السفر والرحلات | أعمال فنية سلطت الضوء على الطبيعة الخلابة

عرضت على مدار الأعوام الماضية، العديد من الأفلام والمسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا منذ بدء عرضها، وحتى مع إعادة عرضها كل مرة على الشاشة، ولم يكن أداء النجوم والأحداث الاستثنائية وحدها هي السبب الرئيسي لنجاح تلك الأعمال، بل أيضًا المناظر الطبيعية الخلابة والمعالم السياحية التي ظهرت في تلك الأعمال، سببًا في إعجاب الجمهور بها وتفاعلهم مع الأحداث، وفيما يلي نرصد أبرز تلك الأعمال.

Lost

مسلسل “Lost” من بين تلك الأعمال الدرامية التي نجحت في جذب أنظار الجميع، بسبب أحداثه الغامضة، إضافة إلى تصويره في جزيرة أواهو التي كانت البطل الأساسي للعمل الذي عرض على مدار 6 أجزاء، حيث دارت أحداث المسلسل حول عدد من الناجين من حادث تحطم طائرة أوشيانك 815 الذي يضطرون إلى العيش مع بعضهم البعض على جزيرة نائية، في عالم خطير جديد مليء بتهديدات فريدة خاصة به، وتزداد الأمور سوءا حينما تراودهم الشكوك حول وجود آخرين على الجزيرة الغامضة.

والمسلسل الشهير لعب بطولته عدد كبير من النجوم ومنهم جوش هولواي وماثيو فوكس وإيان سومرهالدر وإيفانجلين ليلي ودانيال دي كيم ومايكل إيمرسون وهنري إيان كيوسيك وهارولد بيرينو ونافين أندروز وكم ين جن وخورخي غارسيا وتيري أوكوين وإليزابيث ميتشل وميشيل رودريغيز ودومينيك موناغان وإميلي دي رافن وغيرهم الكثيرين الذين تعلق بهم عشاق المسلسل.

مواقع تصوير المسلسل كانت معظمها على جزيرة أواهو، التي اعتبرها البعض واحدة من أجمل الجزء، وسلط المسلسل الضوء على الطبيعة الخلابة داخل الغابات الخضراء والبحر الأزرق الرائع، ومن المعروف أن مساحة جزيرة أواهو تبلغ 1,545.4 كيلومتر مربع، وتعد الجزيرة من أجمل الجزر المصنفة عالميًا، حيث تمتاز بالمناخ المعتدل صيفا مع أمطار خفيفة، ويعود اعتدال طقسها إلى وقوعها في منطقة مرتفعة، وهي مرتفعات خضراء جميلة لقربها من خط الاستواء تنتشر بها مراعي الماعز والبقر في جهة الجنوب، ومن الجهة الأخرى للجبال توجد أشجار الموز وجوز الهند والمانجو والرمان والتوت والأناناس بكثرة، وتعد الجزيرة جاذبة لأنظار الأثرياء والسائحين ومنتجي الأفلام والمسلسلات.

وتضم جزيرة أواهو العديد من الأماكن السياحية المبهرة وتتميز بالمياه الصافية وأيضا عدد من الشواطئ الجميلة مثل شاطيء إيمانالو، الذي يذهب إليه السياح من أجل السباحة أو الغوص أو مشاهدة الأسماك البحرية والتقاط الصور التذكارية إضافة إلى رؤية الشعاب المرجانية الملونة.

Cast Away

فيلم “Cast Away” من أشهر الأفلام التي قدمها النجم العالمي توم هانكس في مسيرته دارت أحداثه حول تشاك نولاند الذي يعمل في شركة شحن كبرى، بينما هو مُغرَم بحبيبته كيلي، فيقرر طلب يدها للزواج خلال أعياد الكريسماس، لكن يكلف بالذهاب في مهمة عاجلة إلى ماليزيا، إلا أن الطائرة التي تقله في مهمته سقطت في المحيط بعد تعرضها لعاصفة مدمرة، ليجد نفسه وحيدًا على جزيرة استوائية مهجورة؛ بمرور الوقت يُصاب تشاك بالاكتئاب الشديد، خاصة مع اكتشافه صعوبة إنقاذه من هذه الجزيرة المنعزلة، وبمرور الأعوام يتأقلم تشاك مع حياته الجديدة، محاولًا الاحتفاظ بسلامته العقلية والجسدية، ويتمسك بالأمل في العودة مجددًا لحياته السابقة، لينجح في النهاية، والفيلم بطولة توم هانكس وهيلين هانت وكريس نوث.

الفيلم سلط الضوء على بعض الأماكن الطبيعية الخلابة بالجزيرة، وكيف تفاعل معها توم هانكس، وتم تصوير الفيلم في مونوريكي إحدى جزر مامانوكا في فيجي، حيث تقع في مجموعة فرعية من أرخبيل مامانوكا الذي يقع قبالة ساحل فيتي ليفو أكبر جزيرة في فيجي، وأصبحت الجزيرة منطقة جذب سياحي بعد إصدار الفيلم.

Mamma Mia

الفيلم الشهير تم تصويره في جزيرة سكوبيلوس باليونان، والتي تبلغ مساحتها 96 كم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي 4700 نسمة، ورصد فيلم “Mamma Mia” العديد من الأماكن الجميلة ذات الطبيعة الرائعة في اليونان، ودارت أحداث الفيلم حول  الفتاة صوفي التي تكتشف بعد قراءتها مذكرات والدتها بأنها لم تعلم من هو والدها الحقيقي من بين أصدقاء والدتها وأحبائها القدامى، وبما أن صوفي تستعد لعرسها، تضطر صوفي لدعوة جميع أحباء والدتها لتحاول التعرف على والدها الحقيقي من بينهم، ولكن تحدث الفوضى بمجرد رؤية والدتها لهم، لتصاب بعصبية لوضعها في ذلك الموقف الحرج، كما يغضب حبيب صوفي من تصرفاتها الغريبة في ليلة زفافهما، ويظهر الفيلم العلاقة الوطيدة بين الأم والابنة، حيث حرصت الأم طوال الوقت على تربية ابنتها لتصبح قوية، وأبعدتها تمامًا عن أي شيء قد يؤثر عليها سلبًا.

والفيلم من بطولة ميريل ستريب وكولين فيرث وبيرس بروسنان وستيلان سكارسجارد وأماندا سيفريد ودومينيك كوبر وريكاردو مونتيز ونانسي بالدوين وكولن ديفيس وراشيل ماكدويل

Ticket to Paradise

فيلم “Ticket to Paradise” تدور أحداثه في إطار من الكوميديا والرومانسية، ويتناول العمل قصة زوجين منفصلين يقرران السفر إلى بالي واللحاق بابنتهما قبل الزواج وارتكاب الخطأ ذاته الذي قام به والديها منذ 25 عامًا، وبمجرد أن يسافر الثنائي معًا من أجل ابنتهما، يتقربان مجددًا من بعضهما البعض، حيث سلط الفيلم الضوء على العديد من المناظر الطبيعية الساحرة التي من المفترض أنها تتواجد في مقاطعة بالي بإندونيسيا، وكانت البطل الرئيسي للأحداث، إلا أن الفيلم لم يتم تصويره في بالي، ولكن تم تصويره في أستراليا بسبب بعض الصعوبات التي واجهت دخول البعض إلى إندونيسيا وقتها.

ونجح صناع الفيلم في تقديم محاكاة لمقاطعة بالي، ولكن خلال تواجدهم في بعض الأماكن بأستراليا، مثل جزر ويتسانداي وجزيرة هازلوود وجزيرة هاملتون.

ومن المعروف أن مقاطعة بالي هي إحدى مقاطعات إندونسيا، وتعتبر وجهة سياحية دولية، يوجد فيها تكوين صخري بركاني يعد من أحد معالمها الهامة وعاصمتها دنباسار، وتعتبر من أشهر جزر إندونيسيا الساحرة، مع المناظر الطبيعية المتنوعة من التلال والجبال، والسواحل الوعرة والشواطئ الرملية، تراسات الأرز الخصبة والتلال البركانية الجرداء كلها توفر خلفية خلابة لثقافة ملونة وعميقة الروحية وفريدة من نوعها جعلها تلقّب بالجنة على الأرض. 

بالإضافة إلى ذلك فإن ركوب الأمواج على مستوى العالم والغوص يميز بالي، كذلك وجود وعدد كبير من المعالم الثقافية والتاريخية والأثرية، ومجموعة ضخمة من أماكن الإقامة التي تتمتع برؤية المناظر الطبيعية اللافتة.

 The Banshees of Inisherin

فيلم “The Banshees of Inisherin” من بين الأفلام التي خطفت الأنظار بسبب أحداثه وأيضًا بسبب مواقع التصوير التي ظهرت به، حيث تدور الأحداث في جزيرة خيالية تدعى أنشرين تقع قبالة الساحل الغربي لأيرلندا، وتم تصوير مشاهد الفيلم الذي عرض مؤخرا، في جزيرتين تقعان قبالة الساحل الغربي لأيرلندا، هما جزيرة أخيل، التي تعد أكبر جزيرة أيرلندية يبلغ عدد سكانها حوالي 2500 نسمة، وجزيرة انيشمور.

وجزيرة أخيل تقع في مقاطعة Mayo، وهي أكبر الجزر الأيرلندية ، وتصل مساحتها إلى 148 كيلومتر مربع، والجزيرة عبارة عن مستنقع بنسبة 87 %، ويعتمد اقتصاد الجزيرة إلى حد كبير على السياحة، كما كان صيد الأسماك نشاطًا مهمًا هناك قبل فترة، لكنه بات أصغر الآن، وفي إحدى المراحل، اشتهرت الجزيرة بصيد أسماك القرش وتم صيد سمك القرش المتشمس على وجه الخصوص لزيت كبد سمك القرش الثمين.

أما جزيرة انشيمور التي تم تصوير جزء من أحداث الفيلم فيها، تعتبر هي أكبر جزر آران في خليج غالواي، قبالة الساحل الغربي لأيرلندا، وتبلغ مساحتها 31 كيلومترًا مربعًا ويبلغ عدد سكانها 762 نسمة اعتبارًا من عام 2016، وهي ثاني أكبر جزيرة قبالة الساحل الأيرلندي بعد أخيل، والأكثر اكتظاظًا بالسكان، وجزء كبير من الجزيرة عبارة عن مناظر طبيعية كارستية ولدى الجزيرة ثروة مبهرة بسبب المواقع القديمة والعصور الوسطى، كما أن الجزيرة هي امتداد لنهر بورين، وتتكون تضاريسها من أرصفة من الحجر الجيري مع شقوق متقاطعة تُعرف باسم “الغريكس”، تاركة صخورًا منعزلة تسمى “كلنتس”، وتعتبر تلك الجزيرة من بين أفضل الأمثلة على المناظر الطبيعية Glacio-Karst في العالم. 

الصور من حسابات الأعمال المذكورة على انستجرام وفيسبوك والبروموهات على يوتيوب وAFP.