تطوير الذات | ابتسامتك مرآة شخصيتك… تعرفي على تأثيراتها الإيجابية المعززة لثقتك بنفسك

يُحدثنا علم النفس أن الابتسامة عملية معقدة تتضافر فيها عدة أجزاء من العقل والجسم؛ وقد تكون الابتسامة أحيانًا مُضللة، فربما نظن أن ابتسام أحدهم يُعبرعما يكّنه في داخله بينما يكون العكس صحيحًا.

توجد ثلاثة أنواع للابتسام تعكس نشاطنا الدماغي حسب استخدامنا لها وهي: العفوية والاجتماعية والعاطفية.

إذ نجد أن الابتسامات العفويةنرسمها عندما يُسعدنا أمرًا أو نستمتع به؛ على سبيل المثال: “عند قراءة نكّات مُضحكة على وسائل التواصل الاجتماعي، ستُفرز حينها خلايا الدماغ الدوبامين في رد فعلها على هذه المنبهات، ما يغمّرنا ذلك بشعور السعادة المرتبطة بالابتسام.

بينما الابتسامات الاجتماعية،وهي التي نستخدمها عند تفاعلنا مع الأشخاص؛قد تكون مزيفة، ولكنها تحمل نفس التأثير المزاجي وطريقة تفاعلنا مع الآخرين.

في حين أن، الابتسامات العاطفية وهي أصدق الأنواع، فقد تظهرعند الشعور بالسعادة أوالحزن الحقيقيين، ويتفاعل دماغنا معها مفرزًا الأوكسيتوسين استجابة لها.

عمومًا، تعمل أجسامنا مع أدمغتنا لتنظيم حالاتنا المزاجية باستخدام تلك العمليات التي تجري وراء الابتسام. فتأثير الابتسامة على تقديرنا لذاتنا حقيقي، لذا اعثروا على أسباب ترسم الابتسامة على ثغرّكم، وذلك لتعزيز ثقتكم بأنفسكم لتخقيق التوازن النفس والمعنوي أثناء تطوير ذاتكم.

من هذا المُنطلق، سنتعرف عبر موقع ” هي ” على التأثيرات الإيجابية للإبتسامة على شخصية المرأة، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي ريما مسعد من القاهرة.

ما هو تأثير الإبتسامة على الحالة المزاجية لدى المرأة؟

بحسب دكتور ريما، يُعدالتبسّم ذا تأثير مزاجي جيد على الدماغ؛ فعندما تبتسم المرأة، تفرز دماغها مادة السيروتونين، وهو ما يجعلها تشعربالسعادة. علمًا أن النساء اللاتي يبتسمن عندما يكّملن مهمة صعبة يشعرن بضغط أقل ورضا أكبر عن عملهن.

كما يتم إفراز الدوبامين عند الابتسام، وله صلته الوثيقة بالشعورهن بالسعادة. لذا، فالابتسامة لا تجعل المرأة  تشعر بتحسن عاطفي فقط، بل تمنحها دفعًا نفسيًّا أيضًا.

هل ابتسامة المرأة لها تأثير إيجابي على التفاعلات الاجتماعية؟

نعم، وأضافت دكتورة ريما،تُعتبر الابتسامة من أجدى الطرق تعبيرًا عن المشاعر الإيجابية مع الآخرين. فعندما تبتسم المرأة في وجه أحدهم، غالبًا يعكس تعابيرها، ما يخلق ذلك شعورًا بالألفة والتواصل. بالإضافة إلى أن الابتسامة ترسل رسائل مفادها أنها ودودة ومتفهمة، والتالي سيُشجع ذلك الآخرين على الميل إلى التواصل معها.

ما علاقة ابتسامة المرأة وتقديرها لذاتها؟

في هذا الشأن، أوضحت دكتورة ريما، أن ابتسامة المرأة المُشرقة يُمكن أن تضيء تقديرها لذاتها؛ فابتسامتها مقابل المرآة تجعلها تتحلى بالثقة وتشعر بالجاذبية والنجاح. ويرجع ذلك؛ لأنها تذكرها بقبولها الاجتماعي، ما يُعزز شعورها نحو ثقتها بنفسها بشكل عام. وهذا يجعل الآخرين أيضًا ينظرون إليها بعين الإيجابية أكثر، فيزداد بالتالي احترامهم لها.

كيف تبني المرأة  ثقتها بنفسها من خلال ابتسامتها؟

أضافت دكتورة ريما، أن طرق تعزيز الثقة بالنفس لدى المرأة تتعدد، وبشكل مُتشعب؛ ومن ضمنها الابتسامة. فعندما تشعر المرأة  بالرضا والسعادة عن نفسها، يتجلى ذلك في ابتسامتها، لذا ننصحها دومًا بالاعتياد على رسم ابتسامتها حتى لو لم تشعر بالرغبة في ذلك.

فهذا سيؤثر على ثقتها بنفسها، ومزاجكها، وميلها للتواصل مع الآخرين. فتنطوي الابتسامة على خدعة عظيمة تسمو بمراحل الثقة بالنفس بشكل عام، لذا جربوا التبسم أكثر في كل يوم.

يقول البعض أن الإبتسامة معدّية، فهل هذا فعلًا حقيقي؟

نعم، فالابتسامة معدية، وقد أكدت دكتور ريما، أن حتى المزيفة منها تؤثر إيجابيًّا على كيميائية الدماغ. فابتسامة بسيطة كفيلة بزيادة سعادتنا، وثقتنا بأنفسنا، وتواصنا الاجتماعي. لذا، عندما ينتابكِ الإحباط في يوم من الأيام، جربي رسم ابتسامة على وجوهك وراقبي تحسن مزاجكبعدها.

كيف تستخدم المرأة الابتسامة لتطوير ذاتها؟

تنصح دكتورة ريما، كل امرأة  باتباع عدة طرق لاستخدام الابتسامة في تطوير ذاتها، وذلك على النحو التالي:

• جربي الاعتياد على الابتسام يوميًّا أمام المرآة؛ فهذا سيجعل الابتسامة صفة تلازمك فتزّيد من شعورك بالثقة بأنفسك وتخطي الصعوبات لتطوير ذاتك بخطوات ثابتة.
• جربي أن تبتسمي في وجه من تمرين بهم على مدى اليوم؛ فهذا سيمنحك الرضا عن أنفسك دومًا.
• ابتسمي لأنفسك في المرآة قبل الأحداث المهمة مثل: ” مقابلات العمل، أو المواعيد المهمة، فهذا كفيل بتعزيز ثقتك بنفسك والحد من التوتر الذي قد يعتريكِ.
• تذكري أن تبتسمي أثناء تأدية النشاطات، مثل: “إلقاء كلمة عامة، أو تقديم عرض، أو تنفيذ جلسة تصوير”؛ فالابتسامة عادةً تضعك أمام عقلية واعية أكثر.
• جربي الابتسامة أثناء قيامك بالتمارين الرياضية وفي يومك بشكل عام، ولاحظي دفعات الطاقة التي ستنعشك.

كيف تستعّيد المرأة ابتساماتها؟

وفي هذا السياق، أوضحت دكتورة ريما، أن ابتسامة المرأة تبدّد من عدة أشياء؛ ولكن أغلبها مؤقت. فلا داعي للقلق؛ وعلى كل امرأة استعادة ابتسامتها بهذه الطرق:

• راجعي الطبيب المختص بطب الأسنان التجميلي؛ فطبيب الأسنان قادر على نصحتكبطريقة إصلاح المشاكل التي تخبئ ابتساماتك لأجلها، وربما يقترح عددًا من الإجراءات التجميلية مثل: “فينير الأسنان أو تبييضها”.
• يُمكنك اللجوء إلى تبييض الأسنان، ومكافحة التسوس والمنتجات التي ستريحك من حساسية الأسنان ،وتعيد إشراقة ابتساماتك مجددًا.
• داومي على تفريش أسنانك وتنظيفها بالخيط للبقاء بعيدًا عن المشاكل السنية؛ فهذا سيزيد من  ثقتك بأنفسك، ويمنحك الشعور بالمزيد من الرضا في المجمل العام.
• تذكري أن تستمتعي بالحياة وتضحكي دائمًا؛ فالضحك أفضل الأدوية، لذا اسعي وراء ما يجعلك تضحكي، وحتى في أصعب المواقف التي تتعرضي إليها.

وأخيرًا، تأكدى أنه  يُمكن القضاء على أحزانك بإبتسامة، و تحقيق نجاحات متتالية بإبتسامة، وقهر الغضب بإبتسامة، واكتساب محبة الآخرين بإبتسامة؛ لذا ارسميها على ملامحك واجعيها مفتاحك السحرى لتعزيز ثقتك بنفسك ما حييتِ.