أن تستمتعي بوقتك، وأنتِ تقومين بإحداث التغيير الإيجابي في حياتك؛ كذلك يجب أن يصبح هذا التغيير جزءًا من شخصيتكِ، وروتينك اليومي مدى الحياة.إن لم تكوني مستمتعة بتغيير نفسكِ وحياتك إلى الأفضل، فستبدو لكِ مهارة التطوير المستمر مجرّد عبء إضافي عليكِ، ولن يمرّ وقت كثير قبل أن تستلمي وتتخلّى عن العملية برمّتها.