الصحة والرشاقة | الفحوصات المهمة لاكتشاف سرطان الثدي مبكرا

سرطان الثدي مجموعة غير متجانسة من الأمراض، ومن المعروف أنه يبدأ موضعيًا في الثدي، وينتشر تدريجيًا إلى العقد اللمفاوية الإبطية ليصبح سرطانًا غازيًا، ثم يمتد انتشاره إلى الأعضاء الأخرى.

تؤدي العديد من العوامل في تحديد عوامل الخطورة التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وأعراضه وعلاماته، وطرق مكافحته، وتشخيصه، وتحديد مراحل الإصابة به، وخيارات علاجه.

من هذا المنُطلق، سنُطلعك عبر موقع ” هي ” على أهم فحوصاته وطريقة اكتشافه ذاتيًا، وذلك من خلال استشاري الأورام السرطانية الدكتور خالد نجيب من القاهرة.

سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء

وبحسب دكتور خالد، سرطان الثدي من بين أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء. على أية حال، وبواسطة الكشف المُبكر عن سرطان الثدي، وتلقي متابعة العلاج الملائم، بإمكان أي امرأة زيادة فرصتها في البقاء على قيد الحياة بشكل كبير. لأنهكمثل أي حالة مرضيةعند اكتشافه مبكرًا ، يكون العلاج أسهل في العادة، ومعدل النجاح أعلى.

سرطان الثدي تشخيصه يعتد على هذه الفحوصات

وأضاف دكتور خالد، تتضمن الاختبارات والإجراءات المُستخدمة لتشخيص سرطان الثدي ما يلي:

فحص الثدي

يفحص الطبيب المُختص  كلا الثديين والعقد اللمفاوية أسفل الإبط، ويتحسس لتحري وجود أي تكتّلات أو أي أمور أخرى غير طبيعية.

التصوير الشعاعي للثدي

تصوير الثدي الشعاعي هو تصوير بالأشعة السينية للثدي؛ و يُستخدم كثيرًا لفحص سرطان الثدي. في حالة اكتشاف وجود أمور غير طبيعية في الفحص بتصوير الثدي الشعاعي، فربما يوصيِ الطبيب المُعالج بإجراء تصوير شعاعي تشخيصي للثدي لمزيد من التقييمات للأمور غير طبيعية.

الأشعة بالموجات فوق الصوتية على الثدي

تستخدم الموجات فوق الصوتية الموجات الصوتية لإصدار صور لبِنَى موجودة عميقًا داخل الجسم؛ يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد ما إذا كان انتفاخ الثدي الجديد عبارة عن كتلة صلبة أو تكيس ممتلئ بالسائل.

استخراج عينة من خلايا الثدي للاختبار “خزعة”

الخزعة هي الطريقة القطعية الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي.عمومًاأثناء إجراء الخزعة، يستخدم الطبيب جهازًا بإبرة مخصوصة موجهًا بالأشعة السينية أو أي اختبار تصوير آخر لاستخراج مجموعة من الأنسجة من المنطقة المشتبه في إصابتها.

في كثير من الأحيان، يتم ترك علامة معدنية صغيرة في الموقع داخل الصدر، بحيث يُمكن تحديد المنطقة بسهولة في اختبارات التصوير المستقبلية.

يتم إرسال عينات الخزعة إلى المعمل لتحليلها، حيث يُحدد الخبراء ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا؛ كما يتم أيضًا تحليل عينة الخزعة لتحديد نوع الخلايا الموجودة في سرطان الثدي، ومدى خطورة درجته، وما إذا كانت الخلايا السرطانية تحوي مستقبلات هرمونية أو مستقبلات أخرى يُمكنها أن تؤثر على الخيارات العلاجية.

تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي MRI

يُستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي موجات مغناطيسية، وراديوية لإنشاء صور من داخل الثدي. يتم إعطاؤك حقنة صبغية قبل تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي. وعلى عكس الأنواع الأخرى من اختبارات التصوير، لا يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الإشعاع لإنشاء الصور. الجدير بالذكر، أنه يُمكن استخدام اختبارات وإجراءات أخرى وفقًا لحالة المرأة.

 سرطان الثدي يُصنّف وفقًا لهذه المراحل

وفي هذا الشأن، أوضح دكتور خالد، أنه بمجرد أن يشخّص الطبيب سرطان الثدي، فإنه يحدد مرحلة السرطان وحجمه؛ إذ يُساعد ذلك على التنبؤ بسيْر المرض وتحديد أفضل الخيارات العلاجية. عمومًا قد لا تتوفر معلومات كاملة عن مرحلة السرطان إلا بعد الخضوع لجراحة سرطان الثدي. وتشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتحديد مرحلة سرطان الثدي التالي:

• اختبارات الدم، مثل التعدّاد الدموي الشامل.
• تصوير الثدي الآخر بالأشعة السينية بحثًا عن علامات السرطان.
• تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي.
• فحص العظام.
• التصوير المقطعي المحوسبCT.
• التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET.

الجدير بالكر؛ أن جميع النساء لن تحتاج إلى كل هذه الاختبارات والإجراءات؛ إذ يختار الطبيب الاختبارات المناسبة بناءً على الحالة الصحية لدى المرأة مع مراعاة الأعراض الجديدة المحتملة.

فضلًا عن ذلك، تتراوح مراحل سرطان الثدي بين 0 إلى 4؛ إذ يُشير رقم 0 إلى السرطان المقتصر على قنوات الحليب أو غير المنتشر، أما المرحلة 4 من سرطان الثدي، والتي يُطلق عليها أيضًا سرطان الثدي النقيلي أو المنتشر، فتُشير إلى امتداد السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم.

وعند تصنيف مرحلة سرطان الثدي، يراعي الأطباء أيضًا درجة السرطان، ووجود علامات الورم مثل: “مستقبلات الاستروجين والبروجسترون و بروتين HER2، وعوامل الانتشار”.

كيف يتم اكتشاف سرطان الثدي ذاتيًا؟

أوضح دكتور خالد، أن  الفحص الذاتي للثديين للوعي بحالتهما تُجرينه المرأة بذاتها؛ و للمساعدة على زيادة الوعي بالثديين، يجب أن تستخدم العينين واليدين لتحديد ما إذا كانت هناك أيّ تغيرات في شكل وملمس الثديين.

إذا لاحظت المرأة وجود تغيرات جديدة في الثدي، ينبغي مناقشتها مع الطبيب؛ وبالرغم أن معظم التغيرات المُكتشَفة في الثدي خلال الفحص الذاتي للوعي بحالة الثديين كانت أسبابها حميدة، فقد تشير بعض التغيرات إلى الإصابة بشيء خطير، مثل سرطان الثدي.

عمومًا، لا تنصح معظم المؤسسات الطبية بإجراء الفحوصات الذاتية المنتظمة للثديين كجزء من فحص سرطان الثدي؛ هذا لأنه لم تتبين فاعلية الفحوصات الذاتية للثديين من حيث اكتشاف السرطان أو تحسين معدل نجاة النساء اللاتي لديهن سرطان الثدي.

ومع ذلك، لا يزال الأطباء يعتقدون أن هناك فائدة من أن تكون النساء على دراية بأثدائهن حتى تُدركن ما الطبيعي وتُبلِغن عن التغيرات على الفور.

كيف تستعد المرأة للفحص الذاتي؟

 وفي هذا السياق، أكد دكتور خالد، على اتباع  المرأة هذه التعليمات، وذلك على النحو التالي:

اطلبي من طبيبك شرحًا توضيحيًا

قبل بدء الفحوص الذاتية للثدي من أجل التوعية بسرطان الثدي، فقد تجدين أنه من المفيد مناقشة التعليمات والأسلوب مع الطبيب المُختص.

إذا كنتِ تحيضين، فاختاري وقتًا في دورتك يكون فيه ثدياك أقل إيلامًا

إذتتفاوت مستويات هرموناتك شهريًا في أثناء دورة الطمث؛ ما يتسبب في تغيرات في أنسجة الثدي. يبدأ التورم في الانخفاض عندما يبدأ حيضك؛ ويُعد الوقت الأمثل لإجراء الفحص الذاتي للتوعية بسرطان الثدي عادةً بعد مرور عدة أيام من انتهاء الحيض.

ابدئي بعمل فحص بصري لثدييكِ

وهنا عليكِ أن تجلسي أو قفي بدون ملابس أو حمالة صدر أمام المرآة مع وضعي ذراعيكٍ إلى جانبيكِ، ولفحص ثدييكِ بصريًا، اتبعي الخطوات التالية:

• قفي ووجهكِ للمرآة وابحثي عن أي أثر تنقير أو تجعيد أو تغيرات في حجم الثدي أو شكله أو تناسقه.
• تحققي مما إذا كانت حلمتا الثدي تتجهان للداخل وليس للخارج.
• افحصي ثدييكِ أثناء وضع اليدين بإحكام على الوركين.
• افحصي ثدييكِ برفع ذراعيكِ فوق مستوى الرأس مع الضغط براحتي اليدين معًا.
• ارفعي ثدييكِ لتتعرفي على ما إذا كانت الحواف بطول الجزء الأسفل متماثلة أم لا.

استخدمي يديك لفحص ثدييك

من الطرق الشائعة لإجراء الجزء اليدوي من عملية فحص الثدي ما يلي:

اختاري سريرًا أو سطحًا مستويًا آخر للاستلقاء على ظهرك. عند الاستلقاء، تنفرد أنسجة الثديين، ما يجعلها أرق وأسهل للجس.

افركي أصابعك وثدييك بالصابون ليتسنى لك تمرير أصابعك فوق الجلد بسلاسة أكبر.

نصائح عامة يجب مراعتها عند فحص الثدي ذاتيًا

وأضاف دكتور خالد، عند فحص ثدييك، إليكِ بعض النصائح العامة التي ينبغي مراعاتها، وذلك على النحو التالي:

استخدمي باطن أصابعك

استخدمي باطن أصابعك الوسطى الثلاثة، وليس الأطراف، خلال عملية الفحص؛ وإذا كان من الصعب عليكِ الجسّ باستخدام باطن أصابعك، فاستخدمي جزءًا آخر من يديك أكثر حساسية، مثل راحة الأصابع أو ظهورها.

استخدمي مستويات ضغط مختلفة

إن هدفك هو تحسّس أعماق مختلفة من الثدي باستخدام مستويات مختلفة من الضغط لتحسّس جميع أنسجة الثدي؛ لذا استخدمي الضغط الخفيف لتحسّس الأنسجة الأقرب من الجلد، والضغط المتوسط لتحسّس الأنسجة الأعمق قليلاً، والضغط القوي لتحسّس الأنسجة الأقرب إلى الصدر والأضلاع. وهنا عليكِ التأكد من استخدام كل مستوى من مستويات الضغط في كل منطقة قبل الانتقال إلى المنطقة التالية.

خذي وقتك

لا تستعجلي؛ ففحص الثديين بعناية قد يستغرق عدة دقائق.

اتبعي نمطًا واحدًا

استخدمي أسلوبًا منهجيًا لضمان فحص الثدي بأكمله. على سبيل المثال، تخيلي وكأن هناك ساعة عقارب فوق صدرك أو أنه شرائح فطيرة. ابدئي بالقرب من عظم الترقوة وافحصي هذا الجزء، مع تحريك الأصابع في اتجاه الحلمة. ثم حرّكي أصابعك إلى الجزء التالي.

متى ينبغي إبلاغ الطبيب المُختص؟

وفي هذا الشأن، أوضح دكتور خالد، أن العديد من النساء قد تجد كتلًا أو تغيرات في أثدائهن، إذ إن بعض هذه التغييرات تُعد طبيعية وتحدث في أوقات مختلفة في دورات الطمث. عمومًا يختلف ملمس الثدي غالبًا في أماكن مختلفة به. فعلى سبيل المثال، يُعد وجود نتوءات صلبة على طول الجزء السُفلي من كل ثدي أمرًا طبيعيًا، وسيتغير شكل ثدييك وملمسهما مع التقدم في العمر.

أما استشارة الطبيب المُختص على الفور، فينبغي أن تكون بعد ملاحظة التالي:

• تكتلًا أو عقدة صلبة بالقرب من منطقة ما تحت الإبطين
• تغيرات في مظهر الثدي أو الحالة التي يبدو عليها، بما في ذلك سماكة الثدي أو امتلاء بارز يختلف عن النسيج المحيط
• نقرات في جلد الثدي أو تجعده أو تعرجه أو انتفاخه أو ظهور نتوءات به
• تغيُّر حديث الظهور في الحلمة حتى تصبح مندفعة إلى الداخل (مقلوبة) بدلًا من بروزها نحو الخارج
• احمرار أو سخونة أو تورُّم أو ألم
• حكة أو تقشر أو تقرح أو طفح
• تصريف دموي من حلمة الثدي

وأخيرًا، قد يوصّيكِ الطبيب بإجراء اختبارات وإجراءات إضافية لفحص تغيرات الثدي، مثل فحص الثدي السريري، وتصوير الثدي الشعاعي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.