تطوير الذات | مع بداية العام الجديد… تفكيرك الإيجابي خطوة أساسية لتغيير حياتك للأفضل

إذا كنتِ تميلّين إلى التفكير المُتشائم، فلا داعي لليأس؛ إذ يُمكنك مع بداية العام الجديد تعلم مهارات التفكير الإيجابي. وبما أن معظم الدراسات الحديثة أظهرت بالفعل، أن سمّات الشخصية مثل: “التفاؤل والتشاؤم” يُمكن أن تؤثِّر في عدة مناطق من صحتنا وعافيتنا؛ وأن التفكير الإيجابي، الذي يصحبه التفاؤلجزءًا أساسيًا من التحكم في التوتر الفعّال.

فلابد الأخذ بعين الاعتبار أن التفكير الإيجابي لا يعني أن تتجاهلي مواقف الحياة المزعجة؛ بل المقصود بالتفكير الإيجابي أن تتعاملي مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، وأن تعتقدي دومًا أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.

لذا نحن معكِ اليوم عبر موقع ” هي ” لتوجيهك نحو المسار الصحيح وتغييّر حياتك للأفضل مع بداية العام الجديد، باستخدام  أبرز مهارات التفكير الإيجابي، وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرة الدكتور مدحت علي من القاهرة.

تفكيرك الإيجابي خيّط موصّول بالحديث مع النفسّ

وبحسب دكتور مدحت، يبدأ التفكير الإيجابي دومًا بالحديث مع النفسّ.الحديث مع النفسّ هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفيّة التي تجري في رأسك. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. ويكون بعض حديثك مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق. وقد يأتي حديث آخرإلى النفسّ نتيجة مفاهيم خاطئة تشكّلت لديكِ بسبب نقص المعلومات، أو توقعات ناتجة عن أفكارك المسبقة عما قد يحدث. وبالتالي، إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة متشائمة على الأرجح. أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنكِ شخص متفائل، أي إنكِ شخص يُمارس التفكير الإيجابي.

تفكيرك الإيجابي تأثيراته إيجابية على صحتك في المقام الأول

وأضاف دكتور مدحت، يواصل الباحثون جهودهم في اكتشاف آثار التفكير الإيجابي والتفاؤل على صحة المرأة؛ إذ ترى إحدى النظريات أن التحلِّي بنظرة إيجابية يُتيح للمرأة التأقلم بطريقة أفضل مع المواقف المسبِّبة للتوتّر؛ ما يُقلِّل ذلك من الآثار الصحية السيئة التي يُسبِّبها الضغط النفسي لجسدك.ومن المعتقد أيضًا أن المرأة الإيجابية والمتفائلة تمّيل إلى اتباع أنماط حياة أكثر صحة، فهيتُمارس المزيد من الأنشطة البدنية، وتتبع نظامًا غذائيًا سليمًا؛ وذلك لتتضمن الاستفادة من فوائد التفكير الإيجابي، والتي أبرزها:

•  خفض معدلات إصابتها بالاكتئاب.
•  إطالة أمد التمتُع بحياتها الصحية
• التقليل من مستويات شعورها بالتوتر والألم
• مقاومة عالية ضد إصابتها بالأمراض المزمنة.
•  التمتع بصحة نفسية وبدنية أفضل.
•  تُحسّن مهارات التكيف لديها خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتر.
•  تُحسن صحة القلب والأوعية الدموية لديها، وتُقلل مخاطر الوفاة الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية.

أشكال الحديث السلبي مع النفس لتتّجنبيها

من ناحية أخرى، أكد دكتور مدحت، أن كل امرأة عليها أن تسأل نفسها هل حديثها مع نفسها إيجابيًا أم سلبيًا؟، ولكي تتخلص المرأة من التفكير السلبي يجب عليها تجنب بعض الأشكال المعروفة للحديث السلبي مع النفس، وأهمها:

تضخيم الأمور

تختّلقين الكثير من المُشكلات البسيطة.

البحث عن الكمال

البحث دومًا عن المعايير المُستحيلة، وعدم تقبل الفشل.

القُطبيّة

ترّين دومًا الأمور إما جيدة وإما سيئة. ولا توجد حلول وسط لديك.

قول “كان يجب عليك” فعل شيء ما

تُفكرين في كل الأشياء التي تعتقدين أنه كان يجب عليكِ فعلها، وتلومين نفسكِ لعدم فعلها.

اللوم

تُحاولي أن تقوليأن شخصًا آخر مسؤول عما حدث لكِ بدلاً من مسؤوليتك أنت. وبهذا تتجنبين تحمُل المسؤولية عن أفكارك ومشاعرك.

شخّصنة الأمور

عندما يحدث شيء سَيِّئ، تلومين نفسك تلقائيًا. على سبيل المثال، سمعتَ أنه ألغيت أمسية الخروج مع الأصدقاء، وتفترضين أن الخطط تغيرت لأنه لا أحد يريد وجودك.

التنقّية

تضخيم النواحي السلبية لموقف ما وتجاهل جميع النواحي الإيجابية فيه. فعلى سبيل المثال، كان يومك في العمل رائعًا. أكملتِ جميع مهامك قبل الوقت المحدد، وتمتّ مجاملتك على إنهاء المهمة بسرعة وبدقة؛ ولكنكِ في المساء ركزتي فقط على خطتك لتنفيذ مهام أكثر ونسيتّي المجاملات التي تلقيتينها.

اختلاق الكوارث

تتوقعّي الأسوأ تلقائيًا دون أن تكون هناك حقائق تدل على أن الأسوأ سيحدث. على سبيل المثال؛ يتلقى المقهى طلبك، وأنتِ في سيارتك، وتحصلي على طلب غير الذي تريدينه، ومن ثم تظنينأن بقية أحداث يومك ستكون كارثية.

مهارات التفكير الإيجابي بسيطة… فلا تستغني عنها

وفي هذا الصدد، أكدت دكتور مدحت، أن تعلم المرأة كيف تحوّل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي عملية سهلة وبسيطة، ولكنهاتحتاج إلى وقت وممارسة لتكتسبي عادات جديدة في نهاية الأمر. وفيما يلي أبرز المهارات التي قد تُساعدك على التفكير والتصرف بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلًا مع بداية العام الجديد، وذلك على النحو التالي:

جرّبي الحديث الإيجابي مع النفسّ

ابدأي بهذه القاعدة البسيطة؛ لا تُحدِّثي نفسكِ بأي شيء لا تستطعين قوله للآخرين، وكوني رحيمة بنفسك وشجعيها. عمومًا، إذا خطرت لكِ فكرة سلبية، فقيِّميها بطريقة عقلانية، واستجيبي للتأكيدات بشأن ما تتميزين به من صفات جيدة، وفكِّري في أشياء تُقدريها في حياتك.

حددّي ما تريدين تغييره

إذا كنت تريدين أن تصبحي أكثر تفاؤلًا، ويكون تفكيرك أكثر إيجابية، فحددّي أولًا جوانب الحياة التي تُفكرين فيها عادة بطريقة سلبية؛ سواءً كانت العمل أو الانتقالات اليومية أو تقلبات الحياة أو علاقاتك. يُمكنك البدء بشكل بسيط بالتركيز على أحد الجوانب لتفكرين فيها، وتتعاملين معها بطريقة أكثر إيجابية، كذلك فكري بشكل إيجابي للتحكم في توترك بدلًا من التفكير بشكل سلبي.

قيّمي نفسك

توقفّي عن التفكير السلبي؛ وقيّمي ما تُفكرين فيه بشكل مُتكرر خلال اليوم. وإذا وجدتِ أن أغلب أفكارك سلبية، فحاولي إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها.

كوني مُنفتحة للمزاح

أعطّي نفسكِ الإذن للابتسام أو الضحك، وخصوصًا أثناء الأوقات العصيبة؛ كذلك ابحثي عن المرح فيما يحدث كل يوم. فحينما تضحكين من الحياة، ستشعرين بتوتر أقل!

اتبعّي نمط حياة صحي

احرصي على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبًا في معظم أيام الأسبوع. ويُمكنك أيضًا تقسيمها على فترات مدة كل منها 5 أو 10 دقائق خلال اليوم. فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيًا في مزاجك، وتخلصك من التوتر. كذلك اتبعّي نظامًا غذائيًا صحيًا لتوفير الطاقة لعقلك، وجسدك، ولا تنسي أن تحصلي على قسط كافٍ من النوم.

خالطّي الأشخاص الإيجابيين

وأخيرًا، تأكدي من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين، يُمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالنصائح والملاحظات المفيدة. وعلى الجانب الآخر، ابتعدي عن الأشخاص السلبيون دومًا؛ كونهم سبببب جوهري في رفع مستوى التوتر لديكِ، وقد يجعلونكِ تشكّين في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية.