قضايا اسرية | كيف أساعد زوجي على ترك التدخين إليكِ هذه النصائح

لأن الزوجة هي شريكة الزوج في كل شيء وعليها أن تقف معه دائماً، وأن تساعده في الأمور التي تعود عليه وعلى الأسرة ككل بالخير والمنفعة، عليكِ أن تساعدي زوجك المدخن على ترك التدخين، وأن تحاولي معه مرات ومرات حتى تنجحي. فكيف تساعدين زوجك على ترك التدخين؟

1. اسأليه عن سبب التدخين: فمعرفة السبب هي نصف الحل دائماً، فاسألي زوجك عن السبب الذي يجعله يدخن رغم معرفته أن التدخين مضيعة للصحة والوقت والمال والعلاقات، وحاولي أن تتعاملي مع السبب هذا بعينه؛ فإن كان السبب هو أن جميع أصدقاءه مدخنين أي أنه يدخن تدخيناً اجتماعياً، فحاولي أن تقنعيه بالاختلاف وأن تشجعيه أن يكون هو السبب في إقناعهم أو على الأقل واحد منهم بترك التدخين معه ليحافظ على صحته وأسرته، وقوِ ثقته بنفسه بطريقة غير مباشرة؛ فقد يكون ضعيف الثقة ويستمد ثقته من دعم أصدقائه له.
2. ناقشي معه سلبيات التدخين: من حيث سلبياته الصحية والاجتماعية وتأثير التدخين على نظرة الآخرين إليه وحتى آثار التدخين على الحالة الاقتصادية للأسرة.
3. اعرفي مفاتيحه واستخدميها: صحيح أن الآثار السلبية للتدخين واضحة ومعروفة لدى الأغلبية، لكنها لا تؤخذ على محمل الجد لدى الكثيرين، لأن من طبعنا كبشر أن نشعر أن الشر بعيد عنا وأن نقلد غيرنا بالشيء حتى لو لم يكن نافعاً. أشعريه بخطورة الأمر مستخدمة مفاتيحه التي تعرفينها؛ فإن كان أطفاله نقطة ضعفه فركزي على تأثير التدخين على الأطفال وكيف يؤذي صحتهم وينشئهم أفرد مدخنين باقتدائهم به، وإن كان يخاف على صحته ويكره المرض فركزي على آثاره السلبية على الصحة وخوضي فيها بالتفصيل، مع عرض بعض الصور والفيديوهات عليه.
4. ابدئي معه بالتدريج: فيحتاج الإنسان لـ 21 يوماً على الأقل للتخلص من أي عادة، أو ليكتسب عادة جديدة. يمكنك أن تقللي عدد السجائر التي يدخنها بالتدريج؛ فإن كان يدخن 20 سيجارة يومياً فقللي سيجارتين يومياً إلى أن تصلي معه لقطع التدخين نهائياً.
5. اختاري الوقت المناسب: فليس من المناسب أن تختاري وقتاً يكون زوجك فيه مشغولاً خارج المنزل وبعيداً عن نظرك، أو يعاني من التوتر مثلاً.
6. عوديه على عادة أخرى: فمن الصعب أن يتخلص الشخص من العادات، لكنه يستطيع أن يجعل عادات أخرى تحل محلها، فمثلاً عوديه أن يبقي في جيبه بعض المكسرات الصحية وأن يأكل منها كلما شعر بالرغبة في التدخين. وإن كان يلجأ للتدخين للتخلص من التوتر فعلميه التنفس البطيء والاسترخاء وطرق أخرى مفيدة للتخلص من التوتر.
7. اجعلي التدخين أصعب عليه: فأي عادة سيئة تودين تركها، أو مساعدة أحد ليتركها فعليك أن تصعبي عليه طريقها، أما بالنسبة للتدخين فإليكِ هذه الطرق:
   • امنعي التدخين في المنزل: فبهذه الطريقة سيجد من الصعب عليه أن يخرج من المنزل للحديقة أو الشرفة أو حتى لمكان آخر خارج المنزل للتدخين كلما أراد وخاصة في أيام البرد وعندما يكون مشغولاً، وسيقلل من التدخين تدريجياً أو قد يقطعه تماماً دون أن يشعر.
   • تخلصي من المنافض: فسيجد من الصعب عليه أن يجلب منفضة ليدخن، كما أن وجود المنافض أمامه ستحفزه أن يدخن أكثر.
   • دعيه يفعل شيئاً يكرهه مقابل كل سيجارة يدخنها: فإن كان يكره تدريس الأولاد مثلاً فاجعليه يدرسهم في كل مرة يدخن فيها سيجارة إضافية أو لا يلتزم بروتين قطع التدخين. أو اتفقي معه أن يغسل الصحون أو اطلبي منه أن يضع في حصالة مبلغاً محدداً من المال في كل مرة لا يلتزم بها.
   • اذهبا معاً لأماكن يمنع فيها التدخين: فحاولي أن تختاري هذه الأماكن حتى لا يتشجع للتدخين 
8. سهلي عليه الطريق للجوء لبدائل التدخين: في نفس الوقت الذي تصعبين عليه التدخين سهلي عليه أمور أخرى بديلة، فمثلاً ضعي أمامه صحناً من الفواكه المقطعة أو المجغففة أو المكسرات أو شيئاً ما يفعله ويحتاج لكلتا يديه فيه.
9. تمشيا معاً: فالمشي يساعد في تنظيف الجسم، كما يخلص الشخص من التوتر.
10. امنعي عنه الأمور التي ترافق التدخين: فمثلاً يحب معظم المدخنون أخذ سيجارة مع فنجان القهوة أو خلال تواجدهم مع شخص معين، فحاولي أن تعوديه على مشروب آخر غير القهوة أو أن تصنعيها بطريقة أخرى أو حتى أن تقدمي معها حبة تمر أو قطعة شوكولاته.
11. اشغلي يديه: فاهديه مسبحة فخمة أو لها ذكرى عزيزة عليه، أو أعطيه كرة التوتر Stress ball، فالكثير من المدخنين قد يشعلون سيجارة لأنهم لم يتعودوا أن يحسوا بأيديهم بأنها فارغة ويودون شيئاً بين أصابعهم كمدخل حسي لمسي.
12. اشغلي وقته: فالفراغ يذكره بالرغبة الشديدة في التدخين، لذلك أبقيه مشغولاً دائماً.
13. دعيه ينظف أسنانه باستمرار: فتنظيف الأسنان يعطي مدخلاً حسياً للفم، كما يساعد الفم المتنعش على إبعاد الرغبة بالتدخين.
14. كافئيه: كافئيه كلما أنجز خطوة بما يحب ليتشجع على الاستمرار بالخطة.
15. استشري طبيبه: فقد يدلك الطبيب على وسائل أخرى كبدائل النيكوتين الذي في السجائر كعلكة النيكوتين أو اللصقة، فهذه البدائل تخفف بعض أعراض الانسحاب عن طريق توصيل جرعات صغيرة وثابتة من النيكوتين إلى جسمه دون قطران وغازات سامة كتلك الموجودة في السجائر. كما تساعد على التخلص من إدمانه النفسي ويجعل من السهل عليه التركيز على تعلم سلوكيات جديدة صحية ومفيدة. [1]

صحيح أن الكثير من المدخنين لم ينجحوا بالتخلص من عادة التدخين، إلا أنه أمر ممكن، وقد نجح فيه الكثيرون، ولتساعدي زوجك للتخلص من التدخين، فإليك الشروط اللازم تحققها خلال رحلتكما:

• وضع هدف واضح لترك التدخين: ففي كل طريق نسلكه يجب أن يكون لدينا هدف نود الوصول إليه، فاسألي نفسك وزوجك عن هدف ترك التدخين؛ فقد يكون لأن صحته قد بدأت بالتدهور والتأثر الفعلي، أو لأنه لا يريد أن ينشئ أبناء مدخنين.
• الإرادة القوية منك ومنه: فيجب أن يكون لديك أنت الإرادة القوية لمساعدته في ترك التدخين من قلبك، وأن يكون هو أيضاً يريد هذا بشدة، حتى لو كان هدفه في البداية إرضائك فقط.
• الصبر والتحمّل: فالطريق ليست سهلة أمامكما، وقد تمرا بأوقات ضعف، وقد تحدث بينكما بعض الخلافات. لا بأس، فالهدف يستحق التضحية. وأي عادة تحتاج لوقت للتخلص منها، ومعظم المدخنون تخلصوا من التدخين بالتدريج، على الرغم من أن هناك من تخلصوا منه فجأة.
• وضع خطة محكمة: فالتخطيط مهم ويساعدك كثيراً في فهم الموضوع والسير به بالتدريج وبشكل مدروس.
• الأشخاص الداعمون: فوجودك أنت بجانب زوجك مهم جداً في هذه المرحلة، كما قد تحتاجين لدعم باقي أفراد الأسرة والأصدقاء أحياناً. فعلى الجميع التشجيع والتعاون معه في عدم التدخين أمامه من قبل المدخنين وإزالة المنافض بوجوده مثلاً.

من المهم أن تعرفي أن ترك التدخين ليس بالأمر السهل على أي مدخن حتى لو كان يعرف بأضراره جيداً، وينوي تركه فعلياً؛ فهو إدمان، وإدمان النيكوتين هو كإدمان الكوكايين أو أي مادة خطيرة أخرى.
حيث يؤدي سحب النيكوتين من الجسم إلى الإصابة بأعراض الانسحاب الجسدي بسبب تأثير النيكوتين على الدماغ، وكذلك إلى الرغبة الشديدة فيه؛ فكل ممنوع مرغوب.
يمكن أن يكون زوجك يلجأ إلى السجائر كطريقة سريعة لتخفيف التوتر والقلق والاسترخاء كما يعتقد أو كما أقنع هو نفسه. ما يجعل الإقلاع عن التدخين يعني إيجاد طرق مختلفة للتعامل مع حالاته النفسية غير التدخين الذي اعتاد عليه ووصل معه لمنطقة الراحة.
والإدمان يولد عادات ومشاعر مصاحبة له، فهناك من يدخن أثناء العمل أو مع قهوة الصباح مثلاً، كما أن للتدخين مشاعر تصاحبه كتعزيز الثقة بالنفس أثناء نفخ السيجارة والاعتقاد أنها تزيد الرجولة، وكذلك الاعتقاد أنها تخفف التوتر والقلق -كما قلنا- وطبعاً عندما يقتنع الشخص أنها تعزز الثقة والرجولة وتخفف من التوتر وغيرها؛ فإنه يقنع عقله الباطن بهذا ما يجعل من الصعب إقناعه بالعكس- وللتعامل مع التدخين والتخلص منه عليك التعامل أيضاً مع كل هذه العادات والمشاعر والمعتقدات المصاحبة له. [1]

لا تقتصر الآثار السلبية للتدخين على المدخن نفسه، بل تتعداها لتطول أسرته ومن حوله، فما الآثار السلبية لتدخين زوجك عليك وعلى الأسرة ككل؟

• آثار التدخين السلبي: يتسبب التعرض للدخان السلبي في وفاة حوالي 41000 بين البالغين غير المدخنين و 400 حالة وفاة بين الرضع كل عام. كما يتسبب في حدوث السكتة الدماغية وسرطان الرئة وأمراض القلب التاجية عند البالغين. يتعرض الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وأمراض الأذن الوسطى، والربو وأمراض الرئة. كما يؤثر التدخين السلبي على أي شخص يتنفسه. [2]
• آثار اجتماعية: فيؤثر هذا على علاقته بأولاده ومن حوله، فيضطر للخروج خارج المنزل للتدخين حتى لا يؤذيهم، كما قد يبتعد عنه من حوله بسبب رائحة فمه الكريهة أو حتى لا يؤذيهم بتدخينه. [3]
• آثار على العلاقة بينك وبينه: فبالتأكيد أن التدخين يبعدك عنه بسبب رائحة فمه الكريهة، ولأنه يترك رائحة سيئة على الأثاث كذلك، ولأنه يؤثر على قدرتكما الجنسية، ولأنه يؤذي صحته وصحتك وصحة الأولاد ومن حوله وهذا يثير قلقك.

من الاستشارات التي وردت إلى مجتمع حِلّوها حول التعامل مع الزوج المدخن، زوجة تقول أن زوجها يرفض الإقلاع عن التدخين وترك السجائر على الرغم أن الطبيب أكّد على ضرورة ترك الدخان لعلاج تأخر الإنجاب، لكن الزوج المدخن لم يأخذ ذلك في عين الاعتبار واستمر في تدخين السجائر، ما جعل صاحبة الاستشارة تشعر أن زوجها يحرمها من الأطفال، وتفكر بالانفصال.
اقرئي تفاصيل الاستشارة وآراء الخبراء والقراء من خلال زيارة هذا الرابط.

في استشارة أخرى تقول الزوجة -وهي متزوجة حديثاً- أن زوجها رجل جيد وهي تحبه، لكنه لم يصارحها أنه مدخّن إلا قبل الزواج بفترة بسيطة، ووعدها أنه سيترك التدخين، لكنه لم يترك الدخان على الرغم من مرور شهور على زواجهم وهي تخشى عليه وعلى صحته وتتمنى أن تجد طريقة لمساعدة زوجها على الإقلاع عن التدخين.
اقرئي تفاصيل الاستشارة وآراء الخبراء والقراء من خلال زيارة هذا الرابط.