تطوير الذات | الدكتورة جنى بو رسلان تتحدث عن برنامج “صُنّاع التغيير” على TikTok

يُحدث صُنّاع محتوى منصّة “تيك توك” تأثيراً إيجابياً على المنصة وخارجها كل يوم، من خلال مقاطع فيديو لأبطال رائعين يقدمون نصائح قيمة، ومعلمين معاصرين يجمعون بين الإبداع والأصالة في أسلوب تدريسهم الجذاب. بالإضافة إلى الشخصيات النابضة بالحياة التي تُظهر لمشاهديها أن الحياة لا تقتصر على الحالة الجسدية أو الظروف المادية، وأبطال الاستدامة الذين يشاركون حلولاً إبداعية وصديقة للبيئة للمشاكل اليومية.

وانطلاقا من التزامها الراسخ والمتواصل بنشر الإيجابية ومشاركة الأعمال الخيرية من خلال تعظيم الاستفادة من مجتمع #TikTokforGood، أطلقت “تيك توك” “برنامج صُنّاع التغيير على TikTok”، وهو أول برنامج عالمي يهدف لزيادة تأثير صناع المحتوى اجتماعياً، من خلال تسليط الضوء على صُنّاع المحتوى والمنظمات غير الربحية التي تصنع تغييراً هادفاً في مجتمعاتهم من خلال المنصّة. طوال هذا البرنامج الذي يستمر لمدة 6 أشهر ستدعم المنصّة صُنّاع المحتوى لبناء مجتمعات فعالة وفتح فرص حقيقية من خلال أدوات وموارد وتبرعات مخصّصة لمنظمات غير ربحية معيّنة، مما سيسمح لهم بإحداث تأثير أكبر لقضاياهم المجتمعية.

برنامج “صُنّاع التغيير” على TikTok
يضّم هذا البرنامج 50 من صُنّاع المحتوى ذوي التأثير المجتمعي من جميع أنحاء العالم. سواء كان الأمر يتعلق بنشر الإيجابية أو مشاركة الأعمال الخيرية، يواصل صُنّاع التغيير هؤلاء الدفاع عن مجتمعاتهم وإلهامها وتثقيفها لدفعها إلى إحداث تغيير جماعي على منصّة “تيك توك” وخارجها.

ومن أبرز شخصيات البرنامج الدكتورة جنى بو رسلان، متحدثة ومحاضرة ومدربة وصانعة تغيير إقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الدكتورة جنى بو رسلان هي محاضرة جامعية تتمتع بالخبرة في علم النفس التربوي. عملت في التدريس في جامعات مختلفة في لبنان والإمارات العربية المتحدة. حاصلة على درجة الدكتوراه في القيادة التربوية من الولايات المتحدة وشهادة CTI في التدريب على الحياة. في عام 2023 مرت بتحول مهنيّ كبير، وتركز عملها على التدريب، الإعلام ونشر الوعي حول العديد من الموضوعات التي لا تحظى بالاهتمام الكافي ولكنها بالغة الأهمية في المجتمع مثل الثقة بالنفس، الحدود الصحية وتحقيق الأهداف.

اليكم هذا اللقاء الخاص مع الدكتورة رسلان..

كيف ترين تأثير منصّات التواصل الاجتماعي مثل منصّة “تيك توك” على المجتمعات والثقافات المختلفة، خاصةً بالنسبة للشباب؟
تتمتّع منصّة “تيك توك” بتأثير كبير على المجتمعات والثقافات في جميع أنحاء العالم، وخاصّة بين الأجيال الشابة، باعتبارها ظاهرة ثقافية غيّرت مفهوم صُنع واستهلاك المحتوى بشكل جذري. بإمكان منصّة “تيك توك” أن تصل إلى جميع أنحاء العالم على سبيل المثال، فقد اكتسبت شعبيّة واسعة بسرعة كبيرة بفضل واجهتها السهلة الاستخدام وجاذبية المحتوى. تُتيح هذه المنصّة صُنع ومشاركة مقاطع فيديو قصيرة ومسلية يُرافقها موسيقى أو مقاطع صوتيّة. علاوةً على ذلك، يكمن نجاح المنصّة بقوة الخوارزميّة التي تُميّزها، إذ تستخدم الذكاء الصناعي لفهم “صفحة لك” (For You Page) وتفضيلات المستخدمين لتُقدّم لهم محتوى مُخصّص يناسبهم ويلقى إعجابهم. وذلك يؤدّي إلى تمكن كل من المبدعين والمستخدمين الجدد من الوصول إلى جمهور ومحتوى أوسع. يجب علينا أن نذكر أيضاً تأثير المنصّة الثقافي والاجتماعي الإيجابي، فقد أثّرت المنصّة على الثقافة الشعبية واتجاهات الموضة وحتى اللغة، إلى أن أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من الحياة اليومية لملايين المستخدمين، وكانت مصدراً للترفيه والتعليم والتواصل خلال الجائحة وساهمت برفع مستوى الوعي وكانت داعمة للصحة العقلية والنفسية خلال الأوقات الصعبة.

بعد اختيارك من بين 50 شخصية عالمية من خلال برنامج”صُنّاع التغيير على TikTok”، ما هي الرسالة التي تودّين إيصالها من خلال هذه المبادرة؟ وكيف يمكن لهذه المبادرات أن تُلهم الشباب وتشجّعهم على المشاركة الاجتماعية وأن تسهم في تشكيل الوعي الاجتماعي وتعزيز القيم الإيجابية عند الأشخاص؟
بإمكان منصّة “تيك توك” أن تُساهم في تشكيل الوعي من خلال برامج مثل برنامج “صُنّاع التغيير” على TikTok، وهو أول برنامج عالمي يهدف لزيادة تأثير صناع المحتوى اجتماعياً، وهذا لإعطاء أهميّة كُبرى للرسائل ذات الأهمية بتسليط الضوء عليها عن طريق المحتوى الإبداعي وتشجيع الحوار حول القضايا الأساسيّة وتعزيز القيم الإيجابيّة مثل التعاطف. يجب علينا كصُنّاع تغيير عالميّين أن نُلهم الشباب لاستخدام المنصات الرقمية كقوّة من أجل نشر اللطف والخير ونشجّعهم على المشاركة في القضايا الاجتماعيّة ومشاركة المحتوى التعليمي وتعزيز مجتمع داعم.

من خلال تجربتك وخبرتك في التدريس والتدريب، كيف يمكن لمحتوى منصّة “تيك توك” أن يُسهم في تعزيز مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي بين الشباب؟
تُشجّع مقاطع الفيديو القصيرة على منصّة “تيك توك” على التواصل والتفاعل المباشر، ويُمكن لصُنّاع المحتوى تحسين قدراتهم في سرد القصص والتفاعل مع جماهير متنوّعة وممارسة مهارات التواصل الفعّال. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنصّة على تشجيع الشباب على التعاون وكتابة التعليقات والتفاعل مع الآخرين على المنصّة.

كيف يمكن للأفراد أن يحافظوا على التوازن بين استخدام منصّات التواصل الاجتماعي والاهتمام بصحّتهم النفسية؟
يجب على جميع المستخدمين أن يضعوا الحدود التي تناسبهم وتخصيص أوقات محدّدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتيّة والانتباه إلى وقت استخدام الشاشات، إذ إن فترات الراحة المنتظمة من الشاشات ضرورية. كما يجب تجنّب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة. وأخيراً وليس آخراً، يجب على الجميع البحث عن التواصل في العالم الواقعي وإيجاد التوازن بين التفاعلات عبر الانترنت على العالم الافتراضي والعلاقات التي تحدث بشكل شخصيّ وجهاً لوجه.

بالنظر إلى تجربتك الشخصية والمهنية، تستخدمين منصّات التواصل الاجتماعي لنشر الوعير وتحقيق التغيير الإيجابي. بينما هناك جدل قائم اليوم حول “السوشيال ميديا” وتأثيرها السلبي على الصحة النفسية للأفراد وخاصة الشباب، هل تعتقدين أن هناك حاجة متزايدة لتوجيه الشباب بشأن كيفية استخدام منصّات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي؟
نعم، هناك حاجة لتوجيه الشباب وتزويدهم باستراتيجيات من أجل اختيار المحتوى، وذلك من خلال متابعة الحسابات التي تُلهم وتُعلّم، وإدارة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، عن طريق أخذ فترات راحة منها، وتنمية الفكر النقدي، وأعني بذلك تقييم المعلومات وتجنّب المحتوى الضار.

ما هي الخطوات التي يُمكن اتخاذها في هذا الصدد؟ ما هي النصيحة التي تودّين مشاركتها مع الشباب اليوم؟
كونوا حقيقيّين، شاركوا أصواتكم وتجاربكم الفريدة، واستخدموا مواهبكم بمسؤولية ووعي، عزّزوا الإيجابية واللطف، وأعطوا الأولوية لصحّتكم النفسية، اطلبوا المساعدة المهنيّة إذا لزم الأمر، وتذكّروا أن المنصات الرقمية هي أداة، استخدموها لإحداث تأثير إيجابي.