العناية بالبشرة | صيام البشرة أحدث صيحات العناية بالبشرة… كل ما يجب معرفته عن صيام البشرة

ستظل صيحات العناية بالبشرة تكّشف لنا عن طرق جديدة ومتنوعة لإعادة برمجة الوظائف الحيوية الطبيعية لصحة الجلد؛ ويعتبر صيام البشرة من العادات حديثة الظهور لتحقيق ذلك.

فهو نظام يعتمد على وقف وضع منتجات العناية اليومية والمكياج لفترة على البشرة لمدة محددة قد تبدأ بأسبوعينوذلك من أجل تأقلم أنسجة البشرة العميقة مع العوامل البيئية، ودرجات الحرارة الخارجية وإعطاء فرصة للجلد؛ كي يعود لوظائفه البيولوجية الطبيعية دون أي محفزات أو مقشرات، ويستطيع من جديد إفراز المواد الشمعية الطبيعية التي بدورها تشكل حماية لطبقات الجلد.

واستكمالًا لحديثنا عن صيام البشرة، تتّبعي السطور القادمة عبر موقع ” هي ” للتعرف على كل ما يجب معرفته حول هذا الموضوع، وذلك من خلال استشاري الأمراض الجلدية الدكتور علاء ماهر من القاهرة.

صيام البشرة أشهر الصيحات الحالية للعناية بها

بحسب الدكتور علاء، يعد صيام البشرة واحدًا من أشهر الاتجاهات المُتبعة حاليًا في عالم العناية بالبشرة، ما يجعل الكثيرات يتساءلن: هل صيام البشرة يُمكن أن يطهرها من السموم، وتصبح نضرة من دون استخدام العشرات من منتجات العناية؟

وهنا أكد الدكتور علاء، أن صيام البشرة بمثابة أخذ استراحة من جميع منتجات العناية بالبشرة أو الروتين؛ لمنحها وقتًا للتنفس والراحة وإعادة الضبط؛ ومن الناحية النظرية يسمح لها العمل بشكل طبيعي بالطريقة التي كان من المفترض أن تعمل بها من دون مساعدة من منتجات العناية بالبشرة.
في حين أن مفهوم البشرة واضح ومباشر، ويُمكن أن تختلف منهجيته من امرأة لآخرى، مثل الصيام المرتبط بالطعام، ويُمكن أن تكون هناك مستويات مختلفة من مقدار ما تقضي عليه ومدة ذلك.

وتكّمن النظرية في السماح للبشرة بإعادة بناء الطبقة القرنية الواقية لتعزيز صحة الجلد ومرونته، ويُمكن أن تكون أيضًا طريقة جيدة لاكتشاف المنتجات التي تسبب تهيجًا أو تشققات أو مشاكل جلدية أخرى.

لكن لا يجب أن يكون صيام البشرة هو المفهوم للقضاء التام على منتجات العناية بالبشرة؛ وفي بعض الأحيان قد يكون الأمر مجرد التخلص التدريجي من منتج واحد في كل مرة، لاختبار الأفضل لنوعها.

صيام البشرة مرتبط بفوائد الصيام.. كيف ذلك؟

وأضاف الدكتور علاء، يلعب الصيام دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة البشرة، فالتقييد في السعرات الحرارية والغذاء الصحي يؤثر على البشرة؛ وبالتالي صيام البشرة لا يعني فقط الامتناع عن تطبيق منتجات العناية بالبشرة، ولكن يندرج تحت مفهوم الصيام بشكل عام، إذ تحقق ساعات الصيام فوائد عدّة للبشرة، أبرزها كما يأتي:

تقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد

وجد أن الصيام يعمل على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الجلد، كما يخفف من شدته، ويسهم الصيام في محاربة شيخوخة الجلد.

الحد من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية

تؤثر السعرات الحرارية على تطور بعض الأمراض، مثل: الصدفية، وحب الشباب، والأكزيما. في المقابل يميل تقييد السعرات الحرارية على التأثير على الصدفية، حيث يؤثر على جهاز المناعة فيعمل على خفض نشاط مجموعات الالتهاب، مثل: “الخلايا التائية المساعدة، وزيادة إفراز السيروتونين” الذي يعمل مضاد للالتهاب ومرطب جيد. كما يعمل الصيام على تقليل احتمالية ظهور حب الشباب، حيث ينخفض مستوى الدهون فيقلل حب الشباب.

تنظيم مستوى السكر في الدم

إن زيادة السكر في الدم تؤدي إلى جفاف الجلد وتلف الكولاجين، كما تعمل على الإصابة بمرض السكري، وهذا في النهاية يؤثر سلبًا على البشرة. علمًا أن الكولاجين يحتاج  إلى السكر ليعمل؛ لكن حاجته بالنسب الطبيعية وليس الارتفاع، فالكولاجين هو البروتين الذي يمنح البشرة امتلاءً وشبابًا، وعند زيادة نسبة السكريات السيئة ينتج عنها تصلب الأنسجة، وهذا يجعل البشرة أكبر عمرًا.

تسريع الشفاء

ومن فوائد الصيام للبشرة أنه يزيل الخلايا المريضة، ويحافظ على السليمة، كما يعيد توزيع العناصر الغذائية في الجسم، وتتم عملية التجديد عن طريق احتفاظ الجسم وتعلقِّه بالفيتامينات والمعادن أثناء معالجة الأنسجة القديمة، أو السموم أو المواد غير المرغوب بها والتخلص منها، وتشمل هذه العملية جميع أجزاء الجسم بما في ذلك البشرة؛ فتتجدد خلايا البشرة لتصبح أكثر حيوية.

صيام البشرة يُطبق بهذه الطريقة

وحول كيفية تطبيقه أوضح دكتور علاء، أنه يُمكن الانقطاع بشكل كامل عن منتجات العناية واستخدام ماء فاتر فقط لتنظيف الجلد، بينما يُمكن كذلك استخدام المنتجات الأساسية للعناية بالبشرة، مثل: “منتج لطيف لغسل الوجه، ومنتج وقاية من أشعة الشمس، ومنتج لترطيب البشرة عند الإحساس بالجفاف”.

والأجدر هو أن نلتزم بالمنتجات الأساسية المذكورة، لأن عدم غسل الوجه بمنتج خاص قد يؤدي إلى تراكم الدهون والأتربة وبعض الشوائب العالقة، مما قد يسبب ظهور بعض التغيّرات غير المستحبة”.

علمًا أن الخروج من دون وضع منتجات حماية من الشمس، قد يؤدي إلى ظهور تصبغات ونمش، وعدم انتظام بلون البشرة، وسيعرض الجلد لتغيرات غير حميدة على المدى البعيد.

صيام البشرة يحتاج إلى تحضيرها بهذه الأساليب

أما عن تحضير البشرة للصيام، فقد أكد دكتور علاء على ضرورة شرب كمّيات كافية من الماء، وتناول كمّيات أكبر من الخمائر الصحية، مثل: “منتجات اللبن الغني بالبروبايوتيك “البكتيريا النافعة”؛ وذلك لرفع مناعة البشرة وإعطائها نضارة ونعومة، وتناول الخضروات الورقية، والعصائر الطازجة لتعويض الجلد بالفيتامينات والمعادن اللازمة.

فضلًا عن ذلك وقف منتجات الريتينول أو أكريتين، ومنتجات أحماض الفواكه أو المقشرات الليلية، لمدة من 6 أيام قبل اتباع صيام البشرة لتهيئتها لإعادة هيكلة البنية الخارجية من تلقاء نفسها، وتقليل نسبة حدوث تحسّس ضوئي.

وينصح بتنظيم ساعات النوم، وأخذ قسط كافٍ من النوم يوميًا، والتقليل أو الامتناع عن المشروبات الغازية والكافيين.

علمًا أن هذا النظام مفيد لذوي البشرة الحساسة جدًا، وأيضًا النساء اللاتي يُعانين من تهيُج البشرة  بمجرد وضع منتجات العناية بالجلد، وكذلك الأخريات اللاتي لديهن صعوبة في وضع منتجات العناية، أو قد تتهيج بشرتهن من وقت لآخر.

صيام البشرة له روتينه الخاص ومرتبط بهذه الخطوات

لفت الدكتور علاء إلى أن الكثيرات يعتقدن أن صيام البشرة هو أن لا تفعل شيئًا للبشرة وتركها كليًاعلى طبيعتها، إلا أن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك، فهو تمامًا مثل روتين العناية بالبشرة ولكن يُطبق بهذه الخطوات:

الخطوة الأولى:

 نظفي وجهك مرتين في اليوم. إذ تتعرض بشرتك على مدار اليوم لكثير من العوامل، وتتراكم فيها الأوساخ، والدهون وطبقات من الجلد الميت. وإذا لم تغسليها في نهاية اليوم بماء نقي، فسوف تميل إلى التكسر. وبالمثل طيلة الليل، إذ تتراكم الزيوت الطبيعية غير المرغوب فيها على بشرتك، مما يحتم تنظيفها أول شيء في الصباح.

الخطوة الثانية:

مُمكن أن يؤدي التخلص من جميع منتجات روتين العناية بالبشرة بشكل مفاجىء إلى إحداث صدمة لبشرتك والتسبب في آثار ضارة. لذا، ينبغي تدريجيًا التخلص من المنتجات، عن طريق إزالة منتج واحد في الأسبوع.  وهنا تذكري أن تحتفظي بمنظف ومنتج مرطب في البداية، ويعتبر أخصائيو الأمراض الجلدية أن افضل طريقة لإعداد البشرة للصيام، هو البدء باستخدام منتجات تنظيف الوجه، وكريمات الترطيب محلية الصنع والطبيعية. علمًاأنه يُمكنك استخدام “أعشاب النيم، ريثا، شيكاكاي، والكركم، وأوبتان، وتريفالا، والألوفيرا” لأنها كلها طبيعية.

الجدير بالذكر، أن النيم مضاد للبكتيريا ويساعدك على منع انتشارها، وUbtan  فعّال في امتصاص الزيوت والأوساخ والعرق من بشرتك. أما الكركم فيحمي بشرتك من الجذور الحرة ويزيل السمرة، بينما تعمل التريفالا كمضاد للأكسدة وتساعد على منع ظهور علامات الشيخوخة المبكرة.

وللترطيب، يُمكنك استخدام مكونات مختلفة بناءً على نوع بشرتك. إذا كانت بشرتك جافة، يُمكنك ببساطة خلط بعض ماء الورد مع العسل وتطبيق المزيج عليها. لا يتحكم العسل في إنتاج الدهون في الجلد فحسب، بل يوازن أيضًا  درجة حموضة البشرة؛ وإذا كانت بشرتك دهنية، يُمكنك مزج هلام الصبار مع زيت بذور العنب أو زيت شجرة الشاي، كمرطب. للبشرة المعرضة لظهور البثور.

الخطوة الثالثة:

الخطوة الأخيرة هي اختبار المناديل الورقية؛ فكل ما عليكِ فعله هو غسل بشرتك ببعض الماء الفاتر، ووضع قطعة من المناديل الورقية على وجهك. إذا سقطت الورقة، فهذا يدل على أنه لديك بشرة جافة، وإذا واجهت صعوبة في بقائها على وجهك، فستكون بشرتك طبيعية، وإذا التصقت ببشرتك، فهذا دليل على بشرتك دهنية. وبناءً على ذلك، يُمكنك اختيار منتجات العناية بالبشرة المناسبة لكِ بعد الانتهاء من صيام البشرة.

صيام البشرة الأفضل بإتباع هذه النصائح

من ناحية أخرى، أكد دكتور علاء، أن الحصول على فوائد صيام للبشرة، مرتبط ببعض النصائح التي يجب إتباعها، وهي:

شرب كمية كافية من الماء

حيث أن قلة شرب الماء تؤدي إلى الجفاف، ويؤدي الجفاف إلى ظهور عيوب البشرة، لذا لا بد من الحفاظ على شرب كمية كافية من الماء؛ للحفاظ على ترطيب البشرة، ويحتاج المرأة أو الفتاة تقريبًا من 1.5 – 2 لتر من الماء يوميًا.

استخدام منظف البشرة حسب نوعها

تحتاج البشرة إلى الحفاظ على توازن الحموضة، والزيوت الصحية، لذا يشترط استشارة خبراء البشرة في اختيار نوع منظف البشرة المناسبب لها، فمثلًا: “تحتاج البشرة الدهنية إلى جل منظف، والبشرة الجافة تحتاج إلى منظف الحليب”.

اتباع نظام غذائي متوازن

يجب الأخذ بعين الاعتبار، تناول الأغذية المفيدة قبل البدء بالصيام يوميًا، حيث يُعد تناول الخضروات والفواكه من الأمور المهمة لصحة البشرة، والتي تحوي الفيتامينات ” A، و C، و E، و K”، وكذلك البيوتين، وأوميغا 3.

تجنب وضع المكياج خلال فترة صيام البشرة

يؤدي استخدام المكياج الثقيل إلى سد المسام، وظهور حبّ الشباب، وعيوب أخرى للبشرة. فالبشرة لا يمكنها التصدي لآثار المكياج بشكل طبيعي مما يسبب ذلك مشاكل متنوعة وبشكل مفاجئ.

صيام البشرة نتائجه ملموسة

وفي هذا الصدّد، أشار دكتور علاء، إلى أن صيام البشرة يُساهم في عمل البشرة وفقًا لسرعتها، ما يعني ذلك، موازنة عملية إنتاج الزهم الطبيعي، واستعادة عافيتها، وعرفة ما تحتاجه، وتعزيز الدورة الدموية، شد المسام، وإضفاء الإشراقة على ملامح الوجه الطبيعية، وإزلة كل الاوساخ والزيوت الضارة بها.

وأخيرًا، لا يوجد وقت مناسب لبدء صيام البشرة، ولكن مدة العملية تعتمد على نوع بشرتك، وقد تستغرق عملية صيام البشرة 15يوم فأكثر، لذا ننصح بإتباع صيام البشرة مرة واحدة كل شهرين. لكن، إذا كنتِ تخضعين لأي علاج جلدي، فمن الأفضل مراجعة طبيب الجلدية قبل تطبيق صيام البشرة بصفة عامة.