تطوير الذات | الأمر يتطلب تطوير مجموعة من المهارات.. كيف تصبحين ناضجة عاطفيًا؟

النضج العاطفي هو قدرة الفرد على التعامل بشكل صحيح وبنّاء مع العواطف والمشاعر المختلفة، سواء كانت له أو للآخرين. إنه القدرة على التحكم في ردود الفعل العاطفية، وفهمها، والتعبير عنها بطرق صحية ومناسبة. يتضمن النضج العاطفي القدرة على التعرف الى العواطف والمشاعر المختلفة وتسميتها، وفهم أصولها وأسبابها، والتعبير عنها بطرق تعزز التواصل والعلاقات الصحية.

عندما تكونين ناضجة عاطفيًا، فإنكِ تستطيعين التعامل مع التحديات والضغوط العاطفية بطرق إيجابية، وتتمتعين بقدرة على التحكم في انفعالاتكِ وتفكيركِ، وتعبيركِ عن المشاعر بشكل صحيح من دون إيذاء الآخرين. المرأة الناضجة عاطفيًا قادرة على التفاعل مع الآخرين بتوازن واحترام، وتتمتّع بقدرة على فهم ومعالجة الصعوبات العاطفية وحل المشكلات بطرق بنّاءة.

النضج العاطفي يتطلب تطوير مجموعة من المهارات والصفات مثل الوعي الذاتي، وتنظيم العواطف، والتحكم في الانفعالات، والقدرة على التعاطف وفهم المشاعر الأخرى، والتواصل الفعّال. يتم بناء النضج العاطفي عبر التعلم والتدريب والتجارب الحياتية، ويمكن تحقيقه من خلال العمل الذاتي والمرافقة العاطفية والدعم اللازم.

لتحقيق النضج العاطفي، يمكنكِ اتباع مجموعة من الخطوات والممارسات التي تساهم في تنمية الوعي العاطفي لديكِ وتطوير المهارات اللازمة. إليك بعض النصائح لتحقيق النضج العاطفي:

زيادة الوعي الذاتي

قومي بمراجعة طرق تفكيركِ وتصرفاتكِ العاطفية. حاولي تحديد الأنماط السلبية أو التفكير الضيق الذي قد قد يؤثر على استجاباتك العاطفية. . اسألي نفسكِ عن أصل تلك المشاعر وكيف يمكنكِ تعزيز التعاطف والتفاعل الإيجابي.

تعلم التعامل مع الصعوبات العاطفية

قد يكون من الصعب التعامل مع بعض الصعوبات العاطفية مثل الغضب، أو الحزن، أو التوتر. اكتشف وسائل تعامل صحية مثل التحدث مع الثقة، أو الكتابة في مذكرة، أو ممارسة النشاطات المهدئة والمريحة التي تساعدك على التعبير عن تلك المشاعر ومعالجتها.

تعلم التعبير الصحي

 لإكتساب المهارات اللازمة للتعبير عن المشاعر بطرق بنّاءة ومناسبة، ابحثي عن الأساليب التي تناسبكِ، مثل التحدث بصراحة واحترام، والتعبير عن الاحترام والتقدير للآخرين من دون اللجوء الى التفكير الزائد.

تطوير التفكير الإيجابي

تعلمي كيفية تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. حاولي تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار تشجع التعلم والنمو، والتركيز على الحلول.

تعلم التحكم في الانفعالات

تعلمي استراتيجيات للتحكم في الانفعالات السلبية والتفاعلات العاطفية المكبوتة. قد تشمل هذه الاستراتيجيات التنفس العميق، والتأمل، وممارسة التمارين الرياضية أو النشاطات الهادئة التي تساعد على تهدئة العواطف المنفعلة.

تعلم التعاطف والتفاهم

 حاولي فهم المشاعر والتجارب العاطفية للآخرين. كوني متعاطفة ومتفهمة لمشاعرهم وظروفهم الشخصية. قومي بالاستماع الفعّال وتطوير قدرات التعاطف والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.

تطوير مهارات التواصل العاطفي

 تعلمي كيفية التعبير عن مشاعركِ بشكل واضح ومناسب، واستخدام لغة الجسد والصوت والكلمات بشكل فعّال.

البحث عن الدعم والمرافقة

 إذا كان الأمر صعبًا، فلا تترددي في طلب المساعدة من أصدقائكِ أو أفراد العائلة أو محاولة الحصول على المساعدة من مستشار عاطفي أو مدرب.

أمثلة من الحياة تفيدكِ في رحلتكِ لتطوير الذات وتحقيق النضج العاطفي

إعادة صياغة النقد

اذا قال لكِ حبيبكِ: “اشعر بالحزن عندما لا تسألين عني”. من الممكن أن تفهميها كالتالي: “أنتِ شخص سيء لأنكِ لم تسألي عني”.

لاحظي متى تأخذين الأمور على أنّها هجوم شخصي ضدّكِ. اطرحي سؤالاً للمتابعة بدلاً من الدفاع عن نفسك أو الإنطواء، على سبيل المثال أجيبي: “هل تطلب مني أن أسأل عنك أكثر؟ هل سيساعدك ذلك على الشعور بمزيد من الارتباط؟”.

لا تدفعي الآخرين الى توخي الحذر  من أقوالكِ وأفعالكِ

التفاعل الشديد قد يدفع الناس الى الخوف من المجيء إليكِ. خذي نفسًا عميقًا عندما تشعرين بعدم الراحة. وقولي لنفسكِ “أنا بأمان”. لا يستخدم الناضجون التفاعل لتجنب المواقف.

ابحثي عن الحلول

 الأشخاص الناضجون يدخلون في الصراع بحثًا عن حلول. يمكنهم قبول عيوبهم ويمكنهم البقاء على اتصال بدلاً من الإنطواء على الذات. هذا يبني الثقة والألفة العاطفية.