تطوير الذات | كيفية تطوير مهارات التفكير الإيجابي لديكِ.. 6 نصائح

يظن بعض الأشخاص أنه من المستحيل تطوير مهارات التفكير الإيجابي. ويمكن أن تكون أنماط التفكير اعتيادية لدى البعض. ولكن مع القليل من الوعي وبعض الوقت، يمكنك استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إيجابية.

تطوير مهارات التفكير الإيجابي

قبل أي شيء يجب أن تُدركي أنكِ تتأثرين بتركيبتك الجينية وكذلك بالبيئة المحيطة بكِ في طبيعة تفكيرك، أي أن البيئة المحيطة تتحكم في إيجابية أو سلبية تفكيرك.

ولكن لا يُعني ذلك، أنه عليك أن تشعري بأنكِ ضحية لأي من كلا العاملين، ولكن مع القليل من الوعي وبعض الوقت، يمكنك استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إيجابية.

أنماط التفكير الشائعة

يمكن لأنماط التفكير السلبية أن تخلق توترًا وقلقًا غير ضروريين وتمهد الطريق لنظرة قاتمة للحياة، وفي كتابه الذي يحمل عنوان الشعور بالرضا: العلاج الجديد للمزاج”، يوضح الدكتور ديفيد بيرنز أنماط التفكير السلبي الشائعة، أو التشوهات المعرفية:

1.    التفكير في كل شيء أو لا شيء: التفكير بمستوى الأسود أو الأبيض، بمعنى أنه إما أن تتصرفي بطريقة تصنف على أنها “مثالية” أو “فاشلة“.

2.    الإفراط في التعميم: الاستنتاج بشكل غير دقيق أن تجربة واحدة غير سارة ستؤدي إلى مستقبل سلبي مليء بالكثير منها، مثل أن تقولي لنفسك: اعتقدت حقا أنني حصلت على هذه الوظيفة ولكن لم يتم قبولي، ولكن الآن لن أحصل على واحدة أبدًا وسأظل عاطلة عن العمل إلى الأبد.

3.    التضخيم (أو الكارثة): المبالغة في التفاصيل السلبية لحدث ما والمبالغة في التأكيد على عيوبك ومخاوفك، مما يجعل الأمور أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع.

4.    التفكير العاطفي: الاعتقاد بأن ما تشعري به يمثل بدقة حقيقة واقعك، مثل أن تقنعي نفسك أنه طالما شعرتي بالقلق والتوتر الشديد مؤخرًا، يُعني أن مشاكلك كبيرة جدًا ويكاد يكون من المستحيل التغلب عليها.

وفي مجلة علم النفس اليوم، تناقش الدكتورة ميلاني جرينبيرج نمطين آخرين من أنماط التفكير الشائعة:

•      الاجترار السلبي: التركيز المستمر على النتائج السلبية، مما يؤدي إلى الشعور بالتعثر والقلق وحتى الاكتئاب.

•      الإفراط في التفكير: محاولة التفكير والتخطيط لكل سيناريو محتمل، ومحاولة التحكم في ما هو خارج عن سيطرتك، في محاولة لتجنب الألم أو الفشل.

كيف تغيرين نمط تفكيرك نحو الإيجابية؟

وبعد تناول أنواع التفكير وفقًا للخبراء؛ يبقى السؤال؛ كيف تخرجي نفسك من أنماط التفكير السلبية هذه وتستبدليها بأفكار أكثر فائدة وكيف تحصلين على مهارات التفكير الإيجابي؟ إليكِ ست نصائح:

1. ممارسة اليقظة الذهنية نحو عقلك

من أجل تبني أنماط تفكير أكثر إيجابية، والتدريب على مهارات التفكير الإيجابي، يجب عليك أولاً أن تصبحي على دراية بطرق تفكيرك الحالية، من خلال تنمية اليقظة الذهنية، يمكنك التعرف على أنماط التفكير التي أصبحت معتادة وتحديدها، ثم تحديد ما إذا كنت تريدين إشراكها أم لا، حيث يخلق الوعي التام مسافة بينك وبين أفكارك، مما يسمح لكِ برؤية نفسك منفصلًا عنها.

2. خاطبي الناقد الداخلي لديكِ أول مهارات التفكير الإيجابي

يحب الناقد الداخلي إقناعك بأشياء غير صحيحة، مما يجعلك تشعرين في كثير من الأحيان بالسوء تجاه نفسك، لذلك يجب أن تفكري في هذا الصوت كشخص منفصل عنكِ، وتحدي الأكاذيب التي يحاول أن يسربها لكِ، واسأل نفسك: هل ما يقوله هذا الصوت صحيح حقًا؟ أو هل هناك دليل يدعم هذا الادعاء؟

كما أن هناك أسلوب آخر يتمثل في شكر هذا الصوت الداخلي على حديثه لنا ولكن بعد ذلك نقول ببساطة: أنكِ تثقي في نفسك، واخترت عدم الانخراط في تلك الأفكار السلبية، واختيار الأفكار الإيجابية.

3. تعرفي على محفزات الأفكار السلبية وابتعدي عنها

قد يؤدي بعض الأشخاص السلبيين والمواقف والظروف الصعبة إلى إثارة المزيد من الأفكار السلبية، لذا من المهم أن تكوني على دراية بها، وربما تؤدي لقاءاتك مع رئيسك في العمل أو اتخاذ قرارات حياتية مهمة إلى الإفراط في انتقاد نفسك أو التشكيك في قيمتك الذاتية.

وعندما تكوني على دراية بمحفزات الأفكار السلبية لديكِ، يمكنك إعداد نفسك والشعور بالتحكم بشكل أكبر في أفكارك بدلاً من العودة إلى أنماط التفكير السلبي القديمة، ومن ثمّ الابتعاد عن مصادر السلبية في حياتك.

4. تدوين المشاعر والأفكار على ورق

يعد تدوين المشاعر على الورق طريقة رائعة ليس فقط لتفريغ أفكارك ولكن لمعرفة المزيد عنها، حيث إنكِ في كثير من الأحيان لا تدركي مدى سلبية أفكارك.

وتصبح أنماط التفكير السلبي معتادة مع مرور الوقت، وعادةً دون أن تلاحظي ذلك، ولكن من خلال كتابتها، يمكنك بسهولة تحديد المجالات التي تتطلب اهتمامك وبالتالي سوف تغيريها للإيجابية، والتحول نحو التفكير الإيجابي.

وتذكري إن تدوين يومياتك في الصباح، أول شيء بعد استيقاظك، هو الوقت المثالي لنقل أفكارك إلى الورق.

5. اللجوء إلى العبادة

يعد اللجوء إلى العبادة مثل الصلاة أو الأدعية أو حتى قراءة النصوص الدينية، طريقة رائعة لإخراج نفسك من تحت الأفكار السلبية إلى اللحظة الحالية، ويمكن تلاوتها عندما تشعرين بالسلبية تتسلل إليكِ أو عدة مرات طوال اليوم لتعتادي على التركيز عليها.

ويمكنك اختيار أي كلمة أو عبارة من شأنها أن تساعدك على التفكير الإيجابي، وتذكرك بالتركيز أكثر على الأمور الإيجابية، وفيما يلي بعض الاقتراحات التي يمكنك قولها لنفسك عند الشعور بسيطرة الأفكار السلبية على عقلك:

•      أنا أستطيع.

•      كل سيئ سيمر.

•      سأكون إيجابية.

6. قومي بتغيير البيئة المحيطة بكِ

في بعض الأحيان قد تبدو أفكارك عالية جدًا لدرجة أن أفضل ما يمكنك فعله هو تغيير محيطك، ويمكنك إجراء ذلك من خلال بعض الأشياء الصغيرة مثل أن تقومي بالمشي في الطبيعة، أو اذهبي للجري، أو التقِ بصديق.

والهدف هو الانخراط في شيء آخر بعيدًا عن الأفكار السلبية حتى تتمكني من العودة إلى المشكلة عندما تكوني في حالة ذهنية أكثر وعيًا.