ازياء وموضة | دور الأزياء التاريخية: تجديد التأريخ وصلابة الرؤية للمصممين والمنتجين
في عالم الموضة، ترتفع بعض الدور أكثر من غيرها، طولا وتاريخا. يشكّل كل عقد طابقا جديدا يضاف إلى السابق، طابقا يؤثثه ويطلي جدرانه وأعمدته المدير الإبداعي الحاضر. ومع ذلك، لايمكن أن يرتفع ويسمو إلا لأنه مبني على جذور قوية زرعها مؤسس كل دار. ترجع دور الأزياء العريقة إلى إرثها وأصولها، التي يعيد المديرون الإبداعيون الحاليون تفسيرها.
BALENCIAGAتعود إلى الأسود
قدّم “ديمنا فازاليا” الذي يتولّى اليوم الإدارة الإبداعية لدار “بالنسياغا” BALENCIAGA، مجموعته الأحدث للدار، وهي مجموعة الملابس الجاهزة لموسم خريف 2023. وأشار من خلالها إلى مفهوم العودة إلى الإرث ليكون ملجأ، بعيدا عن أي حيل أو خدع أو استعراض. فركّزت المجموعة على القصّات، وسلّمت زمام السيطرة إلى اللون الأسود، الذي استعمله بكثرة المؤسس “كريستوبال بالنسياغا“.
كان “كريستوبال بالنسياغا” سيّد الخياطة الراقية، و”مصمم المصممين”. أشاد بعمله المصمم الراحل “كريستيان ديور”، قائلا: “الهوت كوتور أشبه بأوركسترا، و”بالنسياغا” هو المايسترو. البقية منّا مجرّد موسيقيين يتبعون توجيهاته“.
حكم “كريستوبال بالنسياغا” مشهد الموضة الباريسي بمهاراته التي لم يكن لها شبيه، وتصاميمه المعروفة التي تهافتت على اقتنائها الشخصيات الملكية والأرستقراطية إضافة إلى نجمات المجتمع الراقي، ضمن قائمة زبونات مخلصات له لا لأحد غيره. تألّق بابتكاره قصات مبتدعة وجديدة، نبعت كلها من رؤيته الفريدة التي نظر من خلالها إلى شكل الجسم الأنثوي. صمم خطوطا ابتعدت عن الهيكلية الأساسية فصاغ بها أشكالا لم يرها عالم الموضة من قبل. ومنها قصات ما زالت موجودة اليوم في تفسيرات وترجمات حديثة، مثل فستان “بيبي دول”، والفستان الفضفاض المتدلي بشكل رخو من الكتفين حتى الطرف الأخير، وقصة البالون المنتفخة، ومعطف “الشرنقة” الضخم، وغيرها الكثير.
اليوم، يحمل اسم “بالنسياغا” معاني كثيرة تجمع تاريخها العريق، بالطلب العالي والرواج الكبير لتصاميمها الحديثة بفضل الرؤية المعاصرة للمدير الإبداعي الحالي “ديمنا”. توجه “ديمنا” في التصميم يتضارب مع توجه المؤسس، بحسه المازح والتهكمي والساخر، وكثيراً ما يعتبر “مضاد للموضة”. يدمج ملابس الشارع بعالم الأزياء الفاخرة، ويترك في أذهاننا أثرا طويل الأمد من خلال تصاميمه التي تحمل رسائل اجتماعية وتتعارض عمدا مع قواعد الموضة الشائعة. بالتركيز على الناحية التسويقية والسعي إلى إحداث ضجّة من خلال الملابس الجاهزة والإكسسوارات، يتردد صدى تصاميمه في بال الجمهور ويأسر انتباهه بطريقة قد لا تتوافق مع هوية الدار وتاريخها. وهو ما أدى إلى انحراف أعماله وابتعادها عن جذور الدار حتى صارت متجددة تماما تحت إشرافه.
عادت الدار إلى جذورها في عالم الهوت كوتور للمرة الأولى بعد 53 عاما، مع مجموعة الأزياء الراقية لخريف 2021. وقد تكون العودة إلى الأزياء الراقية، إلى جانب الملابس الجاهزة التي تستكشف توجهات متأقلمة مشتقة من عمل المؤسس الذي ركّز بشكل أساسي على القصات الملوّنة بالأسود، هي الطريقة الفضلى على الأرجح لإنقاذ دار “بالنسياغا”، بعد تعرّضها لانتقادات لاذعة نتيجة حملاتها الإعلانية المثيرة للجدل، حيث ظهرت صور أطفال تحيط بهم إكسسوارات وأشياء لا علاقة لهم فيها.
بما يناسب إرث الدار العريق، نجح “ديمنا” قبل هذه الفضيحة في إعادة “بالنسياغا” إلى مكانتها بين أهم دور الهوت كوتور اليوم. ما زالت الدار تتصدر العناوين بأخبارها، وتحتل جزءا كبيرا من السوق في مجالها، لكن تبقى قدرة “ديمنا” على قلب الأمور، سؤالا لن يجيب عنه سوى الزمن.
العلامة البريطانية التراثية تعود إلى إرثها
“بربري” BURBERRY علامة بريطانية تراثية عريقة لها تاريخ طويل ممتد الجذور، هذا التاريخ الذي يفرض احترامه على عاتق كل من يتولى مسؤولية منصب مديره الابداعي.
قصة الدار بدأت حين اخترع مؤسسها “توماس بربري” قماش “غبردين” الصامد ضد الماء واستعمله في معطف. وبهذه البساطة، قدّم إلى العالم إحدى القطع الأساسية الأشهر والأبرز والأفخم في تاريخ عالم الموضة، وهي ترانشكوت “بربري”. اجتمع هذا المعطف الأسطوري بالرسم المتكرر الرمزي المتمحور حول نمط المربعات بالأحمر والأسود والأبيض والبيجي. بهويته الراسخة وشخصيته الفريدة وألوانه المميزة، يشكّل المعطف تحدّيا كبيرا أمام المديرين الإبداعيين المتعاقبين الذين يسعون إلى تكييفه مع كل عصر، في ظل التغيّر المتواصل للديموغرافيا، وصيحات الموضة، وكل شيء.
في قيادة دار “بربري” اليوم، المصمم “دانييل لي” الذي يعيدها إلى جذورها، ولا أقصد فقط جذور علامة عمرها أكثر من قرن، بل أيضا إلى موطنها ومسقط رأسها: بريطانيا. الفصول الجديدة من حكاية الدار تتكلل أيضا بشعار جديد، بعد حرفَي TB (إشارة إلى اسم المؤسس “توماس بربري”) المتشابكين مع المصمم السابق “ريكاردو تيشي” واسم “بربري” بخط عريض بارز.
يرجع “لي” إلى جذور العلامة التاريخية، مع شعار ظهر للمرة الأولى في عام 1901 على شكل فارس يحمل راية عليها كلمة “برورسوم” PRORSUM اللاتينية التي تعني “إلى الأمام”. ختَمَ هذا الشعار التاريخي حملة إعلانية جديدة بعدسة المصور البريطاني “تايرون ليبون”، أبطالها مشاهير يجدون ما يربطهم بهوية الدار. المجموعة الأحدث من العلامة الأسطورية هي مجموعة بريطانية للغاية متسلّحة بملابس مصنوعة من قماش الغبردين الذي اخترعه “توماس بربري” بنفسه. نمط مربعات الطرطان موجود لكن بهوية جديدة تحدّدها طريقة اندماجه الخفيف والخافت بالألوان. بالكاد نلاحظه، لكن تأثيره فعّال تماما. “بربري” اليوم علامة معاصرة يحمل اسمها دلالات تراثية ملحوظة، بانسجام مثالي مع منزلتها التاريخية.
DONATELLA VERSACEتكرّم ذروة مسيرة شقيقها الراحل GIANNI
“ميدوسا” هو الشعار الذهبي الذي يرمز إلى الدار الإيطالية الشهيرة، وهو رمز اختاره الراحل “جياني فرساتشي” لتمثيل إرث الدار التي أسسها. شخصية “ميدوسا” تأسر كل من ينظر إليها، وتحوّله إلى حجر، وتمثّل هنا الوقع الأبدي الذي تتركه علامة “فرساتشي” VERSACE في قلوب زبائنها وجمهورها، موسما تلو الآخر، منذ تأسيسها في 1978.
الإدارة الإبداعية الحالية للدار الفاخرة هي بين يــدي “دوناتيلا فرساتشي” الأخت الصغرى المدللة للمــــؤسس “جيــاني” ومستــــشــــــارته وملهـمته التي تسلمت هذا المنصب بعد وفاته، فواصلت الدفع بعمل الشركة إلى الأمام، وتابعت بناء إرثها. أثبتت رؤية “دوناتيلا” لدار “فرساتشي” استمرارا لنهجها الأصلي، الأمر الذي عكسته على طريقتها ووفق قواعدها الخاصّة.
اسم “فرســاتشي” مرادف للمـبـــالـغــــــة، والألــــــــــــوان القوية، والقصات الجريئة. تضع العلامة الإيطالية الفاخرة نفسها طبيعيا على خريطة الموضة الراقية، لتكون الوجهة المثالية للملابس المسائية المتألقة. فتمنحنا كنزا مليئا بأزياء مترفة للحفلات تتأرجح بين الرقي والاثارة الحادة، دون الخجل من الاستعمال المفرط للشعارات الرمزية التي تهيمن عليها بحضورها البارز شخصية “ميدوسا” الذهبية.
من خلال مجموعتها الجديدة للدار، نظرت “دوناتيلا فرساتشي” إلى الجذور، إلى ذلك التوازن الذي نجده في مجموعات المؤسس. كان توجُّه “دوناتيلا” في موازاة ما رأيناه خلال التسعينيات، من فساتين الحلقات المعدنية الأيقونية، والألوان الخالصة الجريئة، إلى الطبعات الملوّنة الغريبة مثل التصاميم المزينة ببورتريه “آندي وارهول” للنجمة “مارلين مونرو” في مجموعة ربيع 1991، واصطدام عناصر الروكوكو بنقشة النمر الصيّاد، التي انسجمت بعضها مع بعض داخل تناغم رمزي على الرغم من تضاربها. تأخذ “دوناتيلا” أحدث مجموعاتها في رحلة على درب مؤسس الدار، مبتكرة ملابس حسية وجذابة وساحرة ومتوافقة مع شكل الجسم، وذلك في موجة سوداء يضيئها الثنائي المعدني الكلاسيكي من الذهبي والفضي. وتخلّت عن نقوش الأدغال التي صارت توقيعا أسلوبيا لها، لأجل رسوم الأزهار الباروكية التي زيّنت بها قصات كلاسيكية؛ كما قدّمت فساتين سوداء قصيرة خالدة الجاذبية يظهر فيها شعار “فرساتشي” بحجم أصغر، فيجلس بكل رقي فوق حمالات الكتف أو الأزرار.
وفي خطوة مخلصة لإرث الدار، سارت على منصة “فرساتشي” النجمات الحاليات في مجال عرض الأزياء مثل “جيجي حديد” التي افتتحت العرض، إلى جانب إحدى السوبرمودلز الأصليات التي كانت، وما زالت جزءا من عائلة “فرساتشي”، وهي “نعومي كامبل“.
تاريخ من الاعتزاز بكونها علامة الفخامة الصامتة والأعلى طلبا
نتحدّث هنا عن هوية علامة تجارية ترسّخت وصارت معروفة من دون أثر لأي شعارات رسمية، بل من خلال براعتها التقنية. واختارت “بوتيغا ڤينيتا” BOTTEGA VENETA هذه الكلمات المؤثرة لتعبّر عن هذا المبدأ: “حين تكون أحرف اسمك الأولى كافية”. وهي عبارة تشير إلى حرفَي BV المختومة على الجزء الداخلي من تصاميم الدار المصنوعة من الجلد المضفّر.
زُرعت بذور جذورها في مدينة فيتشينزا الإيطالية في عام 1966 على أيدي مؤسسيها “ميكيلي تاداي” و”رينزو زينجارو”. وهويتها اليوم هي امتداد لتلك الجذور التي تفتحت وأزهرت وتشعّبت، مع الحفاظ على حمض نووي وفيّ لبذورها. مديرها الإبداعي الحالي يتابع سرد قصة إيطالية قديمة، قصة عن الجلود الفاخرة بدأت أحداثها قبل أكثر من 56 عاما. انطلق من هذا التاريخ الطويل وهذه الخبرة المتمرسة في تقديم منتجات جلدية تنبض بالترف الصامت؛ وحافظ على هذا المعيار بمقاربته الشبيهة للملابس الجاهزة. بذكاء، أخذ “ماتيو بلازي” جوهر الدار، وحوّله إلى المحور والمفهوم والمادّة الأولية. وهذا الجوهر هو الجلد.
تتألق مجموعات الملابس الجاهزة من “بوتيغا ڤينيتا” باستكشافها الحقيقي لاحتمالات جديدة وتقنياتها المدهشة التي يبتكرها أو يعيد تصورها “بلازي” من خلال تصاميمه. حتى إن المواد تخدع عيوننا أحيانا، فنرى الجلد يتنكّر على شكل مواد وخامات أخرى. يسعى “بلازي” إلى توفير كل أوجه التأنق وتقديم خزانة واسعة شاملة للمرأة العصرية التي تميل إلى تفضيل الأناقة الخافتة. وهو ما يثبت أن “بوتيغا ڤينيتا” تطورت ونمت كثيرا، مقارنة بمركزها السابق كوجهة للحقائب اليدوية الحالمة.
ملتزما بالحمض النووي للعلامة، يحوّل “ماتيو” مواد الحقائب المطلوبة إلى مواد يبني بها تصاميم الملابس الجاهزة، إلى جانب نسخه المبتكرة من الإكسسوارات وحقائب اليد المصنوعة من الجلد المنسوج بتقنية “إنتريتشاتو” الأيقونية.
وفي خطوة أخرى لـ”بوتيغا ڤينيتا” اليوم أظهرت من خلالها عودتها إلى إرثها، اتخذت الدار قرارا استراتيجيا ميّزها عن منافسيها. وهو مغادرتها تماما منصات التواصل الاجتماعي، لتبقى سرّية وبعيدة عن الأضواء. من خلال هذه الخطوة، تهدف الدار إلى إنشاء تفاعل طبيعي وخلق جاذبية فريدة تكسوها سحابة من الغموض.
في الماضي، عملت الدار وتصرّفت بطريقة جعلتها حصرية، وأدّت إلى وجود جماعة وفية سرّية من المتابعين والمعجبين، وإلى شهرتها في صفوف النجوم والشخصيات المرموقة مثل “أندي وارهول” و”جاكي كينيدي“.
وتواصل الدار صون سمعتها بصفتها علامة عالية الجودة وبعيدة عن الأضواء بفضل وسائل تواصلها مع عملائها ومتابعيها اليوم.
الخلاصة:
Summarize this content to 35 words in arabic
في عالم الموضة، ترتفع بعض الدور أكثر من غيرها، طولا وتاريخا. يشكّل كل عقد طابقا جديدا يضاف إلى السابق، طابقا يؤثثه ويطلي جدرانه وأعمدته المدير الإبداعي الحاضر. ومع ذلك، لايمكن أن يرتفع ويسمو إلا لأنه مبني على جذور قوية زرعها مؤسس كل دار. ترجع دور الأزياء العريقة إلى إرثها وأصولها، التي يعيد المديرون الإبداعيون الحاليون تفسيرها.
BALENCIAGAتعود إلى الأسود
قدّم “ديمنا فازاليا” الذي يتولّى اليوم الإدارة الإبداعية لدار “بالنسياغا” BALENCIAGA، مجموعته الأحدث للدار، وهي مجموعة الملابس الجاهزة لموسم خريف 2023. وأشار من خلالها إلى مفهوم العودة إلى الإرث ليكون ملجأ، بعيدا عن أي حيل أو خدع أو استعراض. فركّزت المجموعة على القصّات، وسلّمت زمام السيطرة إلى اللون الأسود، الذي استعمله بكثرة المؤسس “كريستوبال بالنسياغا”.
ترتدي بوليت غودارد “فستان الحديقة” من المصمم بالنسياغا، شارع جورج الخامس في باريس، فرنسا، حوالي عام 1950كان “كريستوبال بالنسياغا” سيّد الخياطة الراقية، و”مصمم المصممين”. أشاد بعمله المصمم الراحل “كريستيان ديور”، قائلا: “الهوت كوتور أشبه بأوركسترا، و”بالنسياغا” هو المايسترو. البقية منّا مجرّد موسيقيين يتبعون توجيهاته”.
حكم “كريستوبال بالنسياغا” مشهد الموضة الباريسي بمهاراته التي لم يكن لها شبيه، وتصاميمه المعروفة التي تهافتت على اقتنائها الشخصيات الملكية والأرستقراطية إضافة إلى نجمات المجتمع الراقي، ضمن قائمة زبونات مخلصات له لا لأحد غيره. تألّق بابتكاره قصات مبتدعة وجديدة، نبعت كلها من رؤيته الفريدة التي نظر من خلالها إلى شكل الجسم الأنثوي. صمم خطوطا ابتعدت عن الهيكلية الأساسية فصاغ بها أشكالا لم يرها عالم الموضة من قبل. ومنها قصات ما زالت موجودة اليوم في تفسيرات وترجمات حديثة، مثل فستان “بيبي دول”، والفستان الفضفاض المتدلي بشكل رخو من الكتفين حتى الطرف الأخير، وقصة البالون المنتفخة، ومعطف “الشرنقة” الضخم، وغيرها الكثير.
مجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2021 من بالنسياغااليوم، يحمل اسم “بالنسياغا” معاني كثيرة تجمع تاريخها العريق، بالطلب العالي والرواج الكبير لتصاميمها الحديثة بفضل الرؤية المعاصرة للمدير الإبداعي الحالي “ديمنا”. توجه “ديمنا” في التصميم يتضارب مع توجه المؤسس، بحسه المازح والتهكمي والساخر، وكثيراً ما يعتبر “مضاد للموضة”. يدمج ملابس الشارع بعالم الأزياء الفاخرة، ويترك في أذهاننا أثرا طويل الأمد من خلال تصاميمه التي تحمل رسائل اجتماعية وتتعارض عمدا مع قواعد الموضة الشائعة. بالتركيز على الناحية التسويقية والسعي إلى إحداث ضجّة من خلال الملابس الجاهزة والإكسسوارات، يتردد صدى تصاميمه في بال الجمهور ويأسر انتباهه بطريقة قد لا تتوافق مع هوية الدار وتاريخها. وهو ما أدى إلى انحراف أعماله وابتعادها عن جذور الدار حتى صارت متجددة تماما تحت إشرافه.
عادت الدار إلى جذورها في عالم الهوت كوتور للمرة الأولى بعد 53 عاما، مع مجموعة الأزياء الراقية لخريف 2021. وقد تكون العودة إلى الأزياء الراقية، إلى جانب الملابس الجاهزة التي تستكشف توجهات متأقلمة مشتقة من عمل المؤسس الذي ركّز بشكل أساسي على القصات الملوّنة بالأسود، هي الطريقة الفضلى على الأرجح لإنقاذ دار “بالنسياغا”، بعد تعرّضها لانتقادات لاذعة نتيجة حملاتها الإعلانية المثيرة للجدل، حيث ظهرت صور أطفال تحيط بهم إكسسوارات وأشياء لا علاقة لهم فيها.
بما يناسب إرث الدار العريق، نجح “ديمنا” قبل هذه الفضيحة في إعادة “بالنسياغا” إلى مكانتها بين أهم دور الهوت كوتور اليوم. ما زالت الدار تتصدر العناوين بأخبارها، وتحتل جزءا كبيرا من السوق في مجالها، لكن تبقى قدرة “ديمنا” على قلب الأمور، سؤالا لن يجيب عنه سوى الزمن.
العلامة البريطانية التراثية تعود إلى إرثها
“بربري” BURBERRY علامة بريطانية تراثية عريقة لها تاريخ طويل ممتد الجذور، هذا التاريخ الذي يفرض احترامه على عاتق كل من يتولى مسؤولية منصب مديره الابداعي.
قصة الدار بدأت حين اخترع مؤسسها “توماس بربري” قماش “غبردين” الصامد ضد الماء واستعمله في معطف. وبهذه البساطة، قدّم إلى العالم إحدى القطع الأساسية الأشهر والأبرز والأفخم في تاريخ عالم الموضة، وهي ترانشكوت “بربري”. اجتمع هذا المعطف الأسطوري بالرسم المتكرر الرمزي المتمحور حول نمط المربعات بالأحمر والأسود والأبيض والبيجي. بهويته الراسخة وشخصيته الفريدة وألوانه المميزة، يشكّل المعطف تحدّيا كبيرا أمام المديرين الإبداعيين المتعاقبين الذين يسعون إلى تكييفه مع كل عصر، في ظل التغيّر المتواصل للديموغرافيا، وصيحات الموضة، وكل شيء.
مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2023 من بربريالممثلة والمغنية الألمانية مارلين ديتريك ترتدي معطف بربري بجانب الممثلة الأمريكية جين آرثر خلف الكواليس لتصوير فلم “قضية أجنبية”، 1948.في قيادة دار “بربري” اليوم، المصمم “دانييل لي” الذي يعيدها إلى جذورها، ولا أقصد فقط جذور علامة عمرها أكثر من قرن، بل أيضا إلى موطنها ومسقط رأسها: بريطانيا. الفصول الجديدة من حكاية الدار تتكلل أيضا بشعار جديد، بعد حرفَي TB (إشارة إلى اسم المؤسس “توماس بربري”) المتشابكين مع المصمم السابق “ريكاردو تيشي” واسم “بربري” بخط عريض بارز.
يرتدي عارضي الأزياء في لندن معاطف المطر من مجموعة ربيع عام 1974 لعلامة الملابس الكلاسيكية، بربري.مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2023 من بربري.يرجع “لي” إلى جذور العلامة التاريخية، مع شعار ظهر للمرة الأولى في عام 1901 على شكل فارس يحمل راية عليها كلمة “برورسوم” PRORSUM اللاتينية التي تعني “إلى الأمام”. ختَمَ هذا الشعار التاريخي حملة إعلانية جديدة بعدسة المصور البريطاني “تايرون ليبون”، أبطالها مشاهير يجدون ما يربطهم بهوية الدار. المجموعة الأحدث من العلامة الأسطورية هي مجموعة بريطانية للغاية متسلّحة بملابس مصنوعة من قماش الغبردين الذي اخترعه “توماس بربري” بنفسه. نمط مربعات الطرطان موجود لكن بهوية جديدة تحدّدها طريقة اندماجه الخفيف والخافت بالألوان. بالكاد نلاحظه، لكن تأثيره فعّال تماما. “بربري” اليوم علامة معاصرة يحمل اسمها دلالات تراثية ملحوظة، بانسجام مثالي مع منزلتها التاريخية.
DONATELLA VERSACEتكرّم ذروة مسيرة شقيقها الراحل GIANNI
“ميدوسا” هو الشعار الذهبي الذي يرمز إلى الدار الإيطالية الشهيرة، وهو رمز اختاره الراحل “جياني فرساتشي” لتمثيل إرث الدار التي أسسها. شخصية “ميدوسا” تأسر كل من ينظر إليها، وتحوّله إلى حجر، وتمثّل هنا الوقع الأبدي الذي تتركه علامة “فرساتشي” VERSACE في قلوب زبائنها وجمهورها، موسما تلو الآخر، منذ تأسيسها في 1978.
المصمم الإيطالي جياني “فيرساتشي” ينحني بعد تقديم مجموعة “الأتلييه” COUTURE-STYLE، باريس، 1995.مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 1995 من فيرساتشي.الإدارة الإبداعية الحالية للدار الفاخرة هي بين يــدي “دوناتيلا فرساتشي” الأخت الصغرى المدللة للمــــؤسس “جيــاني” ومستــــشــــــارته وملهـمته التي تسلمت هذا المنصب بعد وفاته، فواصلت الدفع بعمل الشركة إلى الأمام، وتابعت بناء إرثها. أثبتت رؤية “دوناتيلا” لدار “فرساتشي” استمرارا لنهجها الأصلي، الأمر الذي عكسته على طريقتها ووفق قواعدها الخاصّة.
اسم “فرســاتشي” مرادف للمـبـــالـغــــــة، والألــــــــــــوان القوية، والقصات الجريئة. تضع العلامة الإيطالية الفاخرة نفسها طبيعيا على خريطة الموضة الراقية، لتكون الوجهة المثالية للملابس المسائية المتألقة. فتمنحنا كنزا مليئا بأزياء مترفة للحفلات تتأرجح بين الرقي والاثارة الحادة، دون الخجل من الاستعمال المفرط للشعارات الرمزية التي تهيمن عليها بحضورها البارز شخصية “ميدوسا” الذهبية.
مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2023 من فيرساتشي.مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 1995 من فيرساتشي.من خلال مجموعتها الجديدة للدار، نظرت “دوناتيلا فرساتشي” إلى الجذور، إلى ذلك التوازن الذي نجده في مجموعات المؤسس. كان توجُّه “دوناتيلا” في موازاة ما رأيناه خلال التسعينيات، من فساتين الحلقات المعدنية الأيقونية، والألوان الخالصة الجريئة، إلى الطبعات الملوّنة الغريبة مثل التصاميم المزينة ببورتريه “آندي وارهول” للنجمة “مارلين مونرو” في مجموعة ربيع 1991، واصطدام عناصر الروكوكو بنقشة النمر الصيّاد، التي انسجمت بعضها مع بعض داخل تناغم رمزي على الرغم من تضاربها. تأخذ “دوناتيلا” أحدث مجموعاتها في رحلة على درب مؤسس الدار، مبتكرة ملابس حسية وجذابة وساحرة ومتوافقة مع شكل الجسم، وذلك في موجة سوداء يضيئها الثنائي المعدني الكلاسيكي من الذهبي والفضي. وتخلّت عن نقوش الأدغال التي صارت توقيعا أسلوبيا لها، لأجل رسوم الأزهار الباروكية التي زيّنت بها قصات كلاسيكية؛ كما قدّمت فساتين سوداء قصيرة خالدة الجاذبية يظهر فيها شعار “فرساتشي” بحجم أصغر، فيجلس بكل رقي فوق حمالات الكتف أو الأزرار.
وفي خطوة مخلصة لإرث الدار، سارت على منصة “فرساتشي” النجمات الحاليات في مجال عرض الأزياء مثل “جيجي حديد” التي افتتحت العرض، إلى جانب إحدى السوبرمودلز الأصليات التي كانت، وما زالت جزءا من عائلة “فرساتشي”، وهي “نعومي كامبل”.
تاريخ من الاعتزاز بكونها علامة الفخامة الصامتة والأعلى طلبا
نتحدّث هنا عن هوية علامة تجارية ترسّخت وصارت معروفة من دون أثر لأي شعارات رسمية، بل من خلال براعتها التقنية. واختارت “بوتيغا ڤينيتا” BOTTEGA VENETA هذه الكلمات المؤثرة لتعبّر عن هذا المبدأ: “حين تكون أحرف اسمك الأولى كافية”. وهي عبارة تشير إلى حرفَي BV المختومة على الجزء الداخلي من تصاميم الدار المصنوعة من الجلد المضفّر.
زُرعت بذور جذورها في مدينة فيتشينزا الإيطالية في عام 1966 على أيدي مؤسسيها “ميكيلي تاداي” و”رينزو زينجارو”. وهويتها اليوم هي امتداد لتلك الجذور التي تفتحت وأزهرت وتشعّبت، مع الحفاظ على حمض نووي وفيّ لبذورها. مديرها الإبداعي الحالي يتابع سرد قصة إيطالية قديمة، قصة عن الجلود الفاخرة بدأت أحداثها قبل أكثر من 56 عاما. انطلق من هذا التاريخ الطويل وهذه الخبرة المتمرسة في تقديم منتجات جلدية تنبض بالترف الصامت؛ وحافظ على هذا المعيار بمقاربته الشبيهة للملابس الجاهزة. بذكاء، أخذ “ماتيو بلازي” جوهر الدار، وحوّله إلى المحور والمفهوم والمادّة الأولية. وهذا الجوهر هو الجلد.
مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2023 من بوتيغا ڤينيتاتتألق مجموعات الملابس الجاهزة من “بوتيغا ڤينيتا” باستكشافها الحقيقي لاحتمالات جديدة وتقنياتها المدهشة التي يبتكرها أو يعيد تصورها “بلازي” من خلال تصاميمه. حتى إن المواد تخدع عيوننا أحيانا، فنرى الجلد يتنكّر على شكل مواد وخامات أخرى. يسعى “بلازي” إلى توفير كل أوجه التأنق وتقديم خزانة واسعة شاملة للمرأة العصرية التي تميل إلى تفضيل الأناقة الخافتة. وهو ما يثبت أن “بوتيغا ڤينيتا” تطورت ونمت كثيرا، مقارنة بمركزها السابق كوجهة للحقائب اليدوية الحالمة.
ملتزما بالحمض النووي للعلامة، يحوّل “ماتيو” مواد الحقائب المطلوبة إلى مواد يبني بها تصاميم الملابس الجاهزة، إلى جانب نسخه المبتكرة من الإكسسوارات وحقائب اليد المصنوعة من الجلد المنسوج بتقنية “إنتريتشاتو” الأيقونية.
مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2023 من بوتيغا ڤينيتاوفي خطوة أخرى لـ”بوتيغا ڤينيتا” اليوم أظهرت من خلالها عودتها إلى إرثها، اتخذت الدار قرارا استراتيجيا ميّزها عن منافسيها. وهو مغادرتها تماما منصات التواصل الاجتماعي، لتبقى سرّية وبعيدة عن الأضواء. من خلال هذه الخطوة، تهدف الدار إلى إنشاء تفاعل طبيعي وخلق جاذبية فريدة تكسوها سحابة من الغموض.
في الماضي، عملت الدار وتصرّفت بطريقة جعلتها حصرية، وأدّت إلى وجود جماعة وفية سرّية من المتابعين والمعجبين، وإلى شهرتها في صفوف النجوم والشخصيات المرموقة مثل “أندي وارهول” و”جاكي كينيدي”.
مجموعة الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2023 من بوتيغا ڤينيتاوتواصل الدار صون سمعتها بصفتها علامة عالية الجودة وبعيدة عن الأضواء بفضل وسائل تواصلها مع عملائها ومتابعيها اليوم.
موقع el3rosa ينشر مقالات حصرية لكل ما يهم العروسة من تجهيزات الافراح كل ما يخص الازياء و الموضة والمجوهرات اخبار عن الصحة وجمال العروسة اخر اخبار افراح المشاهير. وصفات للتخسيس.
لمزيد من المتعة والترفيه يمكنكم زيارة مواقع شبكتنا الاخبارية:
أخر أخبار الرياضة و كرة القدم و البث المباشر للمباريات موقع 442.News
اخر اخبار التكنولوجيا و الهواتف الذكية و العملات الرقمية و الجيمز موقع Yellow
أخر أخبار الفن و الكيبوب موقع 24 ساعة ترفيه
أخبار العروسة جمال العروسة – العناية بالبشرة – العناية بالشعر – مكياج – ازياء وموضة – وصفات للتخسيس – وصفات زيادة الوزن – وصفات طبيعية – وصفات ازالة الشعر – تفسير الاحلام – حظك اليوم – صفات الابراج – وصفات للمطبخ وكل احتياجات العروسة – el3rosa
أخبار المستلزمات الطبية و معامل التحاليل الطبية و تجهيز معامل التحاليل و انابيب تحضير البلازما – PRP – معلومات طبية موقع بست لاب
أخر اخبار K-POP VIDEOS K-POP k-pop music – black pink – BTC بالانجليزية موقع K-POP News
أخبار تطبيقات و العاب الاندرويد موقع Yakonta
ل اصحاب المواقع اداة فحص السيو المجانية Free SEO TOOL
خدمات انشاء المواقع حجز استضافة حجز دومين ارباح ادسنس ارباح يوتيوب تحقيق دخل من الانترنت و المدونات
ElKenz Agency وكالة الكنز