تطوير الذات | كيف أعرف نقاط القوة في شخصيتي

نقاط القوة الشخصية هي مجموعات السمات أو المهارات الشخصية التي تميّز الفرد وتفيده خلال حياته سواء ضمن العلاقات الخاصة أو العلاقات الرسمية، وتشمل نقاط القوة في الشخصية المعرفة والمواهب والمهارات وآليات الاستجابة الاجتماعية، ويمكن القول أن نقاط القوة في الشخصية هي ما يمتلكه الشخص من قدرات تجعله متفوقاً على غيره في جوانب معينة وتمكّنه من تحقيق أفضل أداء إذا ما طورها واستثمرها في حياته الاجتماعية والمهنية، كما أن نقاط القوة تسمح للناس بأن يكونوا أكثر كفاءة وانتاجية وفناً وتعاطفاً، فتسمح لهم بتحقيق المزيد من النجاح والرضا عن النفس. [1]

تتميز كلّ شخصية بمجموعة من السمات التي يمكن تصنيفها كنقاط قوة، ومجموعة أخرى يتم تصنيفها كنقاط ضعف، ومن أهم موضوعات تطوير الذات والتنمية الذاتية إيجاد التوازن بين نقاط الضعف ونقاط القوة في الشخصية، واكتشاف آليات تطوير نقاط الضعف أو التأقلم معها، مقابل زيادة نقاط القوة وتعزيزها.

هناك الكثير من الصفات والمهارات التي تشكل نقاط قوة في الشخصية والتي يمكن تصنيفها بالشكل التالي:

1. نقاط قوة الشخصية: وهي النقاط التي تميز الشخصية من حيث المهارات الاجتماعية ومهارات تتعلق بالعمل والتعامل مع البيئة المحيطة مثل المهارة القيادية والتعاون مع الآخرين والقدرة على التأثير عليهم والمرونة الاجتماعية التي تساعد على التأقلم مع الظروف المختلفة إضافة للثقة بالنفس والحس الفكاهي وغيرها من الطباع المختلفة.
2. قوة الحضور والكاريزما: وهي نقاط القوة التي تؤثر على حضورك وقبولك بين الآخرين، جزء منها يتعلق بالمظهر الخارجي والملامح وطريقة ارتداء الملابس ولغة الجسد، وجزء يتعلق بطريقة التعامل مع الآخرين ونوعية وسعة المعرفة والثقافة والقدرة على الظهور في النقاشات والحوارات.
3. نقاط القوة العاطفية: وهي نقاط القوة التي ترتبط بمشاعر الفرد وليس طباعه، مثل قدرته على منح الحب للآخرين والتسامح مع أخطاء الماضي والغفران للأشخاص الذين أخطأوا بحقه والأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل والشغف بالحياة أو أي عمل يقوم به، كل تلك الصفات تعتبر نقاط قوة لدى الفرد تساعده على أن يكون أكثر رضا وسعادة.
4. نقاط القوة الفكرية: وهي نقاط القوة المتعلقة بحب التعلم وتطوير الذات مثل حب تعلم لغات جديدة أو التعرف على ثقافات مختلفة والعقلية المنفتحة في تقبل اختلاف الآخرين وطباعهم وآرائهم كما تشمل تقبل نقد الآخرين ومحاولة تفهمهم.
5. نقاط القوة المرتبطة بالإنجاز: ونقصد بها نقاط القوة التي تعتمد على توجيه الفرد لسلوكه وانضباط أفعاله مثل القدرة على التنظيم الجيد للوقت والجهد والمثابرة في العمل والإرادة القوية لإنجاز المهام المختلفة والسيطرة على الانفعالات وردود الأفعال وتوجيهها بشكل صحيح.
6. نقاط القوة الإيمانية: وهي مجموعة المبادئ والقيم الأخلاقية التي يؤمن بها الفرد وتساعده على تشكيل شخصية مستقرة نفسياً وتسعى نحو أهداف محددة ونبيلة بطرق سليمة، ومن أهم هذه النقاط الإيمان بالعدل والنزاهة والامتنان لكل الأشياء والأشخاص الإيجابين في حياتنا. [2]

1. اسأل نفسك: ابدأ بالتفكير بأكثر الجوانب التي تتميز بها عن غيرك، من قدرات ومواهب تملكها منذ الطفولة وتؤديها بشكل أفضل من الآخرين، كذلك ما هي الأشياء التي تجعلك مستمتعاً عند القيام بها، حيث إن معرفة هذه النقاط تكون هي المفتاح لفهم شخصيتك والتعرف على نقاط القوة ومحاولة تنميتها.
2. اسأل الآخرين: لمعرفة المزيد عن شخصيتك ونقاط القوة فيها يمكنك سؤال الأشخاص الذين تثق فيهم وتحترم رأيهم عن الصفات الإيجابية في شخصيتك يمكن سؤال عدد من أفراد عائلتك أو أصدقاءك، أخبرهم السبب في الرغبة بمعرفة نقاط قوتك وأنك تريد تحديدها لتتمكن من اختيار المهنة التي تناسبك أو بناء حياتك عليها، اسألهم عن أكثر الأشياء التي يعتقدون أنك تقوم بها بشكل ممتاز وأفضل من غيرك.
3. تذكر أحد المواقف المحرجة التي حدثت معك: فكر في أحد المواقف المحرجة التي تعرضت لها، ماذا كانت ردة فعلك وما مدى تكيفك مع ذلك الموقف؟ هل كان رد فعلك سريع أم احتجت لوقت حتى تستوعب الموقف وتفكر في الرد المناسب؟ في كلا الحالتين يوجد نقاط قوة ففي الأولى سرعة بديهة وفي الثانية كبح للغضب وعدم التسرع باتخاذ القرار.
4. لاحظ ردود فعلك في المواقف الصعبة: إذا كنت قد مررت بموقف صعب في حياتك مثلاً حادث سيارة، تذكر كيف تصرفت في ذلك الموقف هل واجهت الأمر وعالجته أم أنك انسحبت منه؟ فإذا كنت قد استجمعت قواك وسيطرت على الموقف كقائد فهذه أحد النقاط الإيجابية في شخصيتك، أما إذا طلبت المساعدة فأنت شخصية متعاونة وهذه نقطة قوة أيضاً.
5. لاحظ يومياتك وسجّل صفاتك الإيجابية: قم بمراقبة نفسك لمدة أسبوع ولاحظ الأشياء التي تبرع وتحب القيام بها، فمثلاً إن كنت تحب اللقاء مع الأصدقاء فأنت شخصية اجتماعية، وإن كنت تحب قضاء الوقت في القراءة وتنمية المهارات الفكرية فأنت شخصية مبدعة، كل ذلك يمكن اكتشافه عن طريق مراقبة نفسك خلال الأوقات والمواقف المختلفة، حاول تأمل ذاتك واحضر قلم وورقة واكتب صفاتك الإيجابية، قم بتحديد ذلك بناء على تجاربك وطريقة تعاملك مع الظروف وبناء على آراء الأشخاص المقربين منك والذين تثق بآرائهم.
6. تذكر تجاربك الناجحة: ابحث في ذكرياتك عن أهم التجارب والإنجازات والأعمال التي قمت بها بأداء واحتراف عالي ونالت اعجاب واستحسان الناس فكل ذلك يقربك من اكتشاف نقاط القوة في شخصيتك واستغلالها.
7. القيام باختبارات الشخصية: هناك الكثير من الاختبارات التي صممها الباحثين والخبراء في مجال التنمية البشرية بوضعها للتعرف على طريقة تفكيرك وشخصيتك ونقاط القوة فيها، ويوجد العديد من الاختبارات على شبكة الانترنت، وأشهرها اختبار Strengths Finder وهو الاختبار باللغة الإنكليزية وليس مجاني يكلف حوالي 10 دولار أمريكي.
8. حدد نقاط الضعف في شخصيتك: معرفة نقاط الضعف في الشخصية من الطرق الفعالة لاكتشاف وتحديد نقاط القوة، ويساعدك التفكير في نقاط الضعف على اكتشاف نقاط القوة المكافئة لها، والبحث عن التوازن في الشخصية بين نقاط الضعف ونقاط القوة.
9. اختر نقاط القوة التي تريدها: بعض نقاط القوة تكون أصيلة في تكوين الشخصية تتطور بالتربية والتفاعل مع الحياة، لكن هناك الكثير من نقاط القوة التي يمكن اكتسابها من خلال تطوير المهارات والتمرين، لذلك قم بتحديد نقاط القوة التي تحتاج لاكتسابها مستقبلاً وابدأ العمل عليها.

• زيادة الثقة بالنفس: عندما نكون مدركين لمواهبنا وقدراتنا فإن ذلك سيمكننا من تقديرها بالشكل الأمثل بالتالي زيادة تقديرنا لذواتنا وارتفاع ثقتنا بأنفسنا، ومن أهم النصائح لزيادة الثقة بالنفس أن يكتشف الفرد نقاط قوّته ويركّز على تطويرها وتنميته، بالتزامن مع إصلاح نقاط الضعف في شخصيته أو تقبّلها.
• الوعي بالذات: عندما يقوم الشخص بالتفكير بنقاط القوة لديه سيتعرف بشكل أفضل على نفسه الأمر الذي يساعده على اتخاذ القرارات المهمة في حياته والتي تنعكس بشكل جيد على نفسه وتجعله شخصاً سعيداً.
• اتخاذ القرارات المصيرية: من القرارات التي يمكن أن تتأثر بمعرفة نقاط القوة في الشخصية اختيار مجال التخصص الدراس واختيار المهنة، واختيار الأصدقاء المناسبين وانتقاء شريك الحياة، كل هذه القرارات تكون أكثر حكمة عندما يعي الشخص نقاط القوة والضعف في شخصيته.
• فهم الآخرين: زيادة الوعي بالذات سيجعلك أكثر وعياً وفهماً للآخرين ويحسن من علاقتك بهم ويعزز التعاطف معهم ويخلق جو من التفاهم والالفة بينهم خاصة مع الأهل والأصدقاء وزملاء العمل.
• القدرة على استغلال قوتك: عندما تعرف نقاط قوتك فذلك يجعلك قادراً على استغلالها واستخدامها بأفضل طريقة لزيادة قدرتك على النجاح بشكل خاص في العمل وفي الحياة الاجتماعية بشكل عام.
• التعايش والرضا: تساهم نقاط القوة في زيادة القدرة على التعايش برضا وراحة وخاصة صفات الامتنان والمحبة مما يجعلك تعيش بهدوء وسلام داخلي الأمر الذي ينعكس على حياتك اليومية بشكل جيد على المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه.

بعد التعرف على النقاط التي تتميز بها شخصيتك يكون عليك تنميتها لمحاولة استغلالها بشكل أفضل، وفيما يلي نذكر بعض الأمثلة التي تساعد في تنمية نقاط القوة لديك:

1. الاستغلال الإيجابي لنقاط القوة: كثير من الأشخاص ممن يمتلكون نقاط قوة ويحولها لنقاط ضعف بسب الاستغلال الخاطئ لها، فمثلاً صاحب الشخصية القيادية قد يستغل قوة شخصيته في فرض نفسه على الآخرين بشكل مزعج ما يتسبب في نفورهم منه، لذلك يجب استغلال هذه الصفة بطريقة صحيحة من خلال تقديم العون والمساعدة للآخرين ومحاولة النقاش معهم ومحاورتهم حول القضايا المختلفة الأمر الذي سوف ينعكس بشكل جيد على الشخص.
2. الاستفادة من التجارب والخبرات السابقة: المواقف الاجتماعية اليومية التي يتعرض لها الفرد تجبره على استغلال نقاط قوته بشكل دائم فيها، مثل التعرض لضغوط العمل وضيق الوقت ومحاولة استغلاله لمقدرته على تنظيم الوقت من أجل إدارة الموقف بشكل صحيح، حاول تذكر كيف تستخدم هذه المهارة بشكل جيد وما الخطوات التي تساعد على استغلالها بشكل أفضل في المرات القادمة.
3. القراءة والمعرفة: زيادة الاطلاع والمعرفة وقراءة الكتب المتعلقة بتنمية المهارات الشخصية تساعد الشخص على اكتشاف نفسه بشكل أفضل ومعرفة نقاط قوته وكيفية استغلالها وتنميتها بالشكل الصحيح.
4. حضور الندوات والدورات: الندوات العلمية المتعلقة بعلم النفس والمهارات الشخصية تساعدك في التعرف على نفسك وعلى الآخرين بشكل أفضل والتركيز على مهاراتك ومحاولة تنميتها عن طريق المناقشة مع أخصائيين أو أفراد يسعون لتحسين مهاراتهم.
5. التعلّم من الآخرين: راقب الأشخاص الذين لديهم نقاط قوة مماثلة لتلك التي تمتلكها فذلك يساعدك على تعلم طرق لتنمية قدراتك من خلال مشاهدة تعامل الآخرين مع مشكلاتهم والتعلم من تجاربهم فذلك سيجعلك قادراً على تكييف ما تعلمته مع المواقف التي تتعرض لها.
6. الحفاظ على الاستمرارية في التطوير: من أسرار الاستفادة القصوى من نقاط القوة أن تحافظ على استمرارية تطويرها وتنميتها، بعض نقاط القوة قد تكون مستقرة وثابتة نسبياً مثل الشكل الخارجي والحضور، لكن الكثير من نقاط القوة تحتاج إلى تطوير مستمر من خلال التدريب والمتابعة، وإلّا ستصبح نقاط ضعف! [5]