المصممة فاطمة علي لـel3rosa: نحوّل قصص الحبّ إلى فساتين وموجات كانغوا
#el3rosa #العروسة #فسان_الفرح #ازياء_العروسة
حيّ دبي للتصميم D3 هو “حيّ إبداعي”، يحتضن مجالات إبداعية مختلفة ومتنوّعة، بما في ذلك الشركات الناشئة ورجال الأعمال والعلامات التجارية الدولية الراسخة في مجال التصميم والرفاهية والأزياء. تتّحد الأفكار الملهمة في هذا الحيّ، لتصنع من دبي وجهة رائدة في التصميم والفنّ والثقافة في المستقبل، لها قلبها النابض وروحها الخاصة وأسلوبها الشخصي في التصميم والإبداع.
من حيّ دبي للتصميم، أطلّت فاطمة علي، المصمّمة والمؤسسة لعلامة “Shakhsiya Dubai“، لتخصّ el3rosa بمقابلة شيّقة تحدثت خلالها عن تصاميم shakhsiya وأهدافها، وعن مصادر إلهامها وتفاصيل عملهان وكيف تصنع من قصّة حبّ إماراتية في اليابان، موجة “كانغوا” عملاقة على فستان زفاف. هي التي لا تصمّم إلا “على الطلب”، وتهرب “بعيداً عن الموضة الموسمية وخطّ الإنتاج التجاري في دور الأزياء”.
معها كان هذا الحوار:
تتجه العرائس هذه الأيام إلى موضة فساتين الزفاف من باب العودة إلى التراث، وإلى حيث كانت الموضة قبل عقود وقرون، الى أي مدى يُمكن تصميم فساتين عصرية مع لمسات تقليدية؟
في الحقيقية كلّ فستان زفاف يحمل في طيّاته الخلطة الخاصّة به، بين التقاليد المذهلة والخيالات الحديثة، وتختلف النسبة من فستان إلى آخر طبعاً.
على سبيل المثال نعمل حالياً على فستان أبيض كلاسيكي تقليدي، على ان نضع فوقه سترة بطول مترين، لونها “أزرق منتصف الليل”، أو الأزرق الداكن، وتحمل نبض أجواء لوحة “الكانغوا” اليابانية، التي ألهمت أيضًا العديد من الفنانين حول العالم (مرفق صورة اللوحة). الفستان مصنوع باليد، تحيّةً لزوجين إماراتيين. ومن خلال هذا الفستان يمكن أن نقيس كيف يمكن أن نوسّع حدود التقاليد ونمزجها مع الأفكار الحديثة.
فكرة السترة بلون “أزرق منتصف الليل”، وفستان الزفاف الأبيض الكلاسيكي، هي فكرة فريدة تمامًا. وبالمناسبة، كل فساتيننا تسلك الاتجاه نفسه، حيث يكون هناك قطعة، إما الأساسية أو الثانية، تتناقض تمامًا مع روحية الثانية.
بمعنى أوضح، المزيج يكون بين 70 % “تقليدي”، و30% “حديث”. شيء يشبه “أميرة الثلج”، لكن مع تقسيمات من زينة فريدة من نوعها جدًا، وتصل إلى حافة الحدود، على سبيل المثال فستان أبيض للزفاف، مع تطريز أسود عليه. في الشكل يبدو كما لو يتعارض تماماً مع فكرة فستان الزفاف، لكن في العمق هو هذا الخليط الذي نقدّمه بين الأضدّاد.
ذكرتِ أنّ الزوجين استوحيا من “الكانغوا” اليابانية.. هل يمكن أن تشرحي أكثر؟
الزوجان التقيا للمرّة الأولى في اليابان، حيث كانا يدرسان هناك الأدب الياباني، وهما في الأصل من الإمارات، التقيا هناك ولهذا فإنّ اليابان تمثّل لهما نقطة مميّزة لبداية قصّة حبهما، وأرادا أن يكون هذا التفصيل حاضراً في فستان الزفاف. هنا ارتأيت أنّ لوحة “موجة كانغوا” العظيمة، التي ألهمت العديد من المصمّمين الأوروبين وحول العالم، شديدة الصلة بما يفكران به. أما فكرة “أزرق منتصف الليل” في اللوحة، مع بياض الموجة، مع النجوم في الليل… فهي إسقاط لـ”ثيمة” يابانية. وهناك الكيمونو الياباني، فقرّرنا أن نصنع مزيجاً من كلّ هذا في الفستان. ثم برزت أمامنا أسئلة حول الاحتفاظ بالخيال الكلاسيكي أو الذهاب إلى فستان تقليدي لكن مع سترة لديها هذا الذيل الجميل. هذا ما جمع قصتهما مع قصة لقائهما الأوّل في الفستان.
بالحديث عن المزيج بين التقليدي والحديث، حين تحدّثنا عن شخصية العروس، من هي العروس التي تعتقدين أنّك تتوجهين إليها؟
هذه الأيام نرى الكثير من النساء القويات المتمسكات بـ”أنا” كبيرة، يتميزن بشخصيات قوية ولهنّ آراء خاصّة في كلّ شيء، ويتمتّعن بثراء واضح، ويردنَ أن يظهرنَ “بصوتٍ عالٍ”، وكلّ واحدة منهنّ لها ذوق مختلف عن الأخرى، وهنّ بنات الزمن الحالي على متن الكوكب.
وكما بيّنت دراسات “روسّا أندروز”، التي درست وسافرت حول العالم، نساء هذه الأيام لديهنّ امتدادات وهويات كثيرة، لكن لديهنّ تقاليد وجذور في قلوبهنّ، مثل حبهنّ لوطنهنّ الأصلي. على سبيل المثال يكون هناك عروس سعودية، لكن لديها جذور فلسطينية، لذلك ترغب في العودة إلى جذورها من خلال فستان زفافها. هكذا نخلط المتناقضات والمتباعدات، مثل الخلط بين التقليدي في قلوبهنّ والحديث في الموضة وفي أذواقهنّ الأخرى. هناك “روح عالمية” في عملنا، مع نساء لا يرِدنَ أن يكنّ مقيّدات بحدود أو صناديق.
من معاينتك للسوق والزبائن، ما هو الفستان الأكثر طلباً في الموسم المقبل؟
لا شيء على وجه التحديد. لكنّ المشترك أنّ العروس تطلب شيئاً “فريداً” لم تره من قبل، وتريد أن تقدّمه كـ”إعلان Statement” عن شخصيتها وما الذي تريد أن يراه الناس، وأن تبهر نفسها أوّلاً. وتأتي مع فكرة أنّها ستنشىء موضتها الخاصة، ومن هناك نذهب إلى الألوان بين الأبيض والذهبي وغيره… لا يوجد شيء محدّد لنبني عليه “موضة” مشتركة، بل هناك الفرادة والرغبة في التميّز، مع جرأة في الذهاب إلى مناطق جديدة، مثل فستان زفاف أبيض مع تطريز أسود، أو “أزرق منتصف الليل”. ونحن ننفّذ كل ما يخطر في بالهنّ، حتى لو كان جنونياً، وعلى حافّة المنطق..
تحمل تصاميمك تطريزات وأحجاراً متنوّعة، من هي العروس التي تنجذب إلى هذه التصاميم؟
هي العروس التي لديها هذا الذوق والتوق إلى استعمال هذه التفاصيل لإعلان شيء ما عن نفسها وليس للزينة فقط. هذه العروس لديها “ذوق الملكة” وتكون واثقة من نفسها. حتى حين تمشي يبدو واضحاً أنّ لديها “الستايل” الخاصّ بها وميزاتها، وتريد أن تترك انطباعاً وأن تروي قصتها وأن توصل ما تريده… كيف أروي حكايتها في الفستان، من خلال التحرّر من الحدود. هؤلاء نساء يردن أن تحتفلنَ بالحياة وأن تخرجنَ من التفاصيل الصغيرة إلى الحكاية الكبيرة، أو الحكاية السريّة، أو غير المعروفة.
على سبيل المثال هناك عروس طلبت اللون الأحمر في التطريز، كان هناك شيء سريّ بينها وبين زوجها، ولم ترد أن يعرفه أحد، لكن استعملت التطريز الأحمر الذي يعني شيئاً خاصاً بهما، حكاية سريّة، لا تريد أن يعرفها أحد غيرهما. بالنسبة للآخرين هو تطريز، لكن بالنسبة إليهما كان هو “الحكاية” التي سيتذكرانها. أرادت أن تبعث هذه الرسالة الخاصة من خلال التطريزات. هي المرأة “الألفا” التي تقدّر نفسها وتحبّ رحلتها وحيث وصلت في الحياة مع زوجها أو خطيبها.
أخبرينا عن مصدر إلهامك في كلّ مجموعة.
في ” shakhsiyaشخصية” وترجمتها العربية واضحة، كلّ تصاميمنا هي انعكاس لشخصية المرأة التي سترتدي الفستان: شخصيتها، حكايتها، ذوقها، ماذا تحبّ، ونخلطها بالمخيّلة والخيال والإلهام. نحن لا نقدّم تصاميم موسمية، ولا يوجد لدينا فريق للموسم هذا أو ذاك، ولا نقدّم 10 قطع لفنانين، بل نصنع للمرأة التي سترتدي حصراً. هي التي تأتي بالإبداع إلى الفستان الذي نصمّمه.
بماذا تختلف تصاميم فساتين الزفاف عن فساتين الخطوبة؟
المهارات في التنفيذ هو الفارق الأساسي. غالباً ما تكون فساتين الزفاف مختلفة من حيث أنّها تتطلّب عملاً أكثر، وحجمها أكبر، وتفاصيلها أكثر والتطريزات أكثر… المفاهيم التي تدخل فيها أوسع وتفاصيل الحياة أكثر في شخصية المرأة والعروس. هناك عروس مثلاً أرادت في فستانها أن تدخل الفضّة عيار 925… أما فساتين الخطبة فهي تشتهر بأنّها أكثر مثالية، والشهية أكبر للإبداع فيها، وهي مطلوبة أكثر من فساتين الزفاف، وغالباً ما تتطلب العمل بسرعة، لأنّ العرس يحدّد قبل 6 أشهر أو سنة أحياناً، فيما الخطوبة تكون مفاجئة وسريعة والفستان يكون مطلوباً في وقت أقصر.
كما يمكن أن تكون الشهية الأكبر للإبداع أو الطلب عندما يتعلق الأمر بفساتين الزفاف، لأنّه لدينا وقت أطول للعمل. لهذا في بعض الوقت تأتي العروس قبل الزفاف بـ6 أشهر، وأحياناً قبل سنة، مقابل معدّل 6 أسابيع لفستان الخطوبة.
ما هي أكثر الألوان المطلوبة لفساتين السهرة والخطوبة؟
فساتين السهرة والخطوبة تكون عادةً متشابهة من حيث ما تطلبه المرأة أو تنتظره أو تريده من أناقة، ومجال الإبداع والخيال يكون أوسع، والمرأة تكون أكثر جرأة في فستان الخطوبة أو السهرة مما تكون في فستان الزفاف. ودائماً نرى أنّ المرأة تطلب في هذا الفستان بريقاً ولمعاناً، ويحتمل التحدّي… وألوان الباستل شعبية أكثر.
في فساتين السهرة والخطوبة نفتح لوحة الألوان الضخمة المكوّنة من 575 تنويعاً لعملاء “شخصية”. وهم الآن يحصلون على المزيد من الجرأة في اختيار ألوان فريدة لا يمكنك العثور عليها عادةً في مجموعة جاهزة للارتداء أو مجموعة موسمية من الماضي…
كانت النساء تهربن في الماضي إلى ألوان الباستل، أما الآن فلديهنّ خيارات بين 575 لوناً للاختيار من بينها لذا فهنّ تبتعدنَ عن الباستل التي كانت الخيار المشترك والشائع في الماضي، وتذهبنَ إلى الألوان التي تبعث على السرور مثل الباذنجاني البرونزي “كوكو” وأيّ ألوان أخرى…
أي أقمشة تعتدمين عليها في تصاميمك؟
في تصاميمنا نذهب في العادة إلى خيال الفتاة وإلى ما تريده، بعضهنَّ حالمات، وبعضهنّ رومانسيات، وبعضهنّ ترغبنَ في الذهاب إلى أقصى الحدود، لذا نذهب إلى الشيفون أو التول والأورغانزا الإيطالي او الساتان الناعم الفرنسي، وكلّه صناعة يدوية.. لكن يعتمد الاختيار على مزاج المرأة وما تريد أن نخلقه لها، إذا كانت تريد الناعم أو الكثير من التصميم والتطريز، أو غيره.