تطوير الذات | وداعًا لمعاداة العقل والمنطق في 2024… إليكِ أساليب وخطوات فعالة للتخلص من الكسل الذهني

عندما تتحول الدماغ إلى قوالب صلبة تضع فيها الرأي، والفكرة، والمُعتقد، ولا تتحمل أي إضافات أو تعديلات أو تصحيحات؛ يُصاب العقل بالكسل الذهني، وبالتالي الإفراط أو التعصب للرأي بصفة عامة.

عمومًا، إذا كنتِ من اللاتي يُعانين من الكسل الذهني، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات؛ فلا داعي للقلق، إذ يُمكنك البدء معنا مع بداية العام الجديد في تغيير سلسلة أفكارك وترويض عقلك نحو أهدافك وكل ما تطمين إليه، وذلك بعد إطلاعك على السطور القادمة عبر موقع ” هي”، والتي ستحمل لكِ أساليب فعالة، وخطوات عملية للتخلص من الكسل الذهني سريعًا، من خلال التوصيات التي يقدمها لكِ استشاري التنمية البشرية الدكتور خالد عبد السلام من القاهرة.

الكسل الذهني نتيجة هذه الأسباب… فاحذريها

وبحسب دكتور خالد، يُعتبر الكسل الذهني أحد المعوقات التي تمنع تطوير المرأة لذاتها، أواكتسابها المهارات الجديدة المُساهمة في تعزيز ثقتها بنفسها في جميع أمور حياتها، وبالتالي لابد الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التالية، لتخطي مرحلة الكسل الذهني في عام 2024، وذلك على النحو التالي:

عدم السعي لفهم الآخر وآرائه

المرأة المصابة بالخمول الذهني لا تسأل، ولا تستوضح عن قصد الآخر، وتتسرع بالنقد في المواضيع التي تهمها.

اعتبار آرائها كافية لفهم كل ما يدور حولها

تُعتبر المرأة جميع أفكارها في الأمور المهمة مثل: “الدين، والسياسة، وغيرها” آراء مقدسة لا تقبل التعديل والتغيير.

 تصُم آذانها عن الاستماع لأي رأي مخالف لرأيها

حتى الآراء الأخرى التي لا علاقة لها في اعتقادها تمتنع عن تصديقها، وتعتبر الآراء المخالفة لها خاطئة في أي مجال كان.

النسخة الحديثة لصّم آذانها هي إلغاء المتابعة والحظر في وسائل التواصل

وذلك خوفًا من وصول أي حديث من هذا الشخص الذي لديه رأي واحد مختلف عنها، أو اتجاه ديني أو سياسي متفاوت معها.

لا تقبل أي تعديل في أي جزئية من معتقداتها

كونها ترفض أي طريقة أثناء المناقشات المتنوعة، بل وتتهم الآخر بمختلف أنواع التهم؛ وإذا وجدت أي رأي مخالف لرأيها بدلًا من الاستماع للأدلة تبحث في أدلتها وتدين بها الآخر.

تُفكر في الموضوع من زاوية واحدة ومن منظور ضيق

وهنا لا تمتلكسعة في نطاق النظر الفكري كي ترى الأمور من زواياها وأبعادها المختلفة، فإذا اعتادت أن تنظر إلى الأمور من هذه النافذة؛ فهي غير مستعدة للذهاب إلى نافذة أخرى. عمومًا لا يعني هذا الأمر أنها يجب أن “تتقبل” كل رأي جديد بل أن “تفكر” في الرأي الجديد، ولا تهجم عليه فورًا دون فهمه تمامًا.

أساليب فعالة تخلصك من الكسل الذهني

أوضح دكتور خالد، أن المرأة هي الوحيدة المسؤولة عن تغيير تفكيرها، وتعزيز مبادئها، ولكن في نفس الوقت يجب عليها أن تطرق مساحة للبحث والإطلاع، والإقتناع بآراء الآخرين، كي تستطيع اكتساب العديد من الخبرات المتنوعة المعززة لثقافتها وشخصيتها من دون استثناء، لذا يُمكن لأي امرأة تعاني من الكسل الذهني أن تتّبع الأساليب التالية:

• تخلصي من مسببات التوتر والضغط، لأنها تعيق قدرتك على تحفيز عقلك بشكل سليم.
• مارسي الرياضة بشكل منتظم، والتي من شأنها أن تعمل على تنشيط عضلاتك وقدراتك الذهنية في آن واحد.
• تعلمي لغة جديدة، فهذا من شأنه أن يدرب عقلك على اكتشاف ما هو جديد.
• داومي على ممارسة الألعاب الذهنية التي تحثك على التفكير مثل الشطرنج.
• اتخيذ من القراءة روتينًا يوميًا حتى لو قرأت بمقدار ١٥ دقيقة في اليوم.
• اشتركي في حلقات نقاش وحوار مع أشخاص آخرين حتى وإن كانوا مختلفين عنك.
• تناولي أغذية صحية وابتعدي عن تناول النشويات والسكريات تحديًا، لأنها تُسبب لك الخمول الذهني، ولا تنسي شرب الماء يوميًا بكميات كافية.

الإرادة أساس تغلّبك على الكسل الذهني.. كيف ذلك

وأضاف دكتور خالد، قبل عشر سنوات بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية الاحتفالات باليوم العالمي للكسل في العاشر من كل شهر أغسطس / آب. ورغم أن هذا اليوم يخصص من طرف الكثيرين للراحة والخمول إلا أن البعض يشعرون بالكسل والخمول بشكل دائم ومستمر. ويرى الخبير الألماني أندرياس هوفمان المتخصص في مجال التحفيز الذاتي أن الشرط الأول والأساسي للقضاء على الكسل وتحفيز العقل والجسم هو “الإرادة”. وبالتالي يُمكن للمرأة أن تجبر نفسها على القيام بنشاط ما في وقت قصير كالاستعداد لامتحان ما.

ولكن إذا لم تكن الإرادة حاضرة لديها على المدى الطويل فإن الفشل والكسل سرعان ما يعودان من جديد، ما قد يكون ذلك عائقًا لها أمام تحقيق أهدافها في حياتها العملية والشخصية، ويُمكن تقوية إرادة المرأة وتحفيز ذاتها للتغلب على الكسل الذهني، من خلال إتباعها الخطوات التالية:

ضعي الأولويات وركزي على هدف واحد

تُصاب المرأة بالكسل والفشل نتيجة الجهد الكبير الذي تبذله في حياتها اليومية، كما أن معظم قراراتها تفشل لأنها تُحمّل نفسها طاقة أكثر من اللازم؛ وسواءً تعلق الأمر بالعمل أو الدراسة أو حتى ممارسة الرياضة يجب على المرأة أن تبدأ بالأمور الصغيرة والسهلة في البداية؛ حتى لا تفقد المتعة فيما تقوم به  ولا تستنفذ طاقتها النفسية والجسدية.

احرصي دومًا على توفير فضاء مناسب

قبل شروعك في عمل ما يجب التفكير في الوسيلة والمكان؛ فعندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة ننصحك بأن يكون النادي الرياضي قريبًا من العمل بشكل يسمح لكَ بممارسة الرياضة قبل العمل وبعده. وإذا كنتِ طالبة يُمكنك مقابلة أصدقائك في مكتبة الجامعة، فهذا سيحفزك على الدراسة ويطرد الملل مقارنة بالذهاب إليها لوحدك. واعلمي جيدًا أن التحفيز الذاتي للتخلص من الكسل الذهني يحتاج دومًا لتحفيز من الآخرين.

لا تنسى مكافأة ومعاقبة نفسك

أحد الطرق الذكية للتخلص من الخمول والكسل، هي تخصيص مكافأة ذاتية عندما تقومين بعمل ما. ويُمكنك مثلًا أن تعدّي نفسك بشراء ثياب جديدة أو القيام بسفر عندما تنجحين في خفض وزنك. في نفس الوقت يجب أن تفكري في معاقبة نفسكِ في حال فشلتي في تحقيق الهدف من خلال حرمان نفسك من شيء تحبينه.

استحضري عواقب الكسل

يجب أن تُذكري نفسك بأن الكسل وتأجيل الكثير من الأمور سيكون له عواقب وخيمة؛ فالكسل والراحة هما وضعًا مريحًا تميل إليه الطبيعة البشرية. ولهذا يجب وضع موعد زمني لإلتزاماتك ويجب الإلتزام بذلك. ويمكن في بعض الأحيان تأجيل أمور أخرى ليست مستعجلة لتكريس الوقت لما هو أهم.

ضعي حدًا للتردد

يعد التردد في الكثير من الأمور التي نقوم بها في حياتنا اليومية السبب وراء الكسل. لذا قومي بخدعة بسيطة قبل الشروع في النشاط الذي تترددين في القيام به، وهو ضبط المنبه أو عقارب الساعة لمدة 10 دقائق، والشروع في القيام بالشيء، ربما تشعرين بعدها بالمتعة وتواصل القيام بما حددتيه.

خذي قسطًا من الراحة

للقضاء على الكسل الذهني يُمكنك أخذ قسطًا من الراحة بعيدًا عن العمل الذي تقومين به سواءً كان فكريًا أم عضليًا. فأثناء الكتابة مثلًا قد تتوقف عنك الأفكار، وعندما تقومين بنزهة قصيرة أو تأخذي حمامًا أو تنامي، سترجعين بعدها لنشاطك وتأتيك أفضل الأفكار المحملة بالطاقات الإيجابية.