تطوير الذات | وضع أهدافك بطريقة مدروسة مفتاحكِ الذهبي لعبور بوابة 2025

لاشك أن الأهداف قد تأخذ دومًا أشكالًا مختلفة للغاية؛ اعتمادًا على نمط الحياة، والقيم الشخصية لكل امرأة وطريقة تعريفها لمفهوم النجاح؛ لكن ستظل أهدافكِ هي شيء فريد متميّز، وليس من الضروري أن تبدو كأهداف الآخرين.

وبما أن عملية وضع الأهداف قد تساعدكِ في مختلف مناحي الحياة، بدءًا من تحقيق الحرية المالية، ووصولًا إلى الالتزام بحمية غذائية صحيّة. وبمجرّد أن تتعلّمي كيفية وضع أهداف ناجحة في مجال معيّن، سيصبح وضع الأهداف في المجالات الأخرى أسهل وأبسط.

لذا سنُسلط الضوء عبر موقع el3rosa على أهمية وضع الأهداف في حياتكِ، وكيفية التخطيط لها باستخدام القواعد والمهارات اللازمة لوضعها بإحترافية، كي تعّبري بوابة 2025 بنجاحات ملموسة، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

عملية وضع الأهداف مفتاحكِ الذهني لإنجازات لامثيل لها

وبحسب دكتور مصطفى، عملية وضع الأهداف هي باختصار القّوة الدافعة التي توصلكِ إلى غايتكِ، والمفتاح الأساسي لتحقيق النجاح في جميع المجالات. سواءً كان ذلك رفع قدراتكِ الذهنية أو البدء بممارسة هواية جديدة أو غيرها. علمًا أنه حينما تكتسبين مهارة وضع الأهداف بشكل صحيح، فأنتِ قد اكتسبتِ مهارة صنّع المستقبل؛ لأنها ستتيح لكِ توسيع مدارككِ، وتحفيز نفسكِ للتغيّر على نحو لم يسبق لكِ تخيّله. ليس هذا وحسب، فوضع الأهداف بشكل مستمرّ يضمن لكِ تحقيق نجاحات صغيرة، تلعبُ دورًا مهمًّا للغاية في تحقيق النجاحات والإنجازات الأعظم، ويضمن لكِ التطور المستمر، وهذا بالضبط ما تحتاجينه للشعور بالسعادة والرضا التامّ عن نفسكِ.

أهمية وضع الأهداف لاستقبال عامكِ الجديد بتفوق وتميّز

وأضاف دكتور مصطفى، التعريف الكلاسيكي لمفهوم وضع الأهداف، يشير إلى عملية تعريف شيءٍ ما تريدين تحقيقه، ومن ثم وضع خطوات عملية وأطر زمنية واضحة تساعدكِ على الوصول إليه. أما عن أهمية وضع الأهداف فتتمثل في كونها عملية حيوية ومهمّة ستُساعدكِ على التركيز على ما هو مهم حقًا بالنسبة إليكِ، حيث أنهاتساعدكِ على قياس التقدّم الذي أحرزتيه، وتضّمن لكِ التغلّب على التسويف والتأجيل، وتمكّنكِ من بناء رؤية واضحة لأحلامكِ، حيث أنّك لن تستطيعي وضع خطّة لتحقيق أحلامكِ، ما لم تكوني تعرفين ما هيّتها.

قواعد وضع الأهداف لعبور بوابة 2025

ووفقًا للدكتور مصطفى، حتى تتمكّني من وضع أهداف حقيقية، ومناسبة تقودكِ إلى النجاح في عام 2025، لابد أن تتعرّفي أولًا على القواعد الأساسية لتحقيق ذلك، وهي كالتالي:

كّوني مُلتزمة

يعبّر الالتزام في هذا السياق عن درجة تعلّقكِ بهدفك وتصميمكِ للوصول إليه رغم العوائق التي تواجهكِ. وسواءً كنتِ تضعين هدفًا لنفسكِ أو لغيركِ، فلابد من أنّ تمتلكي الرغبة الكافية أولًا، والفهم التام لما تحتاجينه من أجل تحقيقه حتى تتمكّني من النجاح في هذه المهمة.

كّوني واضحة

الأهداف الواضحة المحدّدة تضعكِ على الدرب الصحيح للنجاح. حيث أنّه، وحينما يكون الهدف غامضًا ، فإنّه يفقد قيمته التحفيزية. فعندما تضّعي لنفسكِ هدفًا واضحًا، ستمتلكي حينها فهمًا أعمق للمهامّ التي بين يديكِ، ودورها في تحقيق الهدف؛ ستعرفي أيضًا ما الذي يتعيّن عليكِ القيام به بالضبط للنجاح  والوصول إلى هدفكِ، وسيكون ذلك مصدر إلهام وتحفيز كبيرٍ بالنسبة إليكِ.

كّوني واقعية

لابدّ للأهداف التي تضعيها أن تكون صعبة، ولكن قابلة للتحقيق في الوقت ذاته. حيث أن الأهداف التي تتحدّى قدراتكِ، ستدفعكِ لتطوير أدائك، من خلال زيادة حافزيّتكِ للبحث عن الاستراتيجيات الملائمة واكتساب المهارات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. ومن ثمّ رفع نسبة الرضى عن الذات عند النجاح في هذه المهمّة.بالمقابل، فإنّ الأهداف غير الواقعية وغير المنطقية، لن تتحقّق على الأرجح، ممّا يؤدّي إلى شعوركِ بالإحباط وعدم الرضى.

ابتعدّي عن التعقيد

إن وضع مهام شديدة التعقيد تقع خارج حدود مهاراتنا، قد يصبح أمرًا مربكًا، ويؤثر سلبًا على الروح المعنوية، والإنتاجية والدافع للاستمرار.ولهذا السبب، يعدّ وضع إطار زمني مناسب وواقعي، أحد أهمّ مبادئ وضع الأهداف. لأنه يتيح الفرصة لكِ لإعادة تقييم مدى تعقيد الهدف، ثم مراجعة الأداء وتحسينه من أجل النجاح والوصول إلى الهدف المُراد تحقيقه.

لا تتخلي عن التغذية الراجعة

تصبح عملية وضع الأهداف أكثر فعالية إذا ما تمّ إرفاقها بالتغذية الراجعة الفورية. ذلك لأن التغذية الراجعة تُسهم في تحديد درجة تحقيق الهدف، ومقدار التقدّم الذي تحرزيه؛ كذلك عندما يتم تقديم التغذية الراجعة الواضحة في الوقت المناسب، يصبح بالإمكان اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب أيضًا. حيث أنّه وفي حال تراجع الأداء مثلاً ليصبح أقل من المعايير المطلوبة لتحقيق هدف معيّن، ستتيح التغذية الراجعة إمكانية إعادة النظر في قدراتكِ، وبالتالي وضع أهداف جديدة قابلة للتحقيق. أما في حال تم تأخير التغذية الراجعة، يصبح حينها من الصعب تقييم مدى فعالية الاستراتيجيات المتّبعة في وضع الأهداف، وبالتالي تراجع الأداء والفشل في النهاية.

المهارات اللازمة لوضع أهدافكِ بإحترافية في عام 2025

وتابع دكتور مصطفى، إن كنت تواجهين مشكلة في تحقيق الأهداف التي تضعها لنفسكِ، فذلك يعني أنكِ ربما تفتقرين لبعض المهارات الأساسية المرتبطة بوضع الأهداف.لكن لا تقلقي، هذه المهارات ليست سمات فطرية يولد بها الإنسان، وإنما هي قدرات تتطوّر وتنمو بالتدريب والتمرين؛ ويمكننا تلخيص أهم المهارات اللازمة لكِ في عام 2025، فيما يلي:

مهارات التخطيط

مهارات التخطيط والتنظيم تعدّ جزءًا أساسيًا من عملية تحقيق الأهداف. فمن خلالها يصبح بإمكانكِ تحديد الأولويات والحفاظ على التركيز على المهام الأساسية بعيدًا عن الملهيات ومشتّتات الذهن.

مهارات تحفيز الذات

من دون امتلاككِ الرغبة للإنجاز، والحافز للاستمرار، ستكون عملية وضع الأهداف مهدّدة بالفشل لا محالة. وعندما تتمكّني من تحفيز نفسكِ لتحقيق هدف معيّن، سيصبح في وسعكِ البحث عن تقنيات جديدة، والعمل على اكتساب المهارات المختلفة الأخرى التي تضمن لكِ الوصول إلى هدفكِ. ليس هذا وحسب، فالقدرةُ على تحفيز نفسك في الظروف الصعبة، ستضمنُ استمراركِ حتى النهاية لتحقيق هدفك، بدلًا من الاستسلام والتخلي عن طموحك في منتصف الطريق.

مهارات إدارة الوقت

تُعتبر القدرة على إدارة الوقت بشكل فعّال مهارة ضرورية في العديد من الجوانب الحياتية، بما فيها عملية وضع الأهداف. حيث أنه وفي حال عدم أخذ الإطار الزمني المناسب بعين الاعتبار عند وضع الأهداف، سيكون الفشل نتيجة حتمية بلا شك. ليس هذا وحسب، فالوقت الذين نخصّصه لعملية التخطيط للأهداف، يؤثّر بشكل مباشر على جودة الأداء والتنفيذ. وكلّما قضيت وقتًا أطول في عملية التخطيط للأهداف، زادت فرص نجاحك في تحقيقها.

مهارات المرونة

ممّا لا شكّ فيه، أنه وفي مرحلة من المراحل، ستجدين أن الأمور لا تسير كما هو مخطّط لها. لذا فإن امتلاككِ المرونة والقدرة على التكيّف مع العوائق والحواجز سيكون عاملًا رئيسيًا يضمن الوصول إلى أهدافك وتحقيقها.

مهارات ضبط النفس

نحتاج جميعنا إلى امتلاك القدرة على ضبط أنفسنا والتحكّم في عواطفنا حتى نستطيع النجاح في تحقيق أهدافنا، شخصية كانت أو اجتماعية. وترتبط هذه المقدرة ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العاطفي. حيث يترافق مع مهارات الذكاء العاطفي المتقدّمة القدرة على تحديد الأهداف التحفيزية التي تستحقّ حقًا أن نعمل من أجل تحقيقها.

وأخيرًا، مهما كانت أهدافكِ كبيرة، طويلة الأمد أو قصيرة في عام 2025؛ سيٌمكنكِ وضعها وتحديدها بسهولة تامة؛ فما عليكِ سوى اتباع الخطوات التالية:

• ابدأي بمنح نفسكِ بضعة دقائق للقيام بعصف ذهني لأهدافك. خذي ورقة وقلمًا، وفي خلال خمس أو ستّ دقائق، اكتبي جميع الأشياء التي تريدين تحقيقها، امتلاكها، تجربتها، صنعها، أو الحصول عليها خلال العشرين سنة المقبلة؛ لذا اكتبي أكبر قدر ممكن من الأهداف، وبأسرع وقت ممكن.
• بعد أن أصبح لديكِ قائمة طويلة بأهم الأشياء التي ترغبين في تحقيقها، ألقِ نظرة ثانية عليها، وفي هذه المرة امنحيها إطارًا زمنيًا خاصًا. اكتبي عند كل واحد منها: سنة، 3 سنوات، 5 سنوات، 10، أو 20 سنة. لتوضيح الوقت الذي تحتاجه لتحقيقها.
• كوني واقعية عند تخمين الوقت اللازم لتحقيق كل هدف. واحرصي على إتمام هذه الخطوة في خلال دقيقة أو اثنتين كحدّ أقصى” كوني سريعة واتبعّي حدسكِ”.
• الآن، قومي بمراجعة القائمة مرة ثالثة، واختاري أفضل 4 أهداف تعتقدي أنكِ تحتاجين إلى سنة واحدة فقط لتحقيقها.هذه الأهداف هي التي ستجعلكِ متحمّسة حقًا، وتستحقّي أن تبدأي في العمل على جعلها واقعًا في عام 2025؛ ولا تنسي أن تكتبي بجانب كل واحد منها فقرة صغيرة تشرحي فيها الأسباب التي ستضمن لكِ تحقيق هذه الأهداف خلال 12 شهرًا، واحرصي على ألاّ تستغرقي في القيام بهذه الخطوة أكثر من 20 دقيقة.