ازياء وموضة | التراث والـ AVANT-GARDE والأناقة الكلاسيكية والاستدامة… تَعدد أوجه واتجاهات الموضة للفخامة السعودية

ما الذي يجعل عالم الموضة والأزياء دوما مُتجددا وآسرا، وساحرا وبراقا من جانب، وعمليا وضروريا ويخدم حاجة طبيعية وبشرية للملابس والتأنق باختلاف المناسبات والاحتياجات من جانب آخر؟ لـعالم الأزياء انعكاس عميق لما هو بداخلنا. وفي تَلَوِنه وتنوعه نجد تفسيرات قماشية وملبسية تشبهنا، فيتحول العالم التجاري إلى عالم حسي يُولد الارتباط النفسي لدى متابعيه ومُتسوقيه. وفي رحلتي الاستكشافية غير المنتهية في عالم الأزياء، وجدتُ نفسي أتجول في أروقة HÔTEL D’ESPEYRAN في باريس عند زيارتي لصالة عرض SAUDI 100 BRANDS.

صناعة محلية مستقلة ومتنوعة ومتماسكة تهدف إلى العالمية

صالة العرض ضمّت تصاميم الكوتور والمجوهرات الراقية للمصممات والمصممين السعوديين، شكلّت القسم الأخير من المعرض، حيث سبقه القسم الذي عرض الملابس الجاهزة، والملابس النسائية، وأزياء الشارع، والإكسسوارات.

لمست افتراضيا وفعليا قيمة رائعة وعميقة وقوية جدا بوعودها بمستقبل باهر، وأكثر إبهارا من الحاضر اللامع، هذه القيمة هي التنوع في أوجه الموضة وتوجهات التصميم، وتباين كبير يجعل من صالة العرض التي شهدت زيارة الكثير من أهم الشخصيات في صناعة الأزياء المحلية والعالمية صناعة متكاملة بحد ذاتها، صناعة محلية تُوجت عالميا أمام أعيننا.

شَهَدتُ هُويات مختلفة ومُتميزة للمصممين والمصممات، تمثلت في طابع التصميم والألوان المُستعملة أو حرفة الشك والتطريز التي تُصبح توقيعا معقدا يُعلن عن صانعها. التوجهات التي تقود مشهد الأزياء كثيرة ومتنوعة، فيصبح المصممون كالـملحنين الذين يوجهون الأوركسترا لعزف نغمات مختلفة.

الكوتور من الأزياء الراقية بفخامة خامته وتعقيد حرفته ويتميز بالعمل اليدوي والتنفيذ حسب الطلب وحاجة عملائه إلى التوجه الفني والمُثير بصريا، ويُعرف بالـ AVANT-GARDE، حيث يُحفز الفكر والرأي العام بغرابة تصميمه وذكاء صناعته. وهناك أيضا الأزياء التي تتغنى بمصدر إلهامها الوطني المُتعمق في الحضارة والإرث، فتدمج حداثة الأزياء بعمق الحضارة، وتمتزج هوية المصمم بهوية الوطن.

من بين توجهات الأزياء وأقسامها المرئية الرئيسة توجد الملابس الرجالية والنسائية كلا على حدة، لكنْ هناك مصممون اتخذوا بدمجهم وتقديمهم معا توجها شموليا. وهناك توجه يكمن عمقه في صناعته، فيتخذ المبدأ الأخلاقي باتسامه بالاستدامة.

 

الكوتور من مُنطلق الأناقة

المُصممة السعودية مشاعل الفارس تُؤكد تعريف الأناقة الكلاسيكية التي تتجسد من خلال مراحل الصناعة اليدوية التي تتميز بها حرفة الكوتور والأزياء الراقية. عند زيارتي لصالة عرض SAUDI 100 BRANDS لفتتني مجموعة من العارضات اللواتي وقفن بوضعية تـصويرية مستعدات لومضات الكاميرات المُنطلقة، مرتديات فساتين كانت ألوانها بمنتهى الهدوء والرُقي، من الخزامى والأبيض والرمادي الذي يتأرجح لجهة البيج. جذبتني جميعها بحداثة تصاميمها وأناقة حضورها، وأهم من ذلك مستوى الحرفة والجودة العالية في التنفيذ والتركيز على البنية التحتية.

تميزت أغلب التصاميم بالرداء الذي ينسدل على الكتفين، ويغطي الظهر، ويسحب على الأرض بطريقة شاعرية مُعطيا المظهر الكامل إطلالة ملكية. الزاوية بالكامل امتلأت بتصاميم المُصممة الرومانسية والأنثوية التي تزينت بالشك الرقيق والدقيق.

هذه هي مشاعل الفارس المُصممة التي أنشأت دار أزيائها في 2010، وهي مستمرة في الازدهار حتى اليوم. وكما يتضح للجميع أنها فقط البداية.

ارتدى من أزياء مشاعل الفارس كل من أجوى الجودي، وبلقيس فتحي، وفريدا خِلفة، و”آنا ديلو روسو” وغيرهن الكثير. حازت مشاعل دبلوما في الأزياء من معهد مرموق للفنون والأزياء بالتعاون مع الشريك التعليمي BOX HILL INSTITUTE OF TAFE في ملبورن – أستراليا. وحاليا تركز على تثبيت علامتها ودار الأزياء الراقية التي أنشأتها قبيل عقد من الزمان في الرياض في مشهد الأزياء العالمي.

المُصممة مشاعل الفارس في حوار خاص لـ”هي” عن توجه الكوتور:

ما شعورك حول وصف تصاميمك واتجاه التصميم لعلامتك التجارية بأنها علامة كوتور تتسم بالأناقة الكلاسيكية؟ وما الذي جَذبك لاتخاذ هذا الطريق والنهج بدلا من الآخرين؟

الكوتور فن أو رواية تنقلك من واقعك إلى خيال المبدع. وقد جذبني إليه اهتمامي العميق بالفنون بوجه عام، فهو بالنسبة إلي بمنزلة اللوحة الفنية التي يحاكي فيها مشاعر الفنان وإبداعه مع الآخرين. ولكن الاختلاف هو أن هذه اللوحة يمكنك ارتداؤها، وتمنحك شعورا بالثقة والفخامة والجمال.

تعد مبادرة “سعودي 100 براندز” قوة هائلة وفرصة كبيرة دفعت بالعلامات التجارية المشاركة إلى الساحة العالمية، برأيك ومن خلال تجربتك كيف تشعرين بأنها انعكست على حالة علامتك التجارية من الناحيتين الانتشارية والتجارية؟

مبادرة “سعودي 100 براندز” خلقت بيئة خصبة بمصممات ومصممين مبدعين. وهذه البيئة التي تجمعهم تصنع قوة حضورية تسلط الضوء على الكثير من المواهب، وتعزز التعاون والشراكات. فهي تمثل طريقا مختصرا للانتشار عالميا.

بصفتك مصممة ناشئة أو علامة تجارية أسست وسط ذروة وسائل التواصل الاجتماعي والتكنــــولوجيا وصعـــود الذكـــــاء الاصطناعي والــMETAVERSE، هل تعتقدين أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت عاملا إيجابيا في تنمية علامتك التجارية أو تحديا أعاقك في مرحلة ما؟

درست تصميم الأزياء في 2008. وأطلقت بعدها أول مجموعة لي سنة 2010 في وقت كانت فيه وســـائل التـــواصـــل في بـدايــاتــــــها. وما ســــاعـــــد على انتشار تصاميمي في ذلك الوقت هو المحلات التجارية في المملكة والخليج، كما ساعد أيضا في انتشار العلامة التجارية تصميم الكوتور للعملاء لمناسباتهم الخاصة. لكن الآن ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت التكنولوجيا على إثبات المصداقية وخلق جمهور يتواصل معك بكل سهولة.

ما الذي يحمله مستقبل علامتكِ التجارية فيما يتعلق بالتوسع في اتجاهات التصميم الأخرى وتغطية مساحة أكبر من سوق الأزياء الفاخرة؟

نعمل على توسع العلامة التجارية عالميا، بحيث تكون متوفرة في نقاط بيع متعددة حول العالم.

عندما يجري التراث والإرث كخطوط تُزين الموضة الحديثة وتتسرب بها

بـمجرد النظر إلى مشهد الأزياء السعودي والصناعة السعودية ومن دون تمعن أو جُهد، نجد علامة تجارية مميزة ومتميزة بتنوع منتجاتها وقطاعاتها التي تتخذ حسا ومظهرا ازدواجيا ما بين الحداثة والتراث. دار قُرمز من تأسيس المصمم السعودي عبد الرحمن العابد. منذ انطلاقه في عالم الموضة في 2017 لم يتوقف في رحلته عن استكشاف هوية العلامة التجارية من خلال المنتجات المتنوعة التي تشكل أسلوب حياة متناغما ومتكاملا ينبض بطابع “قُرمز” وجودة حرفته. يهدف العابد إلى توصيل التراث والإرث بنهج الأزياء وتصدير القصص السعودية والوطنية إلى الخارج في اتجاهه الحتمي للمسرح العالمي.

من الأساور والمجوهرات المزينة بكسرة العود التي أصبحت التوقيع البصري للعلامة، والعطور المُستلهمة من وحي الطبيعة وسِحر المكونات الشرقية الأصيلة، الأزياء الحديثة التي تستوحي صُورها الظلية من الملابس التقليدية كالبشاية، البشاية هي دمج ما بين (البشت، الصاية، العباءة) من مجموعة “غالية البُقمية”، وحتى الأواني والديكورات المنزلية إلى الإكسسوارات الجلدية من الأحزمة والحقائب، كحقائب الدَلم المستوحاة من فنون العمارة التاريخية بالمملكة المتأصلة في أبراج الحمام بمحافظة الدلم بالقرب من الرياض.

هذه الحقيبة الأيقونية فعلا جرى حديثا إصدارها بحجم صغير وملائم بحلته الجديدة للمناسبات المسائية وبلمسة ذكاء ووفاء للحمض النووي للعلامة. تَلونت حقيبة الدَلم الصغيرة بألوان براقة مستلهمة مباشرة من طبيعة المملكة “نباتات الصيف البرية”، حيث يجتمع سحر العمارة في أبراج الدلم الأيقونية بسحر الأرض والطبيعة، فيزيد معنى الحكاية عُمقا وأصالة. “الخُزامى” من نجد، “الديدحان” من الشمال، “الورد الطائفي” من الطائف، ومن الجنوب “التين البري-البرشومي”. وخارجيا ألوان صيفية مشرقة، وأما معنويا فدرس تعبيري يُمجد الوطن بالتغني في أزهار تضاريسه.

اتخذت مؤخرا حقيبة الدَلم شكلا من أشكال الأزياء الملبسية على هيئة فستان اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي بثورة من ردات الفعل المتناقضة من الإعجاب، والانتقاد، والاستنكار، والانبهار. في مناسبة كأس السعودية 2023 تحت عبارة “ماذا لو عادت أبراج الحمام إلى الحياة؟”. صممت “قُرمز” فستانا ذا هيكلية واضحة مُماثلة للتصميم المعماري لأبراج الحمام بالجلد البني، بثقوب فَعالة وواقعية أثبتت أدائها عندما انبثقت طيور الحمام الحية من خارج الفتحات مُشكلة مشهدا مسرحيا من بطولة الأزياء والتراث.

مُنتج خلف تكوينه قصة غالبا ما تتدفق من عمق التاريخ والحضارة. هذا هو الإطار والمُحرك الحيوي الذي يجعل من “قُرمز “دارا مُتجددة وعصرية وهوية واضحة امتزجت بالإرث.

المُصمم ورائد الأعمال عبد الرحمن العابد يُجيب عن أسئلة “هيَ” فيما يخص “قُرمز” والتراث

لماذا التراث والإرث؟

لأن أجدادنا والذين بنوا هذا التراث قد بنوه من حاجة ومن أعلى رأس هرم الاستدامة، ومن أجمل ما يكون في مفاهيم استخدام الموارد والأبعاد التصميمية. بدؤوا من فوق، وبعدها نزلنا إلى الأسفل إلى تحول انعدام تجدد التراث، وتوقفنا في حلقة لا نعرف فيها أين نذهب، فلم نعمل على تطوير التراث أو المحافظة عليه. لماذا التراث؟ لأنه فكرة وثقافة سامية وجميلة جدا، فأجدادنا الذين عاشوا في شُح للموارد يكاد يكون مخيفا، وعاشوا في الصحارى وبين النخيل والجِمال، أخرجوا مما يمتلكون الكثير من المُخرجات الثقافية، وزخما يكاد لا ينتهي من موارد محدودة. أما اليوم ومع توفّر الموارد التي لا تنتهي، نجد أن الحصيلة الثقافية ركيكة، في بُعد مفاهيمي حرفي وتصميمي. فنعم هم أفضل مِنا الآن، في التصميم واستخدام الموارد، وأرقى في اكتشاف وتطوير التقنيات الحديثة، فكانوا مواكبين للعصر.

وهل هم مصدر الإلهام الأول لديك؟

المصدر الأول هو الثقافة أينما وُجدت. ويمكن للثقافة أن تكون على شكل شيء يعيش في الماضي، أو على شكل شيء يلامسنا اليوم، ويمكن أن تكون شيئا نعيشه في المستقبل. ويمكن أيضا أن تؤخذ من بيت ديني، ويمكن أن تؤخذ من بيت في عصر السبعينيات، ويمكن أن تؤخذ الثقافة من رؤية المملكة 2030، كل هذه التعدادات مصدر إلهام لنا، وهو الثقافة أينما وُجدت.

تعد “قُرمز” اليوم علامة تجارية راقية لا تقتصر على الأزياء فقط، ولكن تندرج تحت أسلوب حياة، هل هذا الاتجاه سيتوسع أيضا ليغطي جوانب أخرى، أم أن التركيز سيكون على الأزياء بصورة أكبر في المستقبل؟

نحنُ علامة تجارية لا تنافس قطاع الأزياء، ونحن لا ننافس قطاع الرحلات السياحية، ولا ننافس قطاع الحقائب، ولا قطاع العطور. نحن لا ننافس أحدا، فنحن بحر يصنع تجارب، ونحب تعريف أنفسنا بأننا صناع تجارب، أينما كانت التجربة في زي، أو ملبس، أو بيت، أو إكسسوار منزل، أو عطر، وربما تكون في سكن فندق أو سيارة أو مطعم أو مقهى أو عصير أو حلوى. أي شيء نستطيع أن نصنع منه تجربة خاصة في “قُرمز”. نحن مع الكل ومن الكل وإلى الكل في بحر وحدنا. “قُرمز” تجربة وإحساس وشعور تستطيعين رؤيته في ميدالية وفستان وبيت أو مكتب وكل مكان وأي مكان. نحن نعكس المجتمع بالشعور.

توجه تصميم مُغاير للتيار يقوده الإبداع

عندما يترك المصمم المقود لخياله الجامح من دون قيود جمالية ومنطقية ينتج توجها تصميما تجريبيا وفنيا يعرف بالـAVANT-GARDE. المُصممة السعودية كوثر الهريش ربما كانت أول مصممة أو مصمم أزياء تنحدر من المملكة، حيث تتخذ طابعا طليعيا ودراميا في التصميم، وبذلك تُثري الصناعة السعودية، وتُعمق من أبعادها.

كوثر الهريش بشهادتها الجامعية المتخصصة في الهندسة المعمارية طوّعت تعليمها وأسس علمها لخدمة هدفها الإبداعي الذي تَشكل على هيئة علامة الأزياء KAF BY KAF.

أَسست الهريش علامتها التجارية للأزياء في عام 2019، وتميزت باستعمالها للأقمشة المميزة في تصاميم “الكوت كارديغان” COAT CARDIGAN، المعاطف والملابس التقليدية التي يغلب عليها طابع متميز يتأرجح ما بين المستقبلي والدراماتيكي، ويستقر في وضوحه لهويتها في التصميم.

وتحت كنف KAF BY KAF العلامة الرئيسة يوجد الخط الفرعي ART BY KAF، حيث خصصته المصممة للأفكار والمجموعات المفهومية. ومنها مجموعة REBORN التي فسرت فيها الهريش فكرة الحجاب وتغطية الرأس بخطوط ظلية مميزة وفن النسيج والحياكة باستعمال أنابيب ضخمة محشوة بالقطن.

وفي مسيرة المصممين المهنية توجد لحظات محورية، يسلط الضوء فيها على حرفة المصمم وتميزه بموهبته ونقطة متفردة تفصله عن البقية.

في كأس السعودية لعام 2022 ظهرت إطلالتان من أبرز الاطلالات التي كانت في الحدث، وسَبب ظهورهما اكتظاظ إعلامي وتغطية عميقة تنوعت بين الإيجابية والتعجب. ففي فستان “حائل” المستوحى من تاريخ وتراث مدينة حائل الذي يُترجم ثراء تاريخ المدينة، ترمز الهريش إلى ماضيها وإرثها في هذا الفستان إهداء لجذورها. بخطوطه الظلية الحادة المعمارية والبسيطة وأكمامه الواسعة والشك المعقد والتطريز الذي تزين باللون الذهبي والبنفسجي، ليعكس رمال الصحراء المُكتسية بالخزامى. ارتدته المؤثرة السعودية في وسائل التواصل الاجتماعي نجود الرميحي. لم يكن فستان “حائل” النجم الوحيد الذي سطع في هذا الحدث، ولكن تواجدت مُحاربة نجد، درع من صنع KAF BY KAF قطعة ترجمت المزج ما بين الملابس الأنثوية الذكورية باستخدام مواد معدنية لتجسيد قوة الجنود في لباس بخطوط أنثوية ناعمة بتطويع شبكة الألمنيوم المصنوعة يدويا، وحلقات من المعدن ليكون القطعة التي تُغطي الوجه، لمعت فيه خبيرة الماكياج السعودية حصة العجاجي.

وفي هذا العام عادت كوثر الهريش إلى حدث كأس السعودية بإطلالة أخرى أثبتت تصدرها بهذا التوجه في التصميم وطريقة التنفيذ التي يمكنني وصفها بالعبقرية، حيث وظفت تخصصها في تشكيله.

أطلت المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي شوق بالـ”المحاريب” إطلالة ملونة برؤية تحويل فن شعبي إلى فن تجريدي معاصر، مستوحى من الأشكال الهندسية في فن القط العسيري، وتحديدا المثلثات. نُفذت القطعة بالاستغناء عن الخيط والإبرة، والاكتفاء كليا بالأرقام والرياضيات.

الهندسة والأزياء، الجرأة والفن، عناصر تكون هوية هذه المصممة الواعدة برؤية بلا حدود.

حديث خاص لـ”هي” مع المصممة كوثر الهريش عن توجّه الـAVANT-GARDE

ماذا يعني لكِ الـAVANT-GARDE؟

عندما بدأت علامة KAF BY KAF كان لدي رؤية إبداعية، وبدأت بقطع ذات تركيز تجاري. ونجحت الخطة فعلا، لكن لم أشعر بأنها أوصلت مشاعري. فأنا شخص عاطفي جدا. فقررت أخذها إلى المستـــوى الأبــعـــــد، وبـــدأت بتـــصمـــيــم قطع الـAVANT-GARDE، ولم يكن السبب هو الفكرة من التوجه وصعوبته أو حتى جرأته، ولكوني أول مصممة تقتحم هذا التوجه في المملكة، بل لأنه كان تعبيرا عن ذاتي وفني ورؤيتي الإبداعية التي تُحركها المشاعر.

العين هي مفتاح الإبداع في التصميم، فعندما تستقر الفكرة في عقلي ومخيلتي أُفكر في الطريقة التي يمكنني تَجسيدها على أرض الواقع بتطبيق الحمض النووي للعلامة والأساليب الهندسية. فشعرت بأن KAF BY KAF لم تغطِ طاقتي الإبداعية بما فيه الكفاية، فقررت إنشاء ART BY KAF لتكون المنفذ الإبداعي من دون قيود وحدود والتعبير عما أشعر به لحظيا.

القطع التي تقع تحت توجه الـAVANT-GARDE صعبة جدا في التنفيذ، وتأخذ وقتا كبيرا أكثر من غيرها. وخطتي في المستقبل تكمن في توسيع الفريق وتخصيصه لـ ART BY KAF تحديدا، ليمكننا إبهار العالم وخدمة الرؤية الإبداعية البحتة. الأزياء هي القوة الناعمة التي يمكننا من خلالها نشر القصص للعالم، وإخباره عمن أكون، وعن حضارتي وبلدي وحياتي.

يعتبر الـAVANT-GARDE توجها فنيا وتجريبيا، وغالبا ما يصعب تحويل أزيائه إلى منتجات ذات قابلية تجارية، فكيف توازنين بين الفن والتجارة؟

أرى أن الـAVANT-GARDE كـكلمة ومعنى مختلفة عن أزياء فنيـــــة، التـــي يمكــــن أن تنقــــســــــم إلى قطـــــــــع تجـــــــــــــــارية وقـــطـــــــــــــــــــــــع الـAVANT-GARDE. لكن هذا التوجه بمعناه هو قطعة ملبسية رائعة عندما ترتدينها، لكن لا يمكن أن تكون عملية وفعالة، فالقاعدة تكون بأنها قابلة للارتداء، وليس شرطا أن تستطيعي التحرك أو ممارسة أي أداء بصورة طبيعية، وهذا هو الـAVANT-GARDE تحركه قصة معينة أو هو نابع من مصدر وغاية تعبيرية. بالنسبة لي أرى أنهما مختلفان تماما، أستطيع القول نعم، يمكنني الدمج بين الفن والموضة، ولكن دمج الـAVANT-GARDE والموضة يُلغي هذا التوجه. فهذا هو الفرق بين الـAVANT-GARDE والأزياء التجارية.

يُمكن تطوير قطعة تُصنف الـAVANT-GARDE إلى نسخة تجارية، مثلا في قطعة “المحاريب”، يُمكنني أخذ واحدة من الحبال التي تكون الفستان وتحويلها إلى حقيبة.

ما هي خطط التوسّع المستقبلية لعلامة KAF BY KAF الرئيسية والعلامة الفرعية ART BY KAF؟

من أهم الأشياء التي نركز عليها سرد القصص، ودائما ما أشعر بأني أمتلك طريقة أخرى مميزة في السرد والتعبير، وهذا فعلا ما أسلط الضوء عليه في تصاميمي، دائما هناك وجهة نظر جديدة تماما ورؤية جديدة. “لا للخوف والتردد، قُل ما تحاول قَوله”، بعض المصممين والمصممات يشعرون بأن هنالك ما يوترهم ويردعهم، ويخافون من الرأي العام، وهذا الموضوع تحديدا لا يُسبب لي خوفا، ولا أضعهُ في الحسبان.

فهذا ما أود فعليا توصيله: “الأزياء والموضة مُمتعة ومُبهجة FASHION IS FUN!”، يُمكنك إرسال رسائل بواسطة الأزياء، ليس عليك أن تكوني مثقفة أكاديميا في المجال أو مُبدعة للغاية. افعلي ما تريدين فعله وصنعه، وعندما تمتلكين وجهة نظر نفذيها من دون تردد.

علامة تجارية هادفة، نبعت من بُعد أخلاقي مستدام كاستدامة أناقتها

“أبــــــاديا” كلـــمــــة هجــيــــنـــــة مُشــتـــقــــــة من “أبدي” و”البــــــادية”، وتخــتــــــصر بــــهـــا الـمــؤســـســـــة والرئيسة التـنفيذية والمصممة السعودية شهد الشهيل مصدر علامتها التجارية، واستمرارية عصريتها ومواكبتها الأبدية لمشهد الأزياء المحلي والعالمي. أما التوجه الأخلاقي الذي تتخذه المصممة، فهو توجه إنساني هادف ينظر إلى الموضة والأزياء من عدسة أعمق من المظهر الخارجي، ويركز على الاستدامة والتأثير البيئي السلبي الذي غالبا ما يُصاحب صناعة الأزياء وأنظمتها.

عند النظر إلى مجموعات “أبـاديا” نجد أناقة متناهية وطابعا يشبه المرأة الشرقية بأطوال فساتينها المُنسدلة بفخامة، والمعاطف والعباءات والفروات التي تُصنع من أرقى الأقمشة وأجمل الألوان الكلاسيكية التي تحاكي الأنوثة الأبدية، والصفقة الحقيقية هي مشابهة المبدأ الذي تقوم عليه هذه العلامة الرائدة والمتميزة لمبادئ مرتديها. من خلال “أبـاديا” تدفع شهد جوانب عدة، وتتخطى حدود صناعة الأزياء، وتتحدى مبادئها بالأخلاقية من توظيف الحرفيين والمهن الحرفية، ودعمها بالمقام الأول، ودمج الخطوط الانسيابية الأنثوية والهيكلة الواضحة للملابس الرجالية. قيم عميقة وحرفة عالية ومستدامة تتشكل على هيئة قطع ملبسية أنيقة من خلفها قصة تخاطب مرتديها وتنـــاسب مبــــادئـهـم الأخـلاقـيــــة والثـقـــــافـيـــة. “أبـاديا” السعودية من أرض شبه الجزيرة العربية إلى الـعالم.

خاص لـ”هيَ“.. تُحدثنا المُصممة شَهد الشهيل عن الاستدامة والأخلاقية في مجال الأزياء والموضة

الاستدامة مفهوم أخلاقي ذو أوجه عدة، ما المحرك الأساسي الذي يجعل من “أباديا” علامة أخلاقية؟

“أباديا” علامة فاخرة أخلاقية تجمع بين التصميمات المعاصرة والحرفية التقليدية الخالدة من شبه الجزيرة العربية.

نحن نأخذ في الاعتبار تأثيرنا في كل مرحلة من مراحل عملية التصميم لدينا، ونراعي عند الاختيار الجوانب الإنسانية والبيئة. من اختيار المواد، إلى مكافأة فريق الإنتاج الداخلي لدينا، إلى نهجنا في إدارة النفايات والعلاقات مع مجتمع الحرفيين المُتنامي لدينا، نحن نسعى جاهدين نحو الصدق والشفافية بشأن العمل الذي نقوم به. نحن لسنا مثاليين، لكننا ملتزمون بالتحسين مع كل مجموعة ننتجها، وابتكار ملابس خالدة تربط امرأة “أباديا” بقيمنا وقصتنا.

ما هي مشاريع علامة ABADIA المستقبلية؟

نود أن نضع الموضة والحرفية من شبه الجزيرة العربية على الخريطة العالمية. نعتقد أن لدينا وجهة نظر فريدة يمكن أن تكون جذابة للنساء في جميع أنحاء العالم. لقد قطعنا خطوات كبيرة نحو هذا التوسع العالمي، حيث بيعت “أباديا” مؤخرا في متجر PRINTEMPS PARIS المرموق. والمزيد من الأخبار المُشوقة ستأتي قريبا أيضا.. ترقبوا أخبارنا!