تطوير الذات | ملكة الألعاب ستدفعك نحو النجاح والتطور والقرارات الصائبة…فما هي؟

ستظل متربعة على عرش الألعاب، لم تهتز مكانتها، ولم تضعف جماهيريتها؛ ورغم إقبالنا الشديد على ألعاب الكمبيوتر والألعاب الإفتراضية؛ إلا أن الأثر الكبير الذي تتركه هذه اللعبة في شخصيتنا هو ما جعلها تتوج ملكة الألعاب لتطوير الذات بدون منافس.

هكذا تبدو لنا لعبة الشطرنج التي تطورت عبر العصور وشهدت العديد من التغيرات في قواعدها، لتدفع بعض الدول على تدريسها كمادة ضمن المنهج الدراسي لطلاب المدارس.

فضلًا عن ذلك، اقتحمت لعبة الشطرنج عالم ألعاب الفيديو،  وبات من السهل جدًا تعلمها ولعبها باستخدام الحواسيب والهواتف الذكية.

ليس هذا فحسب، بل يكفينا أن نفتح تطبيق اللعبة أو موقعها الإلكتروني حتى نبدأ المنافسة مع أشخاص آخرين من كل أنحاء العالم.

من هذا المنطلق، دعينا عبر موقع ” هي ” نُطلعك فوائد لعبة الشطرنج لتطوير ذاتك وتعزيز قدراتك العقلية، من خلال استشارية التنمية البشرية الدكتورة  نهال مجدي من القاهرة.

لعبة الشطرنج مستوحاة من الحرب

بحسب دكتورة نهال، لعبة الشطرنج مستوحاة من الحرب بشكل أساسي، وهي تدعو اللاعب إلى التفكير بشكل استراتيجي كما لو كان في حرب تمامًا؛ يرجع تاريخها إلى حوالي 1500 عام، ولكن للأسف الشديد لم يتفق المؤرخون في نسب اللعبة إلى أصولها الحقيقية، ويعتبر سؤال  ” من اخترع الشطرنج؟ ” سؤالًا يصعّب الإجابة عليه.

تعددت الأقوال حيثُ يعتقد البعض أن منشأها الصين، بينما يعتقد البعض الآخر أنها ظهرت في الهند في القرن السادس أو السابع الميلادي على يد رجل يُدعى ” شانو نانا في “، ثم انتقلت منها إلى بلاد فارس.

عندما فتح المسلمون بلاد فارس انتقلت إلى البلاد العربية ومنها إلى جميع نواحي أوروبا، ويرى آخرون أن النبي سليمان كان أول من لعبها. كما ارتبطت اللعبة بالعديد من الحضارات، فقد شهدتها حضارة المصريين القدماء وحضارة بلاد العراق كذلك.

أما في الوقت الحالي، تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن روسيا، والولايات المتحدة، والصين والهند تتصدر قائمة الدول التي تضم أمهر لاعبي لعبة الشطرنج في العالم كله بلا منافس حسب تصنيف موقع الاتحاد الدولي للشطرنج.

لعبة الشطرنج فوائدها  متنوعة لتطوير ذاتك

أوضحت دكتور نهال، أنها لعبة العباقرة والأذكياء؛ فإذا سمع أحد عن فلان أنه محب للشطرنج فسيستنتج بديهيًا أن فلان هذا شخص مفكر وعبقري ومحب للتحدي. وهذه صورة نمطية اعتدنا جميعًا عليها، استنادًا على بعض الدراسات والأبحاث العلمية التي أكدت فوائدها المتعلقة بتطوير القدرات الذهنية والعقلية لدى لاعبيها. ومن هذه الفوائد:

تحسين مهارة حل المشكلات

أجرى الباحث فيليب ريفنر عام 1992 دراسة على مجموعة من الطلاب؛ والتي أثبت من خلالها أن لعبة الشطرنج تُعلمنا مهارة حل المشكلات في المجالات المتنوعة.

زيادة التركيز

أشارت دراسات أخرى أن لعبة الشطرنج تحفز الأجزاء المسؤولة عن التركيز في الدماغ، وتساهم اللعبة كذلك في رفع معدل الذكاء.

تحسين مهارة القراءة والحساب

وهذا ما أثبتته بعض الدراسات التي خلصت إلى استنتاج مفاده أن من يلعبون الشطرنج باستمرار  يظهرون  كفاءة في مهارات القراءة والحساب مقارنة بمن لا يميلون إلى هذه اللعبة.

تحفيز الإبداع

تساعد لعبة الشطرنج على إشعال جذوة الإبداع لدى لاعبيها من خلال تطوير مهارات التفكير الاستراتيجي لديهم وخلق القدرة على التفكير الإبداعي.

حُسن التصرف في المواقف المفاجئة

لدى لاعبة الشطرنج حدسٌ عالٍ وقدرة كبيرة على توقع الخطوة التي سيقوم بها خصمها؛ عمومًا تطويرها هذه المهارة من خلال اللعب سيجعلها واحدة من السمات المتأصلة لديها.

تحسين أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه  ADHD

في دراسة أجريت عام 2016 على 100 طفل في سن المدرسة ممن يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أدرج الباحثون لعبة الشطرنج ضمن النهج العلاجي لتخفيف أعراض الاضطراب. وبالفعل بمساعدة هذه اللعبة انخفضت حدة الاضطراب لدى الأطفال بنسبة 41%.

تعلم التخطيط

باعتبارها لعبة هادئة وغير حركية وتتطلب الكثير من التمعن والتفكير، وتعتمد على إبداء رد فعل مناسب للخطوة التي تحركها المنافس، تؤثر لعبة الشطرنج في لاعبها وتجعله مخططًا قويًا في حياته العملية إذا تعمد تطبيق نفس المبادئ التي يطبقها أثناء اللعب.

تمرين جانبيّ الدماغ

وهذا ما أكدته بعض الدراسات، إذ تبدأ لاعبة الشطرنج بتطوير استخدام جانبي عقلها بمرور الوقت. بفضل هذا النشاط غير المعتاد للدماغ تكتسب اللاعبة القدرة على الاستجابة السريعة

الجدير بالذكر، أن الدراسات الحديثة أثبتت الترابط القوي الذي يمكن أن تصنعه لعبة الشطرنج مع الوقاية من مرض الزهايمر وتقوية الذاكرة. هذه اللعبة بمثابة رياضة عقلية تحمي العقل من الكسل الذي قد يؤدي به إلى النسيان المتكرر، وبالتالي الزهايمر، علمًا أن لعبة الشطرنج تجعل العقل في حالة اتقاد وعمل مستمر.

زيادة الثقة بالنفس

إذا اكتسبت اللاعبة كل هذه المهارات السابقة، ستكون شخصية واثقة من نفسها، وصاحبة قرار ولديها قدرة على حل المشكلات بحمة وهدوء,

نبذة مختصرة عن قواعد لعبة الشطرنج

وأضافت دكتورة نهال، قد تبدو قوانين اللعبة لأي شخص يتعلمها صعبة في بداية الأمر، ولكنها سرعان ما تصبح بسيطة ويعتاد عليها بعد دراستها وفهمها جيدًا؛ عمومًا لن نستفيض في شرح قواعد لعبة الشطرنج، لأنها بحاجة إلى الكثير من الحفظ والتدريب والممارسة لاستيعابها بشكل جيد، بل سنكتفي بشرح أبرز قواعدها التالية:

• لعبة الشطرنج بالشكل الكلاسيكي الذي يعرفه الجميع تتكون من 32 قطعة بلونين أبيض وأسود، يلعب كل لاعب بأحد اللونين.
• الهدف الأساسي الذي يسعى إليه كلا اللاعبين هو أن يضع كلّ منهما منافسه في مأزق، فلا يستطيع استخدام القوانين لتحريك القطع الخاصة به.
•  تصّطف القطع قبل بدء اللعب على السطرين المتطرفين من الرقعة، وتترك المساحة في المنتصف فارغة.
• يفتتح اللاعب صاحب القطع ذات اللون الفاتح اللعب؛ ثم يتناوب اللاعبان في تحريك القطع وأشهر أسمائها كالتالي: ” ملك ، وزير أو ملكة ، قلعتين أو طابيتين ، حصانين، فيلين، ثمانية جنود أو بيادق”.