تطوير الذات | ما هي مهارات حل المشكلات وكيف تقومين بتطويرها

يُشير مصطلح  مهارات حلّ المشكلات إلى القدرة على إيجاد الحلول الفعّالة لمختلف المشكلات التي تواجهكِسواءً في حياتكِ العملية أو  الشخصية من دون استثناء؛ وفي الوقت المناسب الذي يضمن تفادي الخسائر أو تقليلها قدر الإمكان.

من هذا المنطلق، سنطلعكِ عبر موقع ” هي” على خطوات أساسية لابد من اتباعها وأهم مهارات حلّ المشكلات التي يجب أن تكتسبيها لتطوير ذاتكِ وتعزيز قراراتكِ من دون التأثيرات السلبية التي تتعرضين لها في جميع أمور حياتكِ، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور إسلام فتحي من القاهرة.

خطوات حلّ المشكلات في جميع أمور حياتكِ

في  البداية، أكد دكتور إسلام، على أن عملية حل المشكلات بصفة عامة، يجب أن تتضمن الخطوات التالية:

• تعريف المشكلة وتحديدها.
• البحث عن حلول بديلة.
• تقييم واختيار الحلول المناسبة لحلّ المشكلة.
• تطبيق الحلّ المناسب على أرض الواقع.
• الحصول على تغذية راجعة والتجاوب معها بالأسلوب المناسب.

أهمية تطوير مهارات حلّ المشكلات

وتابع دكتور إسلام، لا يمكن للمرأة أن تعيش حياة كاملة من دون أن تواجهه صعوبات وعقبات غير متوقعة، ممّا يجعل من مهارات حلّ المشكلات عنصرًا أساسيًا لابدّ منه، وفيما يلي إليكِ أهمّ منافع امتلاككِ هذه المهارات:

تحويلكِ المستحيل إلى ممكّن

المعرفة والعلم وحدهما لا يكفيان لحلّ المشكلات، وإنّما امتلاككِ المهارات المناسبة والقدرة على التطرّق للمشكلة بأسلوب منهجي ذكي هو ما يضمن الوصول إلى الحلول الفعّالة التي ترضي جميع الأطراف.

وصولكِ إلى التميّز

المرأة في الغالب مدرّبة على القيام بالأمور الاعتيادية، حيث أنهاتمتلك المعرفة والمهارات اللازمة للقيام بهذه الأمور الروتينية، إلا أنهاتفشل في الغالب في حلّ المشكلات غير المتوقعة أو تلك التي تقع خارج نطاق معارفها. لذا فامتلاككِ مهارات حلّ المشكلات على اختلاف أنواعها سيجعلكِ بلا شك متميّزة بين أقرانكِ، وفي مجتمعكِ، وتضمن لكِ الوصول إلى مراتب عليا في مختلف المجالات.

تعزيز ثقتكِ بنفسكِ

إن امتلاككِ مهارات حلّ المشكلات، سيجعلكِ تؤمنين بنفسك أكثر، لأنكِ في أعماقكِ واثقة بقدرتكِ على حلّ ما يعترضّك من مشكلات، فلا تنفقين وقتكِ في القلق بشأن ما تفعليه، وفي كيفية التصرّف إن واجهتكِ أي عقبة.

أساليب فعالة لاكتساب مهارات حلّ المشكلات

وبحسب دكتور إسلام، إن كنتِ ترغبين في الانتقال بمهاراتكِ إلى المستوى التالي، وتطوير قدرتكِ على حلّ المشكلات، ف عليكِ اتباع هذه الأساليب الفعالة، وذلك على النحو التالي:

اكتسبي معارف جديدة

حاولي اكتساب مهارات تقنية جديدة في مجال عملكِ أو دراستك، فحلّ المشكلات سيصبح أسهل إن كانت معرفتك وخزينتك من المعلومات عنها أكبر؛ كذلك يُمكنكِ اكتساب معارف جديدة من خلال حضور ورشات العمل أو الالتحاق بالبرامج التدريبية، أو التسجيل في الدورات عبر الإنترنت.

دربّي عقلكِ

كما يحتاج جسمك للرياضة كي يبقى بصحة جيّدة، يحتاج عقلكِ أيضًا للتمرين والتدريب كي يحافظ على قدراته ويتطوّر فيها. لذا احرصي على تمرين عقلك بشكل دائم من خلال ممارسة بعض الألعاب الذهنية مثل: “الشطرنج، الكلمات المتقاطعة، الألعاب الاستراتيجية، تمارين المنطق والمعادلات الرياضية”.

استمعي للموسيقى باستمرار

يٌساهم استماعكِ للموسيقى باستمرار، وأيضًا إجراءكِ التمارين الذهنية في تحفيز الدماغ وبالتالي رفع كفاءته في حلّ المشكلات.

عليكِ بالرقص

هل تعلمين أن للرقص تأثير إيجابي على المعالجة العصبية؟، هذا صحيح. فالرقص بأشكاله المختلفة يُسهم في تطوير مسارات عصبية جديدة في الدماغ، وبالتالي التغلّب على انسداد الدوبامين الذي يحولّ بينك وبين الوصول إلى حلول مناسبة لمشكلاتكِ. عمومًا، ليس من الضروري أن تكوني راقصة بارعة، فما عليكِ سوى تشغيل أغانيكِ المفضّلة، وتحريك جسدكِ قليلًا لتجديد الطاقة في جسمكِ، وتحفيز التفكير الإبداعي لديكِ.

احتفظي بدفتر خاص لتدوين أفكارك

بدلًا من الاحتفاظ بالأفكار في رأسك، ومن ثم محاولة تذكّرها عند الحاجة، احتفظي بمذكّرة خاصة، ودوّني فيها أفكاركِ الخاصة حالما تخطر لكِ؛ ثم يُمكنكِ بعدها الرجوع إليها، ومراجعتها، واختيار ما يناسبكِ منها.

استعيني بخرائط عقلكِ

ترتبط هذه النقطة كثيرًا بسابقتها، إذ يمكنك كتابة أفكارك على شكل خريطة ذهنية، وذلك من خلال كتابة المشكلة في مركز الصفحة، ورسم خطوط رئيسية تتفرع من المركز تبيّن أسباب المشكلة، ثمّ إضافة خطوط فرعية توضّح أيّ تفاصيل أخرى متعلّقة بالمشكلة. ثم ارسم بعدها خريطة ذهنية أخرى تبيّن جميع الأفكار والحلول الممكنة لهذه المشكلة؛ ومن خلال تدوين الحلول في التفرعات الرئيسية وتفاصيل كل حلّ في خطوط متفرّعة من الخطوط الرئيسية. وهنا تأكدي أن هذه الطريقة ستساعدكِ على ترتيب أفكاركِ بشكل أفضل، ومقارنة مختلف الحلول المتاحة أمامكِ، ثم اختيار ما يناسبكِ منها.

تعلمي من الآخرين

ابحثي من حولك عن أشخاص يمتلكون مهارات حلّ المشكلات، وتعلّمي منهم، وراقبي تصرفاتهم، وادرسي استراتيجيتهم في مواجهة العوائق والعقبات. كما يُمكنك سؤالهم أيضًا عن أفضل السبل التي يتبعونها للتعامل مع مشكلاتهم. ومن ثم قومي بتطبيق هذه الاستراتيجيات على مشكلاتكِ الخاصة.

مهارات حل المشكلات نضعها بين يديكِ لتطوير ذاتكِ

ووفقًا للدكتور إسلام، كما هو الحال مع مختلف المهارات المرنة، تضمّ كل مهارة رئيسية عددًا من المهارات الفرعية التي تندرج تحتها، حيث يمكننا تلخيص أهمّ مهارات حلّ المشكلات فيما يلي:

مهارات البحث

إذ يتطلّب تحديد المشكلة وإيجاد حلول بديلة لها، البحث والتقصّي، وقد يكون البحث بسيطًا وسريعًا باستخدام محركات البحث، أو قد يكون معمّقًا وكثيفًا يشتمل على جولات ميدانية وإجراء اتصالات مع خبراء في المجال. وفي كلتا الحالتين لابدّ من امتلاككِ مهارات قوية في أساليب البحث واستراتيجياته.

المهارات الإبداعية

إن أغلب المشكلات غالبًا ما تحلّ إمّا باتباع طريقة حدسية أو من خلال منهجية محدّدة. إذ تستخدم الطريقة الأولى في إيجاد حلول للمشكلات التي لا تتطلب معرفة جديدة خارجية، في حين يتم اللجوء للمنطق والتفكير التحليلي لحلّ المشكلات الأكثر تعقيدًا، وفي هذه الحالة لابدمن امتلاككِ مهارات التفكير الإبداعي، وذلك من خلال ” قراءة مواضيع خارج نطاق اهتماماتكِ، مشاهدة الأفلام المتنوعة، والاستمتاع بالألوان المحفزة على الإبداع ” الأزرق والأخضر”، وتطوير عقلكِ بالابتعاد عن كل الوسائل التكنولوجية من حولكِ، والاستعانة بورقة وقلم يوميًا لمدة 30 دقيقة”.

مهارات الاستماع الفعال

هي القدرة على تحويل انتباهكِ إلى الشخص الذي يتحاور معكِ؛ وإظهار احترامكِ له، لبناء علاقة قوية وطيبة بينكِ وبينه. لذا لا تقاطعي المتحدث، ولا تستحوزيعلى مجرى الحوار، ولا تستخدمي الهاتف أثناء حديثكِ معه، ولا تستغرقي وقتكِ في التفكير بجواب أو ردّ لما يقوله.

مهارات الذكاء العاطفي

حلّ المشكلات لا يقتصر فقط على الذكاء العلمي أو الـ IQ، فمعرفة مشاعر الآخرين والمقدرة على تفسيرها، ومن ثم اختيار الحلّ المناسب بناءً عليها يعدّ من أهم مهارات حلّ المشكلات. وهنا لا تنتظري مقابلًا، وكوني متسامحة، وركزي على المشاكل الحقيقة فقط.

مهارات إدارة المخاطر

ينطوي حلّ المشكلات على نسبة معينة من المخاطرة قد تزيد أو تنقص بحسب نوع المشكلة وطبيعتها. لذا لابدّ من امتلاككِ قاعدة قوية من مهارات إدارة المخاطر لضمان التعامل مع العواقب غير المتوقعة بحرفية وذكاء.

مهارات اتخاذ القرارات

ترتبط هذه المهارات بمهارات حلّ المشكلات ارتباطًا وثيقًا، فاتخاذ القرار السليم واختيار الحلّ المناسب من بين عدّة حلول مقترحة يعتبر جزءًا مهمًا من عملية حلّ المشكلة.

مهارات العمل الجماعي

فالكثير من المشكلات تُحلّ حينما يشارك في حلّها عدد أكبر من الأشخاص. ولا يقتصر العمل الجماعي على الوسط الوظيفي وحسب؛ بل يتوسّع ليشمل المنزل، والمدرسة ومختلف البيئات، والمواقف.