تطوير الذات | ما هو تعريف الذكاء العاطفي وأهميته وأسباب تحسين ذكائك العاطفي؟

يجادل الكثير من الناس بأن الذكاء العاطفي أكثر أهمية من معدل الذكاء (IQ) وعندما يتعلق الأمر بالنجاح، سواء من حيث الحياة المهنية أو الشخصية فإن هذا يبدو منطقي إلى حدٍ كبير.

ما هو الذكاء العاطفي؟

وفي البداية، وقبل الحديث عن أهمية تنمية الذكاء العاطفي لدى الإنسان، تتناول السطور التالية تعريف مصطلح الذكاء العاطفي الذي ردده البعض على منصات مختلفة وفي مواقف عديدة، ولكنه غير واضح لبعض الأشخاص، وإليكِ تعريفان لـ الذكاء العاطفي تم الاتفاق عليهم وهما كالتالي:

1. الذكاء العاطفي هو مقياس لقدرة الفرد على التعرف على عواطفه وإدارتها، ومشاعر الآخرين، سواء بشكل فردي أو في مجموعات”
2. الذكاء العاطفي (EQ) هو القدرة على تحديد واستخدام وفهم وإدارة عواطفك بطرق إيجابية لتخفيف التوتر والتواصل بفعالية والتعاطف مع الآخرين والتغلب على التحديات ونزع فتيل الصراع، وتتيح لنا هذه القدرة أيضًا التعرف على ما يعانيه الآخرون عاطفيًا وفهمه، وهذا الاعتراف والفهم، في معظمه، هو عملية غير لفظية تُعلم التفكير وتؤثر على مدى جودة تواصلك مع الآخرين.

وما تخبرنا به التعريفات سالفة الذكر هو أن الذكاء العاطفي يعتبر بمثابة مجموعة من المهارات والقدرات التي تمكننا من التفاعل بنجاح وبطريقة إيجابية مع الأشخاص من حولنا، وبالتالي المساهمة في نجاحنا، ليس فقط في مكان العمل، ولكن في كل جانب من جوانب الحياة.

وبعض هذه المهارات والقدرات التي تتعلق بـ الذكاء العاطفي ما يلي:

• القدرة على التكيف مع التغيير.
• أن يكون الشخص لديه مهارات حل النزاعات.
• التعاطف مع الآخرين بصورة واضحة.
• مهارات التفاوض مع الآخرين.
• الوعي الذاتي تجاه الأمور من حوله.
• التحكم الذاتي في الأمور.
• الدافع الذاتي.

ما أهمية الذكاء العاطفي؟

ووفقًا للعديد من الخبراء، فإن ذكائك العاطفي هو الأساس لمجموعة من المهارات المهمة، فهو يؤثر تقريبًا على كل ما تقوليه وتفعليه كل يوم مع الأشخاص المحيطين بكِ في حياتك اليومية، سواء في العائلة أو بيئة العمل.

كما أن كونك ماهرًا وذو خبرة في عملك، والحصول على علامات جيدة في المدرسة، والذكاء بشكل عام، ليس جيدًا بما يكفي إذا كنتِ تريدين النجاح، حيث إن الأشخاص الناجحون حقًا هم أولئك الذين يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء العاطفي، حيث يعرفون كيفية التفاعل بفعالية مع الآخرين وليس فقط التعامل معهم بحدة وجفاء.

وبغض النظر عن ميولك الاجتماعية، يجب أن تتذكري أن البشر كائنات اجتماعية، مما يعني أن العلاقات الشخصية وكيفية إدارتها ستلعب دائمًا دورًا في مدى نجاحك، ولن يفيدك أن تمتلكي أفضل المهارات من بين جميع الأشخاص في مجالك، ولكن لا يمكن لأحد أن يتحمل العمل معك.

وفي ما يلي بعض الأسباب التي تجعل الذكاء العاطفي مهمًا، ولماذا يجب عليكِ العمل على تطويره بصفة مستمرة:

1- الذكاء العاطفي يؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات

يؤدي الذكاء العاطفي إلى زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات، وذلك لأن من خلال التعامل الجيد مع الآخرين سيعود ذلك عليكِ بالتأكيد، فإن احترام الناس وتقديرهم نابع من معاملتك الطيبة معهم.

2- يساعدك على التعامل مع التوتر بشكل أفضل

يمكّنك الذكاء العاطفي من التعرف على مشاعرك وفهم سبب شعورك بها، وبمجرد أن تتمكني من التعرف على مشاعرك وفهمها، يمكنك الاستجابة لها بطريقة بناءة، مما يساعد على تقليل التوتر المستمر.

3- يساعدك على التكيف بسهولة أكبر مع التغيير

وعلى صعيد متصل، يساعدك الذكاء العاطفي على التكيف بسهولة أكبر مع التغيير، وهذا مهم بشكل خاص في بيئة العمل الحديثة، حيث التغيير أمر ثابت.

4- يساعدك على التواصل بشكل أكثر فعالية

ويساعدك الذكاء العاطفي أيضًا على التواصل بشكل أكثر فعالية مع الأشخاص من حولك، الأمر الذي يخلق جو عام من الألفة والمحبة.

5- يساعدك على تكوين العلاقات الشخصية والحفاظ عليها

وفي السياق ذاته، يساعدك على تكوين العلاقات الشخصية والحفاظ عليه الأمر الذي يؤدي إلى حياة اجتماعية أكثر إشباعًا وحياة مهنية أكثر نجاحًا.

6- يجعلك قائدة أفضل

وفي حال كنتي متولية منصب قيادي ما، فإن الذكاء الاجتماعي يجعلك أكثر قدرة على القيادة، والتعامل مع فريق العمل.

وأخيرًا؛ إذا لم يكن لديكِ القدرة الكافي من المعرفة بقيمة وأهمية الذكاء العاطفي، خذي لحظة للتفكير في الاقتباس التالي:

“ربما ينسون ما قلته، لكنهم لن ينسوا أبدًا ما جعلتهم يشعرون به.. كارل بوينر”

وهذه العبارة تلخص مدى أهمية الذكاء العاطفي عندما يتعلق الأمر بالتفاعل مع الأشخاص من حولك، وإذا كنتِ تريدين أن يستمتع الناس بوجودهم حولك، وأن يشكلوا ذكريات إيجابية عنكِ، فأنتِ بحاجة إلى فهم مشاعرهم، بالإضافة إلى تأثيرك على عواطفهم.

الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتطوير ذكائك العاطفي

الآن بعد أن تعرفتي على سبب أهمية تطوير ذكائك العاطفي، فقد حان الوقت للتركيز على الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتطوير ذكائك العاطفي:

1. أول شيء يجب عليكِ فعله هو إدراك أن الذكاء العاطفي هو شيء يمكنك تطويره، وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يتمتعون بذكاء عاطفي طبيعي أكثر من غيرهم، إلا أنه شيء يمكننا جميعًا تعلمه وتطويره من خلال الممارسة.
2. وبمجرد أن تعرف ما يستلزمه الذكاء العاطفي، ستحتاجين إلى التدرب على دمج تلك المهارات في حياتك اليومية، وتذكري أن العادات تتشكل من خلال التكرار، وهذا يُعني أنه كلما مارستِ شيئًا ما، كلما كان ذلك طبيعيًا بالنسبة لكِ.
3. خذِ الوقت الكافي لرؤية الأشياء من وجهة نظر الآخرين، حيث يعد التعاطف جزءًا مهمًا من الذكاء العاطفي، ولا يمكنك إظهار التعاطف دون النظر إلى الموقف من وجهة نظر شخص آخر.
4. بينما تشمل الخطوات الأخرى التي يمكنك اتخاذها لتحسين ذكائك العاطفي قراءة الكتب والمقالات حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى حضور الدورات التي تركز على تنمية المهارات الشخصية.